أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سورية تتأفغَن

السبت 08 أيلول , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,828 زائر

سورية تتأفغَن

ورأى الكاتب ان هناك أوجه تشابه كبيرة لما يجرى في سوريا حاليا، لما وقع في أفغانستان، فضباط وكالة المخابرات المركزية الاميركية يعملون على الحدود السورية فى الأردن وتركيا، من اجل مساعدة المتمردين السنة لتحسين قيادتهم والسيطرة والانخراط في أنشطة أخرى، بينما تأتي الأسلحة للمتمردين من أطراف ثالثة.

ففي أفغانستان، جاءت معظم الأسلحة من الصين ومصر، وفي سوريا، يتم الشراء من السوق السوداء، ولكن الممول الرئيس لحركات التمرد في افغانستان وسوريا واحد وهو المملكة العربية السعودية، حتى أن هناك شخصية ملونة تتكرر في الحالتين السورية والافغانية، وهو "بندر بن سلطان"، الذي شغل موقع السفير السعودي في واشنطن في ثمانينات القرن الماضي، حيث عمل هذا السفير على تمويل ودعم وكالة الإستخبارات المركزية الاميركية في أفغانستان، والآن، يعمل رئيسا للاستخبارات السعودية، ويتولى تشجيع العمليات التى يقوم بها المتمردون في سوريا.

وتساءل الكاتب "ماذا تشير هذه المقارنة التاريخية"، مشيراً الى انه "على الجانب الإيجابي، فأن المجاهدين الأفغان فازوا فى حربهم وتم الأطاحة في نهاية المطاف بالحكومة الروسية المحتلة بدعم الولايات المتحدة، واعتبر ذلك انتصار لوكالة الإستخبارات الاميركية المركزية "CIA "، ولكن على الجانب السلبي، فأن افغانستان انجرفت الى عقود من الفوضى والتطرف الجهادي الذى لا يزال يهدد المنطقة بأكملها وحتى الولايات المتحدة.

وقال الكاتب ان ذلك يفسر النهج الحذر لإدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، في التعامل مع الازمة السورية، حيث ان الادارة تعلم مخاطر الوضع فى سوريا، ومن هنا تتحرك بخطوات بطيئة ومحسوبة لعدم وضوح الرؤية، وهو ما وصفه بعض النقاد بأنه نهج  فاتر وغير فعال.

وتساءل الكاتب "ماذا يعلمنا التاريخ عن مثل هذه التدخلات التي قد تكون مفيدة في الحالة السورية؟ "، معتبرا ان "الحرب السرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد نضجت".

وأضاف الكاتب : "ما هو مخيف هو تنظيم القاعدة يقاتل فى سوريا بالفعل ويتواجد بكثافة من خلال تسلل الخلايا من الموصل وأجزاء أخرى من شمال العراق عبر الحدود السورية العراقية".

ووفقا لمصادر استخبارات عربية فأن المعارضة السورية تواجه نفوذ تنظيم القاعدة المعارضة ، حيث تم  قتل مقاتل من تنظيم القاعدة يدعى "وليد البستاني"، الذي حاول إعلان "إمارة" في بلدة قرب الحدود مع لبنان.

وختم الكاتب بأن المتمردين الذين يقاتلون "الأسد" يستحقون دعما محدودا من الولايات المتحدة ، وعلى الادارة الامريكية ان تكون حذرة تماما، وحكيمة لأن الفوضى فى هذه المنطقة ستكون اعنف واخطر بكثير مما حدث فى افغانستنان.

Script executed in 0.2086820602417