(مناحيم بيغن ـ أمام الكنيست)
لا أحد، لا شيء، ولا أية تقنية للكلام، يستطيع أن يقول ما كانته الشهور الستة التي أمضاها الفدائيون في جبال جرش وعجلون بالأردن، وما كانته الأسابيع الأولى منها، بصفة خاصة. لقد قام آخرون بتقديم وصف للأحداث وتسلسلها، والحديث عن نجاحات منظمة التحرير وأخطائها.
وبالإمكان أن نصورّ سمْتَ الزمن، ولون السماء والأرض والأشجار، لكننا لن نستطيع أبداً أن ننقل إلى الإحساس: الثَّمَل الخفيف، والخطو فوق الغبار، وألقَ العيون، وشفافية العلائق، ليس فقط فيما بين الفدائيين، بل بينهم وبين رؤسائهم. كل شيء، الجميع، تحت الأشجار كانوا مرتعشين، ضاحكين معجبين بحياة تحمل الجِدّة إليهم جميعاً.. وداخل هذه الارتعاشات شيء ثابت بطريقة غريبة، مترصّد، متحفّظ، مَصُون، مثل شخصٍ يصلي من غير أن يتلفّظ ببنت شفة. كل شيء كان في مِلْك الجميع. وكل واحد كان في ذاته وحيداً، وربما لم يكن كذلك. على العموم، كانوا مبتسمين، زائغي النظرات. وكان طول محيط المنطقة الأردنية التي انسحبوا إليها، باختيار سياسي، يمتد من الحدود السورية إلى السلط، ويحدها نهر الأردن وطريق جرش والإربد. ستون كيلومتراً طولاً، وعشرون أخرى عمقاً، داخل منطقة جبلية وعرة مغطّاة بأشجار البلوط الخضراء، وبالقرى الأردنية الصغيرة، وبزراعة ضئيلة.
وسط الغابات وداخل الخيام المُداراة عن عيون العدو، كان للفدائيين وحدات من المقاتلين والأسلحة الخفيفة، ونصف الثقيلة. ولما أخذ سلاح المدفعية مكانه، وهو موجّه خاصة ضد عمليات أردنية محتملة، شرع الجنود الشبان في صيانة أسلحتهم، فأخذوا يفكّونها لتنظيفها وتشحيمها، ثم يعيدون تركيبها بسرعة مفرطة. كان بعضهم ينجح في فك الأسلحة وتركيبها وعيناه معصوبتان، حتى يتمكن من أن يفعل ذلك في ظلام الليل. كان قد نشأ بين كل جندي وسلاحه علاقة حبّ وافتتان. فبما أن الفدائيين كانوا قد تخطوا المراهقة حديثاً، فإن البندقية، باعتبارها سلاحاً، كانت تكتسي علامة الرجولة المنتصرة، وتحمل إليهم يقين الكينونة. كانت العدوانية تختفي من وجوههم، والابتسامة تكشف عن الأسنان.
فيما يتبقّى لهم من وقت، كان الفدائيون يشربون الشاي وينتقدون الرؤساء والأغنياء، فلسطينيين وغير فلسطينيين، ويشتمون إسرائيل... ولكنهم كانوا يتكلمون، تخصيصاً، عن الثورة التي يخوضون غمارها، وعن تلك التي سيشرعون فيها. بالنسبة لي، أن تكون كلمة «فلسطينيون» موضوعة في العنوان، أو في صلب مقالة، أو على منشور سرّي، فإنها تستحضر في ذهني مباشرة الفدائيين في مكان معيّن هو: الأردن، وخلال فترة يمكن تحديدها بسهولة: أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر من العام 1970، ويناير، فبراير، مارس، أبريل من العام 1971. ففي هذه الفترة وفي ذلك المكان، عرفت الثورة الفلسطينية. إن الوضوح البديهي العجيب لما حدث، وقوة تلك السعادة المرافقة لوجودهم، يسميان أيضاً: الجمال.
مرّت عشر سنوات ولم أعرف عن الفدائيين شيئاً سوى أنهم كانوا في لبنان. كانت الصحافة الأوروبية تتحدث عن الشعب الفلسطيني بوقاحة، بل وباستخفاف. وفجأة: بيروت الغربية.
للصورة الشمسية بُعْدان، وكذلك لشاشة التلفزيون، إلا أنهما كلاهما لا يمكن ان يعبرهما الانسان او يطوف داخلهما. من جدار الى جدار، داخل زقاق الأرجل مقوّسة أو مدعّمة التي تدفع الحائط، والرؤوس متكئة بعضها على بعض، والجثث المسوَدّة المنتفخة التي كان عليّ أن أتخطاها، كلها كانت جثث فلسطينيين ولبنانيين. بالنسبة لي، كما بالنسبة لمَن بقي من السكان، التجوّل في شاتيلا وصبرا يشبه لعبة النطّة (علينا أن ننطّ فوق الجثث!). وقد يستطيع طفل ميّت أحياناً أن يسدّ الأزقّة لأنها جدّ ضيقة، والموتى كُثُر. ولا شك أن رائحتهم مألوفة لدى الشيوخ: فهي لا تضايقهم. لكن، ما أكثر الذباب. كنتُ، إذا رفعت المنديل، أو الجريدة العربية الموضوعة فوق رأس ميّت، أُزعجه، فكان، وقد أغضبته إشارتي، تأتي جماعاته لتحطّ فوق ظهر يدي، محاولةً أن تقتات منها.
أول جثة رأيتها كانت لرجل في الخمسين، أو الستين من عمره. وكان مهيّأً ليكون له إكليلٌ من الشعر الأبيض، لولا أن شرخاً (ضربةُ فأسٍ فيما خُيِّلَ إليّ) قد فتح جمجمته. جزءٌ من النخاع المسوَدّ كان ملقىً على الأرض إلى جانب الرأس، وكان مجموع الجسد مسجّى فوق بقعةٍ من دمٍ أسود ومخثّر. لم يكن الحزام مشدوداً، والبنطلون ممسوكٌ بصَدَفةٍ واحدة. كانت رجلا الميت وساقاه عارية، سوداء، بنفسجية وخُبّازية اللون: ربما فوجئ في الليل أو عند الفجر. هل كان بصدد الهرب؟ لقد كان مسجّى في زقاق صغير، مباشرة على اليمين من مدخل مخيم شاتيلا المواجه لسفارة الكويت. هل تمّت مذبحة شاتيلا وسط الهمسات، أو في صمتٍ مطبق، ما دام الإسرائيليون، جنوداً وضباطاً، يزعمون أنهم لم يسمعوا شيئاً، ولم تُثَر ظنونهم شكوك، بينما كانوا يحتلون ذلك المبنى منذ ظهر يوم الأربعاء؟
إن الصورة الشمسية لا تلتقط الذباب، ولا رائحة الموت البيضاء والكثيفة. إنها لا تقول لنا القفزات التي يتحتم القيام بها عندما ننتقل من جثة الى أخرى.
إذا نظرنا بانتباه إلى ميت، فإن ظاهرةً غريبة تلفت نظرنا: فغياب الحياة في هذا الجسد يعادل الغياب الكليّ للجسد، أو بالأحرى يضاهي تقهقره المسترسل إلى الخلف. ويخيّل إلينا أننا، حتى إذا ما اقتربنا منه، لن نمسّه قطّ. هذا إذا ما تأمّلناه. لكن إشارة نقوم بها في اتجاه الموتى، أن ننحني بالقرب منهم، أو أن نحرّك ذراعاً أو إصبعاً من جثثهم، وإذا بهم، فجأةً، جدّ حاضرين، ويكادون يكونون وديّين.
الحب والموت. هاتان الكلمتان تتداعيان بسرعة كبيرة عندما تُكتَب إحداهما على الورق. لقد تحتّم عليّ أن أذهب الى شاتيلا لأُدرك بذاءة الحب وبذاءة الموت. فالأجساد، في الحالتين معاً، لم يعد لها ما تخفيه:وِضْعَةُ الأجساد، تشنّجات العضل، الإشارات، العلامات، وحتى الصمت، كلّها تنتمي إلى عالمَي الموت والحب. كان جسم رجل فيما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين ممدداً على بطنه، وكأنّ مجموع الجسد لم يكن سوى مثانةٍ في شكل رجل: تنتفخ المثانة تحت تأثير الشمس، وكيمياء التحلُّل إلى درجة توتير البنطلون الذي يهدّد بالانفجار عند الإلْيَتين والفخذين. الجزء الوحيد من وجهه، الذي تمكنت من رؤيته، كان بنفسجياً وأسود. وفوق الركبة بقليل، كانت فخذه المثنية تكشف جرحاً تحت الثوب الممزق. ما أصل الجرح: حربة، أم سكين، أم فأس، أم خنجر؟ ذبابٌ فوق الجرح وحوله. والرأس أكبر من بطيخة، بطيخة سوداء. سألت عن اسمه، كان مسلماً:
ـ مَن هو؟
ـ فلسطيني، أجابني رجل فرنسي في الأربعين وقال: انظر ما فعلوا.
ثم سحب الغطاء الذي كان يستر الرّجْلَين وجزءاً من الساقين، رَبْلتاهما عاريتان، سوداوان، ومنتفختان. القدمان منتعلتان حذاءين كبيريسن أسودين بغير رباط، والعرقوبان متضامّان بقوة بواسطة عقدة حبلٍ متين. كانت مثانته واضحة. طوله حوالى ثلاثة أمتار، أزحته قليلاً لتتمكّن السيدة س. (أميركية) من أن تلتقط صورة فوتوغرافية دقيقة. سألت الرجل الفرنسي عمّا إذا كان باستطاعتي أن أرى الوجه:
ـ إذا شئت، لكن انظره أنت بنفسك.
ـ هلّا ساعدتني في إدارة رأسه؟
ـ لا.
ـ هل جرّوه بهذا الحبل عبر الأزقّة؟
ـ لا أدري يا سيدي.
ـ مَن ربطه؟
ـ لا أدري يا سيدي.
ـ هل هم رجال القائد حداد؟
ـ لا أدري.
ـ الإسرائيليون؟
ـ لا أدري.
ـ الكتائب؟
ـ لا أدري.
ـ هل كنت تعرفه؟
ـ نعم.
ـ هل رأيته وهو يموت؟
ـ نعم.
ـ مَن قتله؟
ـ لا أعرف.
ابتعَدَ عن الميت وعني بسرعة. من بعيد نظر إليّ ثم اختفى داخل زقاقٍ يقرّبُ المسافة.
أيُّ دربٍ سأسلكه الآن؟ كنتُ موزّعاً بين رجال في الخمسين، وشبان في العشرين، وامرأتين عربيتين عجوزين، وكان لديّ انطباع بأنني في مركز دوّارة الرياح، التي تحتوي أشعّتها على مئات الكلمات.
أسجّل الآن ما يلي، دون أن أعرف لماذا أفعل ذلك عند هذا المستوى من حديثي: «اعتاد الفرنسيون أن يستعملوا هذه العبارة الفاقدة الطعم: «الشغل الوسِخ» (le sale boulot) ومثلها، إذاً، أنّ الجيش الإسرائيلي قد أوعز إلى الكتائب أو الحدّاديين بتنفيذ «الشغل الوسخ»، فكأن حزب العمل الإسرائيلي قد جعل حزب الليكود، وخاصة بيغن، وشارون وشامير، ينجزون «الشغل الوسخ»... إنني أورد هنا ما قاله الصحافي الفلسطيني ر. الذي كان ما يزال موجوداً ببيروت يوم الأحد 19 أيلول:
وسط جميع الضحايا التي تعرّضَت للتعذيب، وبالقرب منها، لا يستطيع ذهني أن يتخلص من تلك «النظرة اللامرئية»: كيف كان شكل ممارس التعذيب؟ مَن هو؟ إنني أراه ولا أراه. إنه يفقأ عيني، ولن يكون له أبداً شكلٌ آخر سوى الشكل الذي ترسمه وِضعَة أجساد الموتى، وإشاراتهم الخشنة، وهم ملقَون تحت الشمس، تنهبهم أسراب الذباب.
إن قوات الفصل الدولية في لبنان، الأميركية والفرنسية والإيطالية (هذه الأخيرة وصلت بالباخرة متأخرة عن موعدها يومين، ثم فرّت راجعةً على متن طائرات هيركليس!) قد رحلت بسرعة قبل أن يحين موعد رحيلها الرسمي بيوم، أو 24 ساعة، وكأنها تنجو بجلدها، وذلك ليلة اغتيال بشير الجميّل.. فهل الفلسطينيون على خطأ إذا تساءلوا عمّا إذا لم يكن الأميركيون والفرنسيون والإيطاليون قد أخبروا بأن عليهم أن يفرنقعوا، حتى لا يبدون مشاركين في تفجير بيت الكتائب؟
ذلك أن تلك القوات قد رحلت بسرعة كبيرة، وقبل الأوان. وإسرائيل تتبجّح وتمتدح فعاليتها في المعركة، وإعدادها لالتزاماتها، وحذاقتها في الاستفادة من الظروف، والقدرة على خلق هذه الظروف. لننظر إلى المسألة عن قرب: منظمة التحرير الفلسطينية تغادر بيروت، بكرامة، فوق باخرة إغريقية ترافقها حراسة بحرية. بشير الجميّل يزور بيغن في إسرائيل متخفياً ما أمكن. تدخّل القوات الثلاث (الأميركية والفرنسية والإيطالية) ينتهي يوم الاثنين. يوم الثلاثاء يُقتَل بشير، وصباح يوم الأربعاء تدخل القوات الإسرائيلية الى بيروت الغربية. وبما أن الجنود الإسرائيليين أتوا من جهة الميناء، فقد كانوا يزحفون على بيروت صباح دفن بشير الجميّل. ومن الطابق الثامن للعمارة التي أسكنها، كنت أراهم، بواسطة منظار مقرّب، يصلون في شكل صفٍ هندي: صفٍ واحد. تعجّبت من أن لا شيء آخر يحدث، لأن بندقية منظار جيدة كانت قادرة على أن تُسقطهم جميعهم.. لكنّ وحشيتهم كانت تسبقهم. ووراءهم كانت الدبابات، ثم سيارات الجيب.
بعد أن تعبوا من المشي المبكر الطويل، توقفعوا بالقرب من سفارة فرنسا، تاركين دباباتهم تتقدمهم لتدخل شوارع الحمراء جهاراً. كان الجنود الإسرائيليون على مسافة كل عشرة أمتار، يقعدون فوق الرصيف وبنادقهم المسنّنة أمامهم، وظهورهم مسندة إلى حائط مبنى السفارة. ولأنّ جذع أجسامهم ضخم، فقد كانوا يبدون لي وكأنهم ثعابين لها ساقان ممددتان أمامها.
كانت إسرائيل قد تعهدت أمام فيليب حبيب، ممثل الحكومة الأميركية، بألا تدخل بيروت الغربية، وتعهدت بالأخصّ أن تحترم سكان المخيمات الفلسطينية المدنيين. وقد وعد حبيب عرفات بإطلاق سراح تسعة آلاف سجين معتقلين في إسرائيل... ويوم الخميس بدأت مذابح شاتيلا وصبرا. «حمّام الدم الذي زعمت إسرائيل بأنها تريد أن تتجنّبه عن طريق فرض النظام في المخيمات» قال لي ذلك كاتب لبناني.
«سيكون جدّ سهل على إسرائيل أن تتخلّص من كل الاتهامات. فقد شرع، ومن الآن، صحافيون في جميع الصحف الأوروبية، في تبرئة ذمّة الإسرائيليين: لا أحد منهم سيقول بأن الحديث، خلال ليلتَي الخميس والجمعة، كان يدور باللغة العبرية داخل مخيم شاتيلا» هذا ما قاله لي كاتب لبناني آخر.
كانت المرأة الفلسطينية _ لأنني لم أكن أستطيع الخروج من شاتيلا دون أن أتنقل من جثة الى أخرى، ولعبة الوزة هذه ستنتهي حتماً الى هذه المعجزة: شاتيلا وصبرا يُمحيان. وتبدأ المعارك العقارية من أجل بناء العمارات فوق هذه المقبرة المسطحة _ كانت المرأة الفلسطينية مسنّة، في غالب الظن، لأن الشيب كان يمازج شعرها. كانت ممددة على ظهرها، موضوعة أو متروكة هناك فوق حجر الدبش والآجر، وفوق قضبان حديدية معوجّة، دون اهتمام براحة جثتها. اندهشت، أول الأمر، لوجود جديلة غريبة، من قماش وحبل، ممتدة من معصم إلى معصم آخر، رابطةً بذلك الذراعين المتباعدتين، الأفقيتين، وكأنهما مصلوبتان. والوجه الأسود المنتفخ مستدير نحو السماء، كاشفاً عن فم مفتوح ملأته قتامة الذباب، وأسنانه ظهرت لي جدّ بيضاء. كان هذا الوجه يبدو، دون أن تتحرك عضلة فيه، إما كأنه يُقطِّب، أو يبتسم، أو يصرخ صرخة صامتة مسترسلة. كانت جواربها من الصوف الأسود، والفستان ذو الأزهار الوردية والرمادية مشمَّراً قليلاً، أو أنه جدّ قصير، لست أدري، مما يجعله يكشف عن أعلى ربلتي الساقين السوادوين المنتفختين، ودائماً مع بقعٍ خفيفة خبازية اللون يتجاوب معها لون خبازي وآخر بنفسجي مشابه في الوجنتين. هل كان ذلك كَدْمٌ أم أنه الأثر الطبيعي للتعفُّن تحت الشمس؟
ـ هل ضربوها بعكاز؟
ـ انظر يا سيدي، انظر الى يديها.
لم أكن قد لاحظت ذلك، فأصابع يديها، كانت مروحية الشكل، والأصابع العشرة مقطوعة وكأنما حسكسها مقصّ بستانيّ. لا شك أن جنوداً قد استمتعوا وهم يكتشفون هذا المقص ويستعملونه، ضاحكين مثل أولاد وهم يغنون فرحين.
ـ أنظر يا سيدي.
كانت أطراف الأصابع والأنامل، بأظافرها، داخل التراب. وقام الشاب، الذي كان يدلّني على نَكَال الموتى بطريقةٍ طبيعية خالية من التشدُّق، بوضع قماشٍ على وجه المرأة الفلسطينية ويديها، ثم وضع قطعة كرتون خشن على ساقيها. لم أعد أُميّز سوى ركامٍ من قماش ورديّ ورماديّ يحلّق فوقه الذباب.
* أديب وشاعر ومسرحي فرنسي، من سلالة «الملعونين» الهامشيّين. عرف بمناصرته لقضايا المظلومين، وأبرزها القضية الفلسطينية. شخصية إشكالية ومشاغب ثقافي ومتمرد أخلاقي.
صاحب رواية «يوميات لص» ومسرحيتا «الشرفة» و«الخادمتان»، قاتل إلى جانب الفلسطينيين بالنص والموقف السياسي الشريف والأخلاقي، ونصّه هذا أشهر نص عن مجزرة صبرا وشاتيلا (النص كاملاً على الموقع الإلكتروني). تسلل إلى الولايات المتحدة دعماً للفهود السود، وسجن أثناء تظاهره للدفاع عن قضايا العمال المهاجرين في باريس. دخل الزنازين مرات عديدة، وحكم عليه مرة بالسجن المؤبد، لكنه خرج بعد وساطات جان كوكتو وجان بول سارتر المتكررة. رحل هذا الرائع عن عالمنا في عام 1986.