أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ماذا سيبقى من لبنان في الحرب المقبلة؟

الثلاثاء 04 أيلول , 2012 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,527 زائر

ماذا سيبقى من لبنان في الحرب المقبلة؟

 بعيدًا عن الحرب الإعلامية وبعيدًا عن مزايدات الصالونات السياسية، ماذا يقول الخبراء العسكريون الإسرائيليون عما يسمى بتوازن الرعب بين لبنان وإسرائيل؟ ينقل عن خبراء الإستراتجيات العسكرية الإسرائيليين قولهم إن توازن الرعب بات واقعًا بين لبنان و إسرائيل. فلنأخذ مثلاً هيبة القطع العسكرية الإسرائيلية واحدة تلو الأُخرى. سلاح البحرية الإسرائيلي الذي يعتبر من الأقوى في منطقتنا، تلقى، خلال حرب تموز، ضربة قاصمة عبر استهداف بارجة هي فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية ألا و هي ساعر-5 بصاروخ للمقاومة اللبنانية من طراز نور. نور ليس إلا نسخة معدلة عن صاروخ "سي-802" الصيني وهو من طراز "كروز" يتميز بأنه صاروخ ذكي و قادر على تعقب هدفه بدقة.  سلاح المدرعات الإسرائيلي الذي تكبّد خسائر فادحة في جنوب لبنان، يعد الأقوى في منطقتنا، لكنه كان الطبق الأدسم للمقاومين في حرب 2006، فدبابات الميركافا من الجيل الرابع "ميركافا- مارك الجيل الرابع" كانت هدفًا سهل الإصطياد لصواريخ ال "9م133 كورنت" الروسية وهي صواريخ مضادة للدبابات موجهة بالليزر. الصواريخ هذه رخيصة بالمقارنة مع تكلفة تصل الى ملايين الدولارات لكل دبابة إسرائيلية. أما سلاح الجو الذي لم يسلم أيضًا في حرب تموز فقد خسر أكثر من طائرة من دون طيّار وطوافة عسكرية ناقلة جُند من نوع "يسعور" أسقطها المقاومون بصاروخ "ستنغر" المحمول على الكتف، وهو أيضًا قليل الكلفة.

 العمل المقاوم هو عمل دفاعي، والمدافع في حال تعادل القوى هو، بميزان الحرب، أقوى بثلاث مّرات من المهاجم، لأنه يدافع عن طبيعة جغرافية يعرفها جيدًا فتتحول إلى عنصر قوة له وإلى نقطة ضعف عند العدو. لكن المقاومة ورغم الكفاءة العالية عند مقاتليها ورغم التدريب النوعي لهم، لا تملك القدرة التدميرية التي تملكها آلة الحرب الإسرائيلية. السؤال الأقرب الى الواقع في حال إتخاذ الحرب منحىً درامتيكيا بإتجاه هزيمة إسرائيل هو: ماذا سيبقى من لبنان؟ فإسرائيل تملك ما لا يقل عن مئتين وخمسين رأسًا نوويًا وإذا ما وجدت نفسها أمام مجرد احتمال هزيمتها فهي لن تتردد في استعمالها. إذًا ميزان القوى الذي يتحدث عنه الجميع هو ما بين قوة إسرائيل التدميرية الهمجية التي تستهدف المدنيين وتقتل الأبرياء من جهة، وقوة عسكرية نوعية للمقاومة تستعمل في الميدان لضرب جيش العدو من جهة أخرى. لكن المعادلات الجديدة للحرب المقبلة تبدو أكثر تعقيدًا. فالمقاومة أعلنت عن قدرتها على فرض حصار بحري على إسرائيل، والمتوقع ان تكون المقاومة قد حصلت على صواريخ من نوع "صاعقة" التي يصل مداها الى 300 كلم وتحمل رؤوسًا حربية أكبر من تلك التي تحملها صواريخ "نور". بالمقابل يهدد رئيس وزراء العدو بتدمير مدن لبنان عن بكرة أبيها، وهو بلا أدنى شك قادر على ذلك. فلبنان، إذا ما وقعت الحرب، سيتكبّد خسائر فادحة في بناه التحتية ومرافقه. خاصة أن بنكًا من الأهداف قد نشرته بعض مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بإسرائيل قد أظهر المواقع السياحية اللبنانية ضمن الأهداف الإسرائيلية من ضمنها مواقع بعلبك وجعيتا وجبيل وصور وصيدا..

 لكن هل تتحمل إسرائيل أن يصاب مثلث "البتروكميائي- البيوكميائي- النفط" بصواريخ تصل حمولتها التفجيرية الى نصف طن مما يؤدي الى محرقة إسرائيلية لكن هذه المرة ليست من نسج الخيال؟

 

Script executed in 0.19034194946289