واضاف :" اتواصل مع جميع الفرقاء وارسلت رسالة المصالحة الى البابا بنديكتوس السادس عشر قبل قدومه الى لبنان والاصداء كثيرة جدا والبابا لم يدخل في اي تفاصيل سياسية محلية ابدا "، وقال:" لم نكن ابدا الى جانب النظام السوري بل الى جانب الحكومة والحكومة شرعية لدينا ونحن الى جانب الشعب السوري وقلت لاولادي لا اريد سلاحا بين ايديكم والكثير من ابنائي ساعدوا ابناء داريا، ولم اطلب من احد ان يكون مسلحا ولم يطلب مني ان اكون مسلحا وانا مع الامن والامان بين جميع المواطنين".
ورأى لحام خلال حديث تلفزيوني ،ان الحكومة شيء ايجابي والنظام شيء سلبي، مشددا على ان الرئيس السوري بشار الاسد رئيس شرعي ،وانه ليس مرتهنا لاحد بل يريد ان يكون وطنيا سوريا ويعمل ليجمع كل ابنائه.
وتابع لحام :" الجيش السوري يمكن ان يكون لديه بعض الاخطاء، ولكن انا لم اقل لاحد لا تكن معارضا او مع النظام ولم اقل لاحد لا تلتحقوا بالجيش السوري واقول لهم اعملوا لوطنكم فنحن لدينا تراث وتاريخ وتعايش مع المسلمين وتواصل في الثقافة والسياسة والان علينا ان نعرف اننا تغلبنا على كل الصعوبات وعلينا ان نتغلب على هذه الصعوبة".
وعن مطران حلب والمطرانية قال لحام :" المطران جانبارت هو في كنيستنا وكان لنا موقف واجتماع ونحن مع الدعوة الى المصالحة والمطران لم يتجاوز هذا الموقف ولكن على ما علمت ان المطران هو مسؤول عن اوروبا الغربية وكان له ميعاد مسبق وذهب اليه ولكن مجرد ان رجع يعني انه ليس كما ضخم الموضوع في الصحافة، واسأل المواطن السوري وزر درعا والشام وجرمانا والقصير ويبرود ووادي النصارى والكل يقولون انهم يرون بأعينهم ان هناك مقاتلين اجانب، بحيث انه هناك دور للمعارضين ولكن هناك اختراق لهذا الدور".واضاف :" هناك كيان او عنصر او طرف في سوريا لا وجه له ولو بقينا نظام ومقابله معارضة وثوار "يا عيوني ما احلاها" لكن الان هناك فوضى وانا لا اخاف من السلفي او اي احد ولكن اخاف من الفوضى".
وشدد على رفض التدخل من اوروبا والخارج في سوريا حيث قال :" : قلنا للغرب انهم ليس هم من يحمينا بل تاريخنا وحضارتنا" ، مشيرا الى انه اذا سقط النظام فلن يخافوا والمسيحيون مع السوري واي سوري وهم لن يحيدوا عن جمع ابناء الله.
ودعا لحام كل الثوار ان يطالعوا توصيات للسينودوس في العام 2010 في روما والارشاد الرسولي.
واشار لحام الى ان المحاربين عندما انتقلوا من بابا عمرو الى الاحياء المسيحية الهادئة ارادوا ان يضرب المسيحيون من قبل الجيش السوري وحتى يعيش المسلح بامان وهذا اجرام، معتبرا ان وجود المسلحين زعزع الامن في وادي النصارى،طالبا من المسلحين ان يحاربوا في غير الاماكن الامنة.
واضاف لحام :"لا اظن ان السوريين كسوريين يقتلون بعضهم بعضا ولكننا نقع تحت ضحية الفوضى".
وكشف لحام عن ان "هناك اثنين من كهنتنا مختفيان منذ اكثر من 70 يوما، ونحن تحدثنا مع الجميع بطريقة غير مباشرة ولكن لم يأت الجواب بعد"، مضيفا انه في يبرود اضطر الخوري ان يجمع المال من بعض الاشخاص وجمع 25 الف دولار شهريا حتى لا يتم خطف الاشخاص.
وقال :"انا لست سياسيا حتى اطلب تنحي الرئيس بشار الاسد، انا اصلي لاجله واطلب له ما يسهل له فكل قلوبنا اليوم مليئة بالعنف".
وعن تداعيات الوضع السوري على الوضع اللبناني قال:"لست سياسيا واقل البطاركة سياسة،"، معتبرا انه طالما ليس هناك حكم واضح بموضوع الوزير السابق ميشال سماحة فلا يمكن ان يقول ان هذا الشخص خائن او بطل وما دام لا يوجد براهين واضحة بقضية سماحة لا يمكن ان نقول شيء، مشيرا الى قال بانه يتأسف على الطريقة التي دخلت فيها قوى الامن الى منزل سماحة، كاشفا عن احترامه لموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي عرض عليه صورا للمتفجرات.
واضاف :" فلنترك الامور للقضاء ،ميشال هو ابن طائفتي ولكنه انسان ويمكن ان يعاقب على افعاله، واذا سمح لي ازور ميشال سماحة في السجن سأفعل واحب ذلك، فانا اتواصل معه بالصلاة وادعي له ومستعد لالاقي كل انسان اينما كان".
واكد لحام عدم خوفه على لبنان لانه تمرس بالعاهات والحروب، ومجرد انه تمكن من ضبط الامور حتى يتمكن البابا بزيارة لبنان بسلام فهذا انتصار، طالبا من لبنان ان يتحد بدل ان يخاف، معتبرا ان الطائفية في لبنان يجب ان تكون طائفية توازن وليس طائفية تناحر .
ورأى ان الوجود المسيحي في لبنان متعلق بالانسان المسيحي،وقال :"اذا هاجرنا نكون ضعفاء وموزعين هنا وهناك لذلك يجب ان نتجمع ونكون متكافئين واذا تعلق اللبناني بأرضه فهو سيقوم بدور اكبر سياسيا وهذا من مسؤولية الانسان".
واذ اكد لحام ان الكنائس الكاثوليكية تساعد الناس، اشار الى انه طلب من مطارنته ان يقوموا بجردة للمساعدات التي يقومون بها،معتبرا ان انتقاد الكنائس الكاثوليكية ليس في مكانه، لافتا الى ان المدارس الكاثوليكية تسمح بالتغاضي عن جزء من الاقساط لاجل التلاميذ رغم ان المسلمين يدفعون الاقساط قبل المسيحيين والمسيحي يكون اغنى من المسلم.
وعن قانون الانتخاب قال:" ليس لي رأي خاص في هذا الموضوع لاني امام كثرة المشاريع اقول فلنبقى على الموجود ولنعمل من الداخل لننتخب الانسان المناسب في المكان المناسب وعندما كنت لا ازال تلميذا لم ار ان المسيحي اصبح نائبا لان المسيحي انتخبه ولم ارى ان القاعدة ان كل واحد ينتخب نواب طائفته، وما دمنا غير متفقين فلنبقى على الموجود".
وعن موضوع الارشاد الرسولي قال لحام:" زيارة البابا هي "ردة اجر" ونحن زرنا البابا في روما وقدمنا له الرؤية للاوضاع في البلدان ثم صاغ قداسته والكهنة المحليين وكل الطوائف الارشاد الرسولي وانطلق الارشاد من واقعنا"، معتبرا انه مجرد ان تكون الزيارة في لبنان هي تأكيد على كلام البابا السابق يوحنا بولس الثاني ان لبنان رسالة وارض انطلاق، لذا طلب لحام من الرؤساء ان ينشروا الارشاد الرسولي في العالم.
واضاف :" البابا اتي ليقول لنا "لا تخف ايها القطيع الصغير" والكنيسة لم تكن ابدا كبيرة جدا وعندما كبرت صغر دورها"، مشيرا الى ان الهجرة المسيحية لم تكن خوفا من الاسلام ومن العام 48 الى اليوم كان هناك حوالى 19 ازمة وحرب وكلها بسبب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ونجم عن كل واحدة هجرة والهجرة ليست محصورة بالمسيحيين بل هناك هجرة ادمغة ونحن متأخرين بسبب عدم وجود السلام.
وقال لحام:" على المسيحيين ان يحموا المسلمين والعكس صحيح فالتعايش والعيش المشترك واللقاء والحوار مهمون جدا والارشاد الرسولي تكلم عن ان يتعامل المسيحي مع المسلم لتبرز القيم بشكل عام، فيجب ان نجمع بين المسلمين حينما يتصارعون على الحرية الدينية وعندما نتلاقى على القيم يمكن ان نبني لبنان وسوريا بشكل جديد وصحيح".
ورأى اننا "نعيش ربيعا انسانيا ان شاء الله وربيعا كنسيا ايضا"، مشيرا الى ان الكنيسة في لبنان حية ونشيطة واذا دخل الربيع الى المسلمين وهم يعيشون مع المسيحيين فان الربيع دخل الى المسيحيين ايضا، مشددا على ضرورة فصل الحركات الاسلامية عن المسلمين فليس كل مسلم اصولي وثوري وعنفي واغلبية المسلمين في العالم ليسوا اصوليين.
واستنكر لحام الفيلم المسيء المبتذل للنبي محمد من دون ان يشاهده ، وقال :"لو كنت مسلما لن اهتم له اطلاقا لانه من الافلام القذرة فقط ولا يحتاج الى هذه الثورة المسلمة وصدر الكثير من الافلام المسيئة للسيد المسيح ولم نقم بتلك الثورة وكل واحد يجب ان يدافع عن دينه بقيمه وردات الفعل فيها الخطر،واتمنى للاسلام ان يظهر اجمل صورة للعالم كله".
وشدد لحام على ضرورة الحوار، معتبرا انه اذا كان غير ممكنا فهو واجب والمستحيل ليس في قاموس الرجال.
وعن القضية الفلسطينية وردا على سؤال لماذا لم يعترف الفاتيكان بفلسطين كدولة؟،قال لحام" ان هذا سؤال صعب وليس هو من يجب عليه"، واضاف :"انا خاطبت الفاتيكان ان الكنيسة هي اول من يجب ان يعترف بفلسطين كدولة واشجع موقف الفاتيكان ليكون قدوة ويشجع الدول الاوروبية للاعتراف بفلسطين لان الارض المقدسة ستكون ارضا لسلام العالم".
وختم لحام متوجها لمسيحيي سوريا:" قلت دائما كما قال البابا في عنوان الارشاد الرسولي "شركة وشهادة"، ان تكون عارفا ان لك موقعا في العالم العربي، فلا تخافوا والايجابيات انك نور العالم وانت نور العالم في مجتمعك في فلسطين ولبنان وسوريا والاردن وانت نور وعلم وخميرة وبدل ان تكون الفعل تكون الفاعل وتحمل ايمانك الى الاخرين لكي تكون لك الحياة هي الافضل".