اعتبر امين عام تيار "المستقبل" احمد الحريري ان اللبنانيين يمرون اليوم بظروف أقل ما يقال فيها أنها الأدق في تاريخ لبنان الحديث، مشيرا الى ان "هذه المرحلة تقرر وجه هذا الشرق، وجه هذه المنطقة، وجه إشراق الأمل فينا بعد طول غياب".
ورأى خلال اختتام "مهرجان الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضي" في كترمايا انه "حكم علينا، نحن في لبنان، بأن نكون ساحة لتصفية الحسابات وتأجيج الصراعات، وهناك من قرر أن يدخل لبنان بمحاور الشر المطلق- محور الشر الإيراني الآتي إلينا من كل حدب وصوب، لكن هؤلاء، أزلام مشروع ولاية الفقيه، يتوهمون بالقدرة على الاستمرار".
وإذ رأى أنهم يعتقدون بأن بمقدورهم القبض على إرادات الأحرار من الإقليم إلى كل لبنان، اعتبر أن هؤلاء لا يعلمون ما ينتظرهم، ولم يتعلموا من تجارب سابقة، ولم يفهموا أن الحر يبقى حرا، شاؤوا هم أم أبوا، قالوا هم أم هددوا، لبسوا قمصانهم السود أم لم يلبسوا، جازما بـ"أننا سنبقى احرارا في ديننا ودنيانا".
وتحدث الحريري عن الإستراتيجة الدفاعية، معتبرا انه "بالأمس القريب، طرح رئيس الجمهورية ميشال سليمان تصوره للاستراتيجية الدفاعية، بالطبع هي لا ترضي الجميع ولن ترضي الجميع، لكنها المنطلق الأساس لبحث مسألة السلاح". ولاحظ ان "هذا السلاح، لم يعد مقاومة، وهذا السلاح يرهن كل اللبنانيين لإرادة المحور الفارسي ــ المذهبي"، مشددا على أن "محور التفتيت هذا لن يكون لبنان ممره، بل الصخرة التي ستتحطم عليها كل المحاور، فارسية كانت أم غير فارسية".
وقال: "لقد اعتدنا في الماضي أن ينقلب "حزب الله" على كل كلمة يقولها في وعلى طاولة الحوار، واعتدنا دائما أن يظهر منهم من يتذاكى بالتهديد تارة وبالغمز تارة أخرى أما الجديد، فهو حين يظهر أحد قياديي حزب السلاح ليطالعنا بنظرية غريبة عجيبة فيها إيحاء بأن لا استراتيجية دفاعية قبل أن توقف قوى "14 آذار" مدها للمعارضة السورية بالسلاح وأن توقف تدريبها للمقاتلين".
وسأل "ماذا يمكن للانسان أن يقول في هذا الأمر، وفي هذا الكلام وفي هذا الأداء السياسي؟ ماذا يمكن للانسان أن يتوقع ممن يعتقد بوهم أنه فوق كل حساب
ثم تطرق الحريري إلى مشروع قانون الإنتخابات، وقال: "إطلعنا جميعا كما اطلعتم على مشروع قانون الانتخاب الغريب الذي أقرته هذه الحكومة، إطلعنا كما اطلعتم على كم الحقد المزروع فيه، من أجل ماذا؟ أليس من أجل يستكملوا انقلابهم الأسود اليس من أجل أن يتمكنوا من تطويع كل القوى السياسية الحرة ؟"
ورأى ان الطائف ثم الطائف هو منطلق أي قانون انتخابي، والمناالفقصفة هي المنطلق، مشيرا الى ان "ما تطرحه حكومة قم يضرب الطائف ويضرب المناصفة ويشرع الأبواب أمام المجهول"، وأكد أن "هذا القانون لن يمر، قانون إلغاء كل من يختلف عنهم لن يمر، وليسمع من يريد أن يسمع، كل ما يحاك في الغرف المغلقة من طرابلس مع واجهة الإنقلاب إلى حارة حريك مع منفذ الإنقلاب".
وعن الثورة السورية أكد أن "في سوريا مستقبلا جديدا بدأ وسيستمر، مهما كانت التضحيات، مؤكدا ان كل ما يمكن أن نقدمه لدعم صمود السوريين، سنقدمه"، آسفا "لأن كل ما نستطيع تقديمه هو الحضن الدافئ، او الملجأ أو الغذاء لمن هرب من نير العائلة القاتلة، واعتبر أننا "على مشارف نهاية كابوس اسمه البعث، ومعه سينتهي كل مشروع لا يمت إلى المصلحة الوطنية بصلة سيسقط طاغية الشام، وسيسقط معه طغاة صغار، توهموا يوما أنهم يقتلون باسم الله وينتصرون باسم الله ويحاربون باسم الله ستسقط معه ومعهم، كل الطفيليات من ميشال سماحة وجميل السيد إلى غيرهم من صغار النفوس".
وهاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من دون أن يسميه، بقوله "سمعنا رئيس دولة، تقول عن نفسها عظمى، يتحدث في الأمم المتحدة ويدعو كل العالم لانتظار المهدي"، وسأل: "أليس ظهور المهدي نهاية للظلم والظالمين؟ وهل من ظالم أكبر من بشار الأسد؟