بعد مشروعي الحكومة واللقاء الأرثوذكسي واقتراح حزبي الكتائب و«القوات اللبنانية» للانتخابات، عاد مشروع القانون الذي وضعته لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس التي شكلتها حكومة الرئيس فؤد السنيورة عام 2005، لهذه الغاية، إلى دائرة الضوء بعدما نفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي الغبار عنه.
فقد كشفت مصادر مقربة من الرئيسين لـ«الأخبار» أن تبني سليمان وبري لهذا الخيار جاء بالتدرج بعدما مرت مقاربتهما لقضية قانون الانتخاب، بثلاثة مناخات سياسية. وتضيف المصادر «في البداية، كان هناك على ما يبدو توافق غير معلن بينهما، على رفع السقف الاصلاحي بخصوص هذه القضية، عبر المطالبة بلبنان دائرة واحدة على اساس النسبية. ولكن في نفس تلك الفترة كانت ترد تسريبات من داخل كواليس الرئيس سليمان تنقل عنه انه سيعمد في الوقت المناسب الى السير بقانون انتخابي مختلط يجمع النظامين الأكثري والنسبي، من شأنه أن يحشد لصالحه كل من بري والرئيس نجيب ميقاتي (المؤيد أصلاً لمشروع بطرس) والنائب وليد جنبلاط. وفي تلك المرحلة، نقل عن مصادر بري ان قانون اللقاء الارثوذكسي أفضل من قانون الستين، فهو يشتمل على ثلاث نقاط، بينها نقطتان تتقاطعان مع طرحه، وهما النسبية ولبنان دائرة واحدة، ويبقى الخلاف على النقطة الثالثة التي تدعو لأن تنتخب المذاهب ممثليها، بينما بري يريد قانوناً ينتج ما يسميه بري برلمانا لبنانيا وطنيا».
وتتابع المصادر انه خلال الاسبوعين المنصرمين، انقطعت أخبار محاولات التوافق المسيحي على قانون الدوائر الصغرى، بسبب الخلاف على تقسيماتها. وفي الوقت نفسه، نُفِض الغبار عن قانون فؤاد بطرس، بوصفه قانونا انتخابيا مختلطا، ينتخب 71 مقعداً على اساس النسبية و57 على اساس النظام الأكثري، على ان يكون القضاء هو الدائرة المعتمدة. ومن الميزات التي يتضمنها قانون بطرس انه يسمح بحدوث تبادل «موضعي» للمقاعد النيابية بين الكتل الكبرى، من دون ان يغير في احجامها بشكل جوهري. وانه بالمقابل يوفر تقدما نحو النسبية، بمنسوب تسمح به الظروف السياسية الداخلية الراهنة. وهناك تكهن بأن يجد جنبلاط ضالته فيه، كتعويض الحد الأقصى عن فقدانه قانون الستين، وتعذر السير بالدوائر الصغرى.
وفي ضوء هذه المعلومات، يكون قانون فؤاد بطرس هو كلمة السر التي كان الرئيس سليمان يلمح اليها قبل أشهر مؤكداً انه في اللحظة المناسبة سيكون هناك فرصة لطرح قانون مختلط ينطلق به مع الرئيسين بري وميقاتي ويؤيده النائب جنبلاط.
عون: مراوحة
من جهته، أشار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل الاسبوعي، إلى ان قانون الانتخاب ما زال مكانه، محمّلاً المسؤولية «لمن يعاكس القانون الذي طرحناه أي اللقاء الارثوذكسي وقانون الـ15 دائرة»، معتبراً ان «التقسيم 50 دائرة هو تقسيم سياسي».
واستبق رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان جلسة اللجان النيابية المشتركة المقررة غدا والتي يتوقع أن تشكل اللجنة الفرعية للاتصال بشأن قانون الانتخاب، معلناً «أننا لن نشارك في اللجان الفرعية ولن نقبل بها إذا كانت لتضييع الوقت».
فنيش: انجاز 90% من التعيينات
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، كشف وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش في حديث تلفزيوني عن «إنجاز 90% من التعيينات الإدارية التي تنتظر التوافق السياسي لإقرارها»، لافتا إلى أن ملف هيئة إدارة النفط أنجز وسيحال إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوضعه على جدول أعمال مجلس الوزراء. وقالت مصادر وزارية إن من المتوقع ان يعين مجلس الوزراء اليوم القاضي جان فهد رئيساً لمجلس القضاء الاعلى والقاضي حاتم ماضي مدعياً عاماً تمييزياً، «في حال استكملت الاتصالات اللازمة لذلك». وقد استقبل ميقاتي امس القاضيين فهد وماضي في السرايا الحكومية، كلاً منهما على حدة.
من جهة اخرى، اعتبر فنيش ان «هناك حملة منظمة ومطبخاً إعلامياً مخابراتياً سياسياً يكمل الحرب التي شنتها إسرائيل على حزب الله بالإعلام والسياسة لتشويه صورة المقاومة وتلفيق اتهامات انطلاقاً من افتراءات وأكاذيب لا صحة لها».
تسعير الحملة على «حزب الله»
وفي جدة التقى الرئيس سعد الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وبحثا التطورات السياسية اللبنانية والاقليمية.
وبحسب بيان عن الاجتماع، فان الحريري وجعجع كررا «توافقهما التام ازاء القضايا الوطنية والاستحقاقات التي يواجهها لبنان»، وأكدا «بقاء صفوف 14 آذار موحدة في مواجهتها، ومتابعة التنسيق بين كافة مكونات الحركة الاستقلالية في لبنان، خصوصا في ظل التطورات الاقليمية الداهمة والمخاطر التي يواجهها لبنان، كما في ظل الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الخطيرة التي يعانيها كل اللبنانيين».
في غضون ذلك، سعّرت «قوى 14 آذار» حملتها ضد «حزب الله» سياسياً وقضائياً، على خلفية الورقة التي عرضتها قناة «العربية» والتي تتهم حزب الله باغتيال النائب جبران تويني. واعتبرت كتلة «المستقبل»، بعد اجتماعها الأسبوعي، ان هذه الوثيقة بمثابة إخبار وطالبت «الحكومة اللبنانية والأجهزة القضائية اللبنانية كما المحكمة الدولية واجهزتها المختصة بتسلم نسخ عن هذه الوثائق والكشف عليها واعلان نتيجة ذلك».
من جهته، أعلن النائب بطرس حرب، خلال مؤتمر صحافي في مبنى صحيفة «النهار» بحضور النائبة نايلة تويني، انه قدم «مذكرة باسم ورثة جبران التويني تتضمن ادعاء شخصيا ضد الضباط السوريين الذين وردت اسماؤهم في الوثيقة». بدورها، أكدت تويني أننا «لا نريد الحرب ولا خلق التشنجات، بل نريد فقط معرفة من قتل جبران تويني».
... وتهديد للضاحية ونصرالله
في موازاة ذلك، حذّر مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لما يسمى «الجيش السوري الحر» فهد المصري «حزب الله» من اننا «قادرون على تلقينه درساً لن ينساه، وفي قلب الضاحية الجنوبية»، متوجهاً إلى الأمين العام للحزب بالقول انهم يعلمون الطريق إليه، وانه «ليس بعيداً عن ضرباتنا».
من جهته، وبعدما كشف قياديون في المعارضة المسلحة السورية لوسائل الإعلام عن ان النائب عقاب صقر يمدهم بالسلاح، طالب عضو مجلس الشعب السوري أحمد شلاش، مجلس النواب اللبناني بأن ينظر في قضية صقر، كاشفا عن «وجود عناصر من الجيش السوري الحر داخل الضاحية الجنوبية».
«التقدمي» يعزي في سحمر
على صعيد آخر، قدّم وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومسؤولين حزبيين وحشداً من مشايخ طائفة الموحدين الدروز التعازي لذوي شهيدي المقاومة علي مصطفى علاء الدين وعلي حسين الخشن في بلدة سحمر.
قتيل في طرابلس
امنياً، وقع خلاف في منطقة باب التبانة في طرابلس بين الشابين عبدالله المصري ومحمد الحروق، وتطور الاشكال الى ضرب بالسكاكين، ما ادى الى وفاة المصري، فيما أصيب الحروق بجروح خطرة. ونقل الجريح إلى المستشفى الاسلامي في طرابلس، حيث تعرضت بعض محتويات المستشفى للتكسير على أيدي مجهولين، بحسب مصادر أمنية.
من جهة اخرى، وقع اشتباك قرابة منتصف ليل أول من أمس عند اطراف بلدة الفنار في قضاء المتن، بين مجهولين استعملت فيه الاسلحة الرشاشة الخفيفة على مدى ربع ساعة. حضرت القوى الامنية لكن المسلحين تمكنوا من الفرار.
وأدى الاشتباك إلى وقوع عدد من الجرحى، اصاباتهم طفيفة. وتجدد الاشتباك مساء أمس، ما أدى إلى سقوط جريحين هما: علي ز. إصابته حرجة، وأحمد ع. وعلى الفور، حضرت قوة من استخبارات الجيش في المتن وعملت على تطويق الاشكال وملاحقة الفاعلين. وقالت مصادر أمنية إن بعض المتورطين في الاشتباك يروجون المخدرات.
وفي حي السلم ــ حي الجامعة حصل ليل أول من أمس تبادل اطلاق نار من اسلحة رشاشة خفيفة استمر حوالى العشر دقائق بين اشخاص من آل زعيتر من جهة وبين آخرين من آل ناصر الدين من جهة ثانية. ولدى حضور القوى الامنية الى المكان، تمكن مطلقو النار من الفرار.