أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الجيش ينشط في الضاحية .. والراعي يبشِّر من الجبل بعقد اجتماعي جديد

الإثنين 10 أيلول , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,458 زائر

الجيش ينشط في الضاحية .. والراعي يبشِّر من الجبل بعقد اجتماعي جديد

ازدحمت نهاية الأسبوع بمحطات تحمل دلالات سياسية وأمنية بارزة، يُفترض أن تتبلور أكثر فأكثر، خلال هذا الأسبوع الذي سيُستهل اليوم باجتماع بين الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي في عين التينة، لمواكبة الملفات المطروحة، وفي طليعتها سلسلة الرتب والرواتب، وقضية المخطوفين التي كانت أمس موضع بحث بين ميقاتي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال اجتماعهما الدوري كل أحد. 


أما ابرز المحطات التي ستطبع بطابعها الأيام المقبلة، فيمكن تعدادها كالآتي: 

ـ الإجراءات الميدانية التي باشر الجيش بتنفيذها في الضاحية الجنوبية، وسيواصلها بحثاً عن مطلوبين، بغطاء سياسي تام من «حزب الله» و«حركة أمل»، الأمر الذي من شأنه ان يساعد على إطلاق يد الجيش في المناطق الأخرى التي عانت من الفلتان مؤخراً. 

ـ زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الشوف استكمالا لمصالحة الجبل، حيث جال على العديد من قراه وبلداته، والتقى النائب وليد جنبلاط، مكرراً الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد. 

ـ موقف حاسم أطلقه الرئيس ميقاتي عبر «السفير»، حيث أكد انه طوى نهائياً فكرة الاستقالة التي كانت تراوده من حين إلى آخر، مشدداً على أنه باق في السرايا، ولم يعد يفكر بالاستقالة، متوقعاً أن تبقى حكومته حتى موعد الانتخابات النيابية، إذا لم يستجد تطور استثنائي. 

ـ إطلالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من عمشيت، في «لوك جديد»، يحتمل أكثر من تأويل وتفسير، على الصعيدين السياسي والانتخابي. 

بري: ندعم الجيش 

وإذا كان صمت «حزب الله» حيال تدابير الجيش في الضاحية هو أبلغ كلام، كما قالت مصادر قيادية مقربة منه، فإن الرئيس بري ابلغ» السفير» ان إلقاء الجيش القبض على بعض المطلوبين في الضاحية الجنوبية بعد المداهمة التي قام بها، هو أمر طبيعي يجب ان يُعمم ويُحتذى به في كل المناطق، مؤكداً ان «حركة أمل» و«حزب الله» يقفان إلى جانب الجيش، وخلفه في المهام التي يؤديها للحفاظ على الامن،»ونحن لنا ملء الثقة في التوجه الوطني للمؤسسة العسكرية وقيادتها». 

ولفت الانتباه إلى ان المقاومة وُجدت أصلا للدفاع عن الدولة وليس للحلول مكانها، «وبالتالي فإننا لا ندعم وحسب كل تحرك يقوم به الجيش لتنفيذ واجباته، بل ندعو أيضاً إلى تفعيل وجود القوى العسكرية 

والأمنية في الضاحية وفي كل مكان»، داعياً إلى وقف العمل بمقولة «الأمن بالتراضي». 

وحول المسار الذي سيسلكه مشروع سلسلة الرتب والرواتب بعد وصوله إلى مجلس النواب، أوضح بري ان المشروع سيأخذ طريقه وفق الأصول، وسيحال إلى اللجان المختصة لدرسه، معتبراً انه إذا تكاتفت الحكومة في الدفاع عنه، فإنه سيمر في الهيئة العامة، لأنها تملك الأكثرية النيابية، أما إذا لم تفعل، فعليها ان تتحمل مسؤوليتها. 

جنبلاط يشيد 

وفي سياق متصل بتحرك الجيش في الضاحية، نوه النائب وليد جنبلاط بخطوة الجيش، قائلا لـ«السفير» إنها «جيدة ونأمل في ان تشمل كل المناطق». وانطلق جنبلاط من التطور المستجد، ليقول: نحن على أتم الاستعداد للتعاون من أجل إقرار خطة دفاعية إذا كانوا (حزب الله) جاهزين. 

رسالة سليمان 

ومن ناحيته، أكد الرئيس ميشال سليمان أنه هو من طلب من وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي مطاردة خاطفي المواطنين السوريين والمواطن التركي في منطقة الرويس، مشدداً على أنّ «الجيش سيستمر في ملاحقتهم». 

موقف سليمان جاء خلال كلمة لافتة للانتباه ألقاها في عمشيت، واتسمت بطابع هجومي، أمام جمهور من مؤيديه صفق له كثيراً، ما أوحى بأن رئيس الجمهورية يوجه رسالة إلى من يهمه الامر، فحواها ان له ايضاً قاعدة شعبية تؤهله ليؤدي دوراً في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي الحياة السياسية بعد الرئاسة، وأن توافقيته لا تعني انه ليس صاحب موقف، كما فعل في قضية الوزير ميشال سماحة والخروق السورية. 

وبدا سليمان حريصاً على رســم خطوط حمر حول بعض المواقع بقوله: لا يجربنَّ أحد أبداً أن يمس بالبطريركية وشــخص البطريرك، ولا بالجيش اللبناني وقــيادته، ولا برئاسة الجمهورية التي تمثل كرامة البلد (ص 3). 

ميقاتي: لن أستقيل 

في هذه الأثناء، وبينما تستمر حملات «فريق 14آذار» على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدفعه إلى الاستقالة، قال ميقاتي لـ«السفير» إنه حسم أمره، وطوى كلياً صفحة التفكير بالاستقالة، ناصحاً من يستعجل رحيله بألا يُضيّع وقته في الانتظار. 

وأضاف ميقاتي: أنا باق في موقعي، ولن أستقيل، وبالتالي الحكومة مستمرة حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، إلا إذا حصل تطور استثنائي، من قبيل ان تتفق مكونات مجلس الوزراء على استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى استناداً إلى تفاهمات مسبقة. ولفت الانتباه إلى أن الحكومة نُعيت في مرات عدة، إلا انها في كل مرة كانت تعود إلى الحياة، واصفاً إياها بأنها حكومة بـ«سبع أراوح»، ومتوقعاً تشكيل هيئة إدارة قطاع البترول قريباً، ووصول بواخر إنتاج الطاقة الكهربائية قبل آخر السنة. 

أما في ما خص الوضع عند الحدود اللبنانية - السورية، فأكد ميقاتي انه «يجب ان نشير إلى الخروق السورية للحدود، كلما حصلت، حفاظاً على مصداقيتنا»، لافتاً الانتباه إلى ان «الاعتراض على هذه الخروق يجعل موقفنا أقوى، عندما نرفع الصوت تنديداً بالانتهاكات الاسرائيلية لسيادتنا، مع الفارق بالتأكيد بين إسرائيل العدوة والشعب السوري الشقيق». ولكنه رفض الانجرار وراء مبالغات بعض القوى الداخلية التي تطالب باتخاذ إجراءات غير واقعية، موضحاً ان طـرد السـفير السوري ليس مطروحاً. 

الراعي يستكمل المصالحة 

وبينما يواجه لبنان خطر الفتنة المتنقل من منطقة إلى أخرى، زار البطريرك الماروني بشارة الراعي الشوف «استكمالاً للمصالحة الوطنية في الجبل»، وتوّج جولته بزيارة المختارة ولقاء النائب وليد جنبلاط الذي قال لـ«السفير» إنه مرتاح لزيارة الراعي والأجواء التي رافقتها، مشيراً إلى أن البطريرك يبشر برسالة العيش المشترك والمحبة، وأمل في معالجة قضية بلدة بريح خلال شهرين، مؤكداً أن بيت «بني معروف» الذي أقيم على أرض الغير (في بريح) يجب أن تتم إزالته. 

وكان الراعي قد اعتبر أن «زيارته تهدف إلى إكمال مسيرة المصالحة بين كل أبناء هذه المنطقة»، مشدداً على حق العودة للجميع، وملاحظاً أن «العودة بعد التهجير ما تزال حذرة ويجب دعمها مادياً ومعنوياً». 

وجدد الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد يبدد رواسب الماضي ويؤسس للمستقبل المشترك، وقال: نتطلع إلى قانون جـــديد للانتخابات يضمن حق المواطنين المقيمين والمهاجرين باختيار ممثليهم ومحاسبتهم وألا يُفرضوا عليهم لا بالهيــمنة العدديّة أو المال أو السلاح». 


Script executed in 0.21530985832214