وخلال محاولتهم الدخول إلى السفارة الأميركية قتل ثلاثة دهساً بسيارات الشرطة، كما قتل تونسيان وجرح حوالي 28 آخرين بعدما استطاع المتظاهرون اقتحام مبنى سفارة واشنطن في العاصمة، وإنزال علمها. وتصدّت قوات الأمن السودانية بشدة لحوالي عشرة آلاف متظاهر حاولوا الوصول إلى مقر السفارة الأميركية واقتحامها. وأطلق حراس السفارة النار في الهواء من على سطح المبنى لمنع مئات المتظاهرين من الاقتراب منه بعدما تمكن هؤلاء من اجتياز طوق أمني أقيم حول المقر. وخلال الاشتباكات مع الشرطة السودانية قتل ثلاثة متظاهرين دهساً بآليات تابعة للشرطة. وكان المتظاهرون عمدوا في مستهل مسيرتهم الاحتجاجية إلى إضرام النار في سفارة برلين، ورفعوا العلم الأسود بعدما أنزلوا العلم الألماني. كما هاجموا السفارة البريطانية القريبة منها. ورشقوا السفارتين بالحجارة، وحاولوا كسر السياج الخارجي لهما، ما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لمنعهم. وأكدت مصادر بريطانية أن السفارة تعرضت لمحاولة اقتحام من قبل عدد من المتظاهرين الغاضبين. وكان أحد الدعاة المتشددين طلب من المتظاهرين التوجه إلى السفارة الألمانية، احتجاجاً على رسوم مسيئة للإسلام رسمت على جدار أحد المساجد في برلين، ثم التوجه إلى السفارة الأميركية للاحتجاج على الفيلم. أما في تونس، فقتل متظاهران وأصيب 29 آخرون خلال مواجهات أمام السفارة الأميركية في حي ضفاف البحيرة في شمالي العاصمة. وتمكن المتظاهرون من اختراق احد أسوار المبنى قرب مرأب السفارة، حيث تم إحراق عدد من السيارات، وأنزلوا العلم الأميركي واستبدلوه بالراية السوداء، بالرغم من أن قوات الأمن استمرت في إطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية لتفريقهم. كما أضرموا النار في مبان تابعة للمدرسة الأميركية القريبة من مقر السفارة. وقال متحدث باسم وزارة الصحة التونسية إن الجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن، مشيراً إلى أن اثنين منهم في حالة حرجة، ولذلك فهو لا يستبعد ارتفاع الحصيلة بالنظر الى مستوى عنف المواجهات داخل باحة السفارة ومحيطها. وفي المغرب، تظاهر نحو مئتي سلفي في مدينة سلا قرب العاصمة الرباط بعد صلاة الجمعة، وقاموا بإحراق العلم الأميركي. واعتقلت قوات الأمن الجزائرية عشرة أشخاص خلال مسيرة بالقرب من السفارة الأميركية في منطقة الأبيار في العاصمة الجزائر. واستخدمت الهراوات لتفريق المحتجين الذين حاولوا الخروج عن مسيرة إلى مقر السفارة. وكانت السلطات الأمنية اعتقلت أمس الأول القيادي الإسلامي علي بلحاج وهو الرجل الثاني في «جبهة الإنقاذ» الإسلامية المحظورة أثناء الاحتجاجات ضد الفيلم. وفي القدس المحتلة، تظاهر آلاف المصلين داخل المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدداً من أفراد شرطة الاحتلال أصيبوا بجروح طفيفة إثر تعرضهم للرشق بالحجارة في محيط مقر القنصلية الأميركية سابقاً في شارع طريق نابلس. وأشار «راديو إسرائيل» إلى أن مئات الفلسطينيين القادمين من باحة المسجد الأقصى اتجهوا نحو مقر القنصلية، لافتاً إلى أن شرطة الاحتلال استخدمت القنابل الصوتية ووسائل أخرى لتفريقهم، كما اعتقلت عدداً منهم. وفي مدينة عكا في الأراضي المحتلة العام 1948 خرج المئات في مسيرة جابت البلدة القديمة بعد انتهاء صلاة الجمعة. كما شهدت نابلس في الضفة الغربية تظاهرات مماثلة. كذلك، تظاهر الآلاف، وسط طهران، وهتفوا «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». وخرجت التظاهرات بعد صلاة الجمعة في جامعة طهران. من جهته، أكد الرئيس محمود احمدي نجاد أن «الصهاينة يسعون إلى إشعال حرب دينية بين مختلف الطوائف»، مضيفاً «اعتقد أن الفاعلين على الساحة (السياسية) الأميركية أدركوا أن النظام الصهيوني لم يعد يفيدهم... والصهاينة أدركوا ذلك ويسعون إلى إثارة أمواج لتغيير اللعبة». وتظاهر مئتا ألف شخص في ديراز في البحرين، في ظل غياب واضح لقوات الأمن. وكانت طلبت وزارة الداخلية البحرينية من مراقبي الإعلام منع الوصول إلى الفيلم. وفي اليوم الثاني على التوالي، احتج المئات في المدن العراقية، خصوصاً في العاصمة بغداد هاتفين «لا لا أميركا، لا لا إسرائيل»، فضلاً عن تظاهرات في مدينتي الصدر والبصرة. وسوريا لم تخل من التظاهرات، وبرغم الأزمة التي تجتاحها، تجمع حوالي مئتي متظاهر أمام مبنى السفارة الأميركية المقفل في العاصمة دمشق، رافعين لافتات كتب عليها «من يسيء إلى النبي لا ينشر الديموقراطية»، و«عذراً رسول الله، العرب مشغولون بتخريب سوريا»، و«تبت يدا حمد وتب، وموزه حمالة الحطب»، في إشارة إلى الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته. وفي عمان، شارك نحو ألفي شخص في تظاهرة دعت لها «جماعة الإخوان المسلمين»، وأخرى لـ«التيار الجهادي السلفي» قرب السفارة الأميركية. وتظاهر حوالي 400 سلفي عقب صلاة الجمعة أمام مسجد «أبو أيوب الأنصاري» قرب السفارة في غربي عمان رافعين الرايات السوداء، ولافتات كتب عليها «يا أمة محمد نبيكم يُهان فما انتم فاعلون؟». وهتفوا «اسمع اسمع يا (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، كلنا اليوم مع أسامة»، في إشارة إلى زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن. وشارك نحو 1500 شخص في تظاهرة نظمها «الإخوان» انطلاقاً من الجامع الحسيني وسط عمان. وهتف المتظاهرون «يا أمريكا لمي فلوسك، بكرا جيش محمد يدوسك». إلى ذلك، تظاهر حوالي 500 شخص في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، معتبرين أن الفيلم المسيء هو عبارة عن «إعلان حرب». وأكد مسؤول أمني أنه تم نشر «ما بين 300 إلى 400 شرطي» تحسباً لأعمال عنف مماثلة لما حصل في ليبيا.كذلك، هاجم مئات المتظاهرين القنصلية الأميركية في مادراس في جنوب شرقي الهند. وأفاد ضابط في الشرطة بأن المتظاهرين «رشقوا نوافذ القنصلية بالحجارة وحطموها ثم استهدفوا كاميرات المراقبة وحاولوا اجتياز الجدار المحيط بالمبنى قبل أن يتم تفريقهم»، مشيراً إلى أنه تم اعتقال 86 شخصاً. وعمت التظاهرات تركيا، وبنغلادش، وأفغانستان وباكستان وماليزيا وكينيا ونيجيريا، وبريطانيا. («السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش ا)