وذلك على مدار عشر ساعات متواصلة في غرفة عمليات المستشفى. وكانت لودي كرم علم الدين، تعاني خللا في إفرازات الكبد، ما يرفع عندها معدل الكوليسترول في الدم بنسبة تراوحت من 400 إلى 500. وقد بدأ ذلك ينعكس سلباً على شرايينها وقلبها، حتى باتت حياتها مهددة بالخــطر، فكـان لا بد من زراعة جزء من كبد معافى في جسد لودي لإنقاذ حياتها.
وتبرعت شقيقة زوج لودي فاطمة علم الدين بقسم من كبدها، وتمت مراجعة الأطباء الاختصاصيين في المستشفى، وفي مقدمتهم اختصاصي الجراحة العامة الدكتور بشير المصري، الذي أجرى اتصالا بالجراح اللبناني المقيم في فرنسا البروفسور صافي دقماق وعرض عليه إجراء العملية. وبعد تأكد دقماق من جهوزية غرفة العمليات، وقدرتها على استقبال العملية، حضر في 25 آب الماضي، إلى لبنان، وأجرى الفحوصات اللازمة على المريضة بالتعاون مع الأطباء الجراح بشير المصري، وأحمد الشعار (اختصاصي في المسالك البولية)، وعامر بركة (اختصاصي أمراض الكلى)، وسميح بركة (اختصاصي الإنعاش ومدير العناية الطبية في المستشفى). وتم تعيين موعد العملية في 27 آب، حيث تم اقتطاع نسبة 35 في المئة من كبد فاطمة المعافى، وتم استئصال النسبة ذاتها المعطلة من كبد لودي.
وزرعت مكانها بنجاح، الأمر الذي انعكس تحسناً فورياً على صحتها. وبدأ معدل الكوليسترول في دمها ينخفض حتى وصل بعد ستة أيام على إجراء العملية الى 150، في حين خرجت الواهبة فاطمة من المستشفى بعد اسبوع واحد. وأكد الأطباء أن كبدها قادر على تنمية نفسه بما يعيد إليها النسبة التي وهبتها منه الى زوجة شقيقها التي أمضت في المستشفى 12 يوماً. وغادرت. والاثنتان تتمتعان بصحة جيدة.
واحتفلت إدارة المستشفى الاسلامي بالإنجاز، فعقدت مؤتمرا صحافيا أمس، شارك فيه دقماق والأطباء المشرفون والجهاز الطبي المساعد.
في المؤتمر، أشاد مدير المستشفى عزام أسوم بالإنجاز الجديد. وقال دقماق: «إن نجاح العملية الجراحية وفي ظروف طبيعية، هو الدليل على أن في لبنان قدرات طبية واستشفائية هائلة ومميزة وكل ما نطلبه من الدولة هو تأمين الإمكانيات المادية والتغطية الصحية لإتاحة المجال أمام المواطنين للاستفادة منها، وإجراء العمليات الطبية المماثلة».
وأشار بركة إلى أن «المريضة مرت قبل إجراء عملية الزرع في ظروف صحية صعبة كإصابتها بمرض وراثي، هو ارتفاع معدل الكولسترول، الأمر الذي أدى إلى تصلب شرايينها وخضوعها لعملية قلب مفتوح، وإجراء غسيل دم. وقد استمرت عملية الزرع عشر ساعات. واليوم الواهبة والمريضة هما بصحة جيدة».