وحتى لا نعود ونكرر نفس العبارات،نوجز فنقول: ان الامام الصدر ليس شخصاً عادياً حتى نظل نبني امنياتنا وامالنا على خبرا من هنا وآخر من هناك..أو ان ندغدغ شعور جمهوره الواسع بمناسبة من هنا ومناسبة من هناك..فهذة الامور في جانب..والتحرك الجاد والفعلي في جانب آخر ..بمعنى" انه حان وقت الابتعاد عن العواطف التي رافقت مأساة هذة القضية منذ بدايتها والتوجه الفعلي الى الضغط الدائم والحثيث الذي يجبر الاخرين خاصة في ليبيا على التفاعل بصدق وأمانة ومسؤولية مع هذا الملف لوضع حد نهائي للتأويلات السلبية التي تتسارع وتيرتها يوم بعد يوم منذ ان تغير وجه ليبيا الذي وعدنا بكشف الوجوه المقنعة التي شاركت او ساهمت في هذة الجريمة النكراء...فهذة الاخبار الصحفية التي ما انقطعت يوماً ومنذ إخفاء الامام الصدر وأخويه في ليبيا اواخر شهر آب 1978 كان لبعضها الدور الاكبر في تشتت حلقات هذة القضية وكأنها" تتآمر عليه هي الاخرى"وهي التي لم تخدم القضية بشيء يذكر.. بل على العكس من ذلك..وإذا ما عدنا الى الحلقة الاولى نجد ان الاعلام ارتد سلباً في كثيرا من المواضع فكان جله أنانياً في التعاطي مع المستجدات المبهمة..بل ان بعض الاعلاميين قد ساهموا بشكل مباشر وغير مباشر في اذية هذة القضية..ومنذ اللحظة الاولى التي امر فيها المقبور القذافي اعوانه بإخفاء الامام الصدر..
فحينها وكما نعلم جميعاً وعندما كانت بعض الوفود الاعلامية اللبنانية المترزقة من فتات القذافي في زيارة الى ليبيا وبضيافة القذافي لحضور مناسبة "ثورة الفاتح من سبتمبر "التي استولى على اثرها المقبور سنة 1969 على السلطة من ملكها ادريس السنوس"نعتقد ان البعض من من التقوا القذافي وقتها قد ساهموا بقدر كبير في التجييش على الامام الصدر وما يمثل من قوة معنوية ونفوذ سياسي متصاعد في لبنان عامة وفي جنوبه خاصة دفع اعوان القذافي ممن لم يرق لهم الدور الذي كان يقوم به الامام لحماية وطنه لبنان والذي بدأ بعسكرة اهل الجنوب من اجل مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية دفاعاً عن ارضهم وارزاقهم فكانت ولادة حركة المحرومين في بادئ الامر الذي فهمته بعض الاطراف المسلحة التي كان يغطيها ما سميّ حينها بـ "إتفاق القاهرة" على انه يهدف الى مواجهتها ما دفع ببعضهم الى إفتعال تجاوزات غير مسؤولة في حق السكان المحليين والتي زادت وتيرتها عند الاعلان عن ولادة افواج المقاومة اللبنانية" أمل"..( قبل تولي دولة رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري قيادة الحركة) فكل هذة الامور دفعت صغار النفوس الى تحريض العرب الذين كانوا قد تخلصوا من عبئ الفصائل الفلسطينية بدفعهم الى لبنان وإغراءهم بكل المساعدات التي تضمن لهم وعبر بعضهم رفع اسماءهم في شوارع بيروت وعلى الجدران وفي الاعلام على انهم قادة وزعماء تحرير فلسطين حتى وإن اقتضى الامر المرور من "جونية ـ منطقة لبنانية بعكس إتجاه فلسطين المحتلة ـ وبعيدة عن الحدود " وليس فقط من جنوب لبنان..كل هذا ساهم بالتحريض على تغييب الامام الصدر الذي لم ترق له هذة الهمروجات الفارغة التي لم تخدم القضية الفلسطينية وهو الذي جعل من البندقية الفلسطينية بندقية مقدسة فكان جزاءه التآمر عليه من العرب وأتباعهم من اصحاب الدكاكين العسكرية التي كانت منتشرة في لبنان والممولة من القذافي وغيره من العرب ممن إختاروا ان تكتب أسماءهم بدماء اللبنانيين على الجدران في شوارع بيروت على ان تكتب بحروف من ذهب في سجلات الشرف والوفاء لفلسطين كما احب الامام الصدر ان تكون عليه مسيرة تحرير فلسطين والقدس حين قال الكلمة المشهورة لأبي عمار في احتفال الأونيسكو الحاشد: (إعلم يا أبا عمار "أن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين)وهنا مربط الفرس.. أخيراً نتمنى ان تنجلي هذة القضية قبل ان تنطلق الصرخات عالية مدوية في مكان ما من هذا العالم..فلقد حانت الفرصة جداً جداً إلى إقتناصها والانتقال من جمهرة القضية الى القضية وجوهرها ..
إلا إذا كان حجم ملف الامام الصدر اثقل وأكبر من حجم كل الزعماء العرب مجتمعين..أو الذين يتبجحون كذبا ومكراً وعهراً بحقوق الانسان والحريات عبر العالم الذي يلهث لحشد الاساطيل الحريبة لأتفه الاسباب تحت عناوين ما انزل بها الله من سلطان..