أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مصالحة السعديّات على طريقة المختارة

الإثنين 01 تشرين الأول , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,792 زائر

مصالحة السعديّات على طريقة المختارة

من منزل ظافر ناصر، أمين السرّ العام في الحزب التقدمي الاشتراكي، انطلقت المصالحة إلى منزل عادل حمادة ثمّ منزل قريبه المختار رفعت الأسعد. الوجوه نفسها انتقلت من محطة إلى أخرى. وحدها صحون البقلاوة وسلال الفاكهة الصيفية كانت تدلّ على أن مصالحة تجري هناك. أمام الكاميرات، كان ممثل تيّار المستقبل محمد الكجك وممثل الجماعة الإسلامية الشيخ أحمد عثمان يبتسمان جنباً إلى جنب مسؤول اللجنة الأمنية في الجبل في حزب الله صادق غملوش وممثل جبهة العمل الإسلامي معين حدادة وممثل رابطة الشغيلة جودي عمار. في المحطة الأولى، ذكّر ناصر بـ «العيش المشترك والوحدة الوطنية»، وحيّا القوى التي ساهمت في إنتاج المصالحة وعلى رأسها جنبلاط وحزب الله والجماعة الاسلامية وتيار المستقبل، مع عنوان جديد هو «احترام الخصوصيات». واحترام الخصوصيات في الترجمة يعني أن يبقى حزب الله بعيداً عن السعديات. وما إن أنهى ناصر كلامه، حتى كرّر إمام مسجد السعديات روح المصالحة وضرورة الحفاظ على العيش المشترك.

 

في فم الشيخ كلام أكثر، «هناك استفزازات تحصل، ولا يجب أن تتكرّر». بعد ناصر وإبراهيم، تعمّد مسؤول جبل لبنان في حزب الله بلال داغر أن يذكر السعديات كجزءٍ لا يتجزّأ من منطقتي الدامور والجيّة، وأن «الحزب موجود في المنطقة مثل غيره من القوى السياسيّة عبر جمهور المقاومة والعديد من أبناء العشائر العربية على الخط الساحلي». ثم التفت داغر إلى الشيخ: «لم نأت إلى هنا يا شيخنا لندخل في سجال، نحن بين أهلنا في السعديات». كلام ناصر لم يستكن له أحمد جنّون، أحد مسؤولي المستقبل في إقليم الخرّوب. ففيما كانت العيون والآذان ترصد كلمات المتحدّثين، كان صوت جنّون يعلو مذكّراً ناصر بأن المستقبل هو من قام بالمصالحة.

لا يخفى على أحد أن المصالحة تأجلت أسبوعاً بطلبٍ من نائب المستقبل محمّد الحجار. وما لا يخفى، أيضاً، أن طلب الحجار بتأجيل المصالحة ولقاء النائب نواف الموسوي جاء ليعزّز دور المستقبل في مجريات الأحداث على الخطّ الساحلي، ولا سيما في السعديات بوابة إقليم الخرّوب. بعد وضوح حالة التنافس القوي على مساحة الإقليم بين جنبلاط والمستقبل، على من يقول «الأمر لي في الإقليم». وتشير بعض المصادر، إلى أن أهالي المنطقة كانوا يرغبون لو حدثت المصالحة في باحة المسجد، وهذا ما كان يودّه الشيخ إبراهيم أيضاً. لكنّ إصرار الحزب التقدمي الاشتراكي جعلهم يقبلون بأن تجري المصالحة في منزل ناصر.

إذاً، مرّت المحطة الأولى على خير. ولم يخل اللقاء في منزل حمادة من بعض الضجيج العابر، بعد أن انتقل المجتمعون إلى منزله لتقديم واجب العزاء بوفاة والده. في منزل حمادة أيضاً، قال الشيخ ابراهيم ما يهدّئ النفوس: «سلاحنا لن يكون إلاّ لمواجهة العدو الإسرائيلي».

بدا الشيخ ابراهيم حاضناً لأبناء الحي في المحطة الثالثة. يوزّع خصل العنب على الحاضرين، ويهمس في اذن بعض المعترضين كلاماً مهدّئاً عن ضرورة المصالحة وإنهاء الخلافات، «لأننا مسلمون، وقد فتحنا صفحة جديدة». في مدخل دار المختار، عانق داغر الأسعد وأعاد الجميع تكرار كلماتهم. ومن كثرة الحماسة، كاد «اشتباك» أن يقع لو لم يدخل داغر إلى الصالون لتناول الضيافة إلى جانب الحاضرين وعائلة المختار.

على هامش المصالحة، تشعر عائلة المختار بالظلم. وما يجمع عليه أفراد العائلة أن لا خلاف بينهم وبين حزب الله، وما القول «إننا اشتبكنا مع حزب الله سوى لتوريطنا. نحن لا نريد شيئاً من أحد، ولا نعادي أحداً».

انتهى اشتباك السعديات وطويت فصوله أمس. لكن هذا لا يعني أن أمور خطّ الساحل لا تدعو للقلق. ثمّة من يستثمر كلّ حادثة صغيرة أو كبيرة بين خلدة ووادي الزينة. قبل أيام، تداول مسؤولون في تيار المستقبل وحزب الله والاشتراكي آراءً حول تشكيل لجنة أمنية تعالج الإشكالات بشكل سريع. اعترض الاشتراكي «لأن لجان الأحياء تعيدنا إلى زمن الحرب»، بينما اعترض المستقبل على اعتراض الاشتراكي: «يريدون أن يحتكروا التواصل مع حزب الله».


Script executed in 0.21020293235779