رحلة صيد «البيك» أوصلته هذه المرة الى منطقة في العالم لا إرسال تلفونيا فيها وفارق الوقت كبير بحجم محبي «دق الإسفين» بين الحليفين. «نحن مقربون جدا في العائلة كما في السياسة. «الجنرال» هو والد سليمان وأخوه الأكبر والانســجام يحكم علاقتنا».
تحتل ريما مكانة بين بنات جيلها «تحسد عليها». فقصتها تشبه بطلات الأفلام الرومانسية بكل ما فيها من مشاهد السحر والخير وألسنة الشر. ويحلو للبعض تشبيهها بالشجرة الرقم واحد ما بعد الـ700 ألف التي زرعها نائب زغرتا في بنشعي.
«تدوزن» ريما سليمان فرنجية حياتها على وتر عجائبي: «بقوة الله». في يومياتها وحبها وأمومتها وحزبيتها. إنه الوتر الإيماني الذي تكاد تبدأ وتنهي به كل عبارة تقولها. مذ اقتحمت قلب «البيك» وميدانه، قبل أكثر من تسع سنوات، خلقت لنفسها «ميدانها» الذي ينفخ في الشمال الراكد بعض حياة في البيئة والثقافة والسينما والتراث.
تزوجت ريما قرقفي «زعيم زغرتا» وطلّقت المدينة لتعقد رباطا مارونيا مع حياتها الجديدة. حياة انقلبت بقرار. والحياة في النهاية قرار تعيش تفاصيله يوميا في الساعات العشرين من أصل أربع وعشرين. هي «دينامو» حياة سليمان فرنجية في حزبه وقصره وعقله وعائلته. إنها الصفة التي يطلقها عليها مقربون. ويزيدون ما تتجنب هي قوله: «إنها الجندي المجهول في ضبط كل شيء والمعلوم فقط في المهرجانات والمناسبات الاجتماعية». اللون الوردي يحيط بحياة «رمرم»، على ما يناديها من تناديه «حبي»، لكن لا ورود من دون أشواك. ولكي تقاوم تراها تنهل الكثير من طفولتها. «صلابة العراق. هدوء لندن. صقيع أوستراليا الدافئ ولبنان حاوي الجميع على صغره» تقول إحدى صديقاتها.
«السيدة فرنجية» مؤسسة جمعية «الميدان» الإجتماعية الإنسانية الخيرية. إنها الواجهة الرسمية التي تطل منها على الزغرتاويين والشمال كزوجة للنائب والزعيم الماروني الشمالي.
في الواقع ما تفرع من «الميدان» معروف أكثر من الجمعية بحد ذاتها وأشهرها «إهدنيات» التراث والأصالة والفولكلور. تظاهرة ثقافية سنوية تتجاوز الشمال ولو أنها غابت هذه الســنة بسبب جرح طرابلس النازف ما انعكس ســـلبا على اقتصاد المنطقة ككل.
«مركز التوحّد» هو الأول من نوعه في المحافظة، مؤسسات لا تبغى الربح اجتماعية وبيئية وخيرية... مهرجان «سينمائيات» وتفاحته الذهبية التي خصصتها اللجنة لمن يقدم أفضل فيلم قصير عن «حوار الأديان» وكل العناصر التي تقرّب بين اللبنانيين في «ردّ حضاري غير مباشر على فيلم «براءة المــسلمين» وتداعياته».
كالأيقونات التي تسلّح بها زوجها في كل رحلة الى الخارج، تبدو ريما أيقونة من نوع آخر. كثيرون يرون فيها أيقونة جمال طبيعي. في الشكل والعمل. لم تحفظ رقم بطاقتها الحزبية الفستقية. «فالبطاقة ـ تقول ـ ليست هي المهم وإنما القناعة والشعور بالاستقرار والأمن التي تولدها فيّ أفكار «المردة»».
تنهي ريما مكالمة الرابية، فيرن هاتفها مباشرة. المتصل «يطمئن» على مستقبل العلاقة بينها وبين زوجها سليمان فرنجية. العام الماضي وعندما كان طوني نجل سليمان يجلس الى جانبها في عشاء عائلي، غزت المنزل «خبرية» إقدام الأخير على إطلاق النار على زوجة والده. اليوم تضحك للمتصل وتكرر لازمة تحبها كثيرا وإن كانت أيضا من موقع تحسد عليه: «أنا عالم سليمان وهو عالمي. في علاقتنا الغرام والصداقة والأخوة والأبوة ونحن نستعد لنحتفل بعيد فيرا الخامس... بقوة الله».
ريما مقيمة في «جمهورية زغرتا» الى الأبد.