أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«ويكيليكس» | شيعة السفارة: فِدا إجر فيلتمان!

الخميس 13 أيلول , 2012 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,337 زائر

«ويكيليكس» | شيعة السفارة: فِدا إجر فيلتمان!

 ازدحم مدخل السفارة في عوكر بشخصيات سياسية ودينية وأمنية ومدنية، عارضين خدماتهم على أنواعها ومستعرضين مواهبهم في النميمة والإخبار. مقدّمو الطاعة اللبنانيون كانوا كثراً، فاضطرّت السفارة إلى أن «تجوجل» من بينهم مَن أثبت جدارة في تنفيذ ما تطلبه واشنطن وتلبية ما تأمر به عوكر من دون تردد. طبعاً مع لحظ درجة الحقد التي يتمتع بها هؤلاء تجاه «حزب الله».

فرزت السفارة «عملاءها» كلّ حسب مهماته المحددة والمشروع الموكل إليه. ومن بين المشاريع المعلنة التي وضعتها الحكومة الاميركية منذ عام 2006: تشويه صورة «حزب الله» عند الشباب اللبناني وخلق بدائل له. جيفري فيلتمان أعلن ذلك صراحة في جلسة استماع في الكونغرس، مبيّناً أن حكومته «صرفت منذ عام 2006 أكثر من 500 مليون دولار لتحقيق تلك الأهداف من خلال USAID ومبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية MEPI». مشروع أميركي ضخم، برقت له عيون «العملاء».

إحدى المحطات الأساسية لذلك المشروع، كما تبيّن البرقيات التي سرّبها وينشرها موقع «ويكيليكس»، تقضي بضرب «حزب الله» من داخل البيئة الشيعية، أي أن تقوم شخصيات لبنانية شيعية بتشويه صورة «حزب الله»، وأن يُخلق البديل من الحزب من داخل تلك البيئة. سرعان ما وجدت السفارة الأميركية مطلبها لتنفيذ ذلك الهدف، فألفت مجموعة من الشخصيات الشيعية السياسية والدينية وأطلقت عليهم اسم «الشيعة المستقلّين»، فصدّق هؤلاء أنفسهم، قبضوا الأموال، وبدأوا العمل. بين واشنطن وعوكر تنقّل «ناشطو المجتمع المدني» والشيوخ والسياسيون الشيعة، مدموغين بصفة «مستقلّين» أو «معتدلين»، لُقّنوا التعاليم ونُشروا في الجنوب والبقاع وبيروت لتنفيذها. عين عوكر كانت ساهرة على نشاطهم وتراقب مدى تقدّمهم على الأرض، وتستمع الى تقاريرهم المرفوعة بشكل شبه يومي. تقارير تبدأ بإخباريات عن تحركات «حزب الله» وصواريخه وتصل إلى رصد ما يقوله الأطفال في شوارع الضاحية. أحياناً، وكما تظهر البرقيات، يفاجأ السفراء بالاندفاع الزائد عند البعض، وبالشجاعة وحسّ المبادرة عند البعض الآخر، وبولاء تقشعرّ له الأبدان. هؤلاء، وغيرهم، مدّوا السفارة الاميركية منذ عام 2006 حتى 2010 بمعلومات وتفاصيل وتحليلات عن كل شاردة وواردة سألت عنها السفارة وأحياناً من دون أن تسأل.

تنشر جريدة «الأخبار» ابتداءً من اليوم سلسلة برقيات معدّة تدور حول ذاك المشروع الأميركي والأدوات الشيعية اللبنانية التي استخدمت لتنفيذه، من سياسيين وناشطين مدنيين ورجال دين


Script executed in 0.17637586593628