أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

القبض على مشتبه فيهما في جريمة حدث بعلبك

الأربعاء 10 تشرين الأول , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,511 زائر

القبض على مشتبه فيهما في جريمة حدث بعلبك

ما إن تسرّب خبر معرفة مرتكبي جريمة حدث بعلبك، وتوقيف استخبارات الجيش اثنين من مرتكبيها، حتى ساد ارتياح لدى عائلات البلدة والقرى المجاورة لها. «بمعرفة القاتل حقنت دماء»، يقول أحد أبناء بلدة حدث بعلبك، مستنداً في رأيه إلى أن وقع الجريمة كان «قاسياً ومروّعاً»، وخصوصاً أنها طاولت فتىً في الثانية عشرة من العمر «لا ذنب له»، مع والده ووالدته. وكانت الظروف المحيطة بالجريمة قد سمحت بنسج الكثير من التأويلات عن أسبابها وهوية مرتكبيها.

 

منهم من قال إنها «انتحارية»، فيما رجّح آخرون فرضية «الثأر». لكن الإرادة الإلهية التي أنقذت الزوجة رندة زعيتر من الموت بعد إصابتها بطلق ناري من المجرم في وجهها، أعادت إليها الوعي عصر يوم أول من أمس، لتتمكن من الإشارة إلى أحد ضباط جهاز أمني، عن المجرم الذي ارتكب فعله الوحشي بحق زوجها محمد زعيتر ونجلها أيلا.

وبحسب مصدر أمني، سارعت دورية من استخبارات الجيش إلى مراقبة منزل المدعوّ المشتبه فيه ز.ق في بلدة حوش الرافقة، الذي رصد نقله إلى مستشفى دار الأمل الجامعي، لإصابته «بنوبة هستيرية عصبية»، كما يشير المصدر الأمني، بعدما باغتته الدورية واعتقلته، فيما أكد أحد أقارب المشتبه فيه أنه كان «مصاباً بنوبة كلى».

إلى ذلك، أشار مسؤول أمني إلى أن شقيق المشتبه فيه ع.ق، وهو جندي في الجيش اللبناني، أقدم صباح أمس على تسليم نفسه لاستخبارات الجيش، فيما رجّح المسؤول الأمني لـ«الأخبار» أن الموقوفين الشقيقين المشتبه فيهما بتنفيذ جريمة حدث بعلبك، لديهما شريك ثالث في الجريمة «لا يزال متوارياً عن الأنظار»، ويرجح أنه من عائلة ش.، «وباستكمال التحقيقات سيجري التعرف إلى كامل مرتكبي الجريمة» يقول.

وفي الوقت الذي رفض فيه المسؤول الأمني الكشف عن بعض المعطيات التي وردت في التحقيقات الأولية، أوضح أن سبب ارتكاب الجريمة يعود إلى «خلافات مالية ناتجة من ديون مالية مترتبة للمغدور محمد زعيتر بذمة ز.ق»، مرجحاً أن يكون «الضغط على المشتبه فيه بدفع المترتب عليه، في ظل ظروف مادية قاسية»، قد دفعه إلى هذا العمل الوحشي الهادف إلى «إخفاء ارتكابه للجريمة ومحاولة طمس هوية مرتكبيها».

وفي السياق نفسه، وأمام بشاعة الجريمة، رأى المسؤول الأمني «ضرورة العودة إلى تنفيذ أحكام الإعدام، التي تشكل عنصر زجر يردع الكثيرين من ارتكاب جرائم عديدة»، مشدداً على ضرورة أن «ينال مرتكبو الجريمة جزاءهم العادل، وذلك لوحشيتهم وقتلهم طفلاً لم تتعدّ سنوات عمره اثني عشر عاماً والشروع في قتل امرأة».

إلا أن الأجهزة الأمنية والقضائية تقف أمام معضلة أساسية في جريمة حدث بعلبك، تتمثل في مدى القدرة على إحضار مرتكبي الجريمة إلى بلدة حدث بعلبك بغية تمثيل الجريمة، ومدى خطورة الأمر. فقد لفتت مصادر أمنية وقضائية إلى «صعوبة اتخاذ القرار بتمثيل الجريمة في بلدة حدث بعلبك، بالنظر إلى حالة الاستياء العارم والاستنكار والشجب الحاصل، ليس لدى عائلة زعيتر فقط، بل لدى عائلات البلدة»، لتشير المصادر إلى «ترجيح فكرة عدم تمثيل الجريمة في البلدة، والاستعاضة عنها بطريقة أخرى تلجأ إليها السلطة القضائية».

إلى ذلك، أصدرت عائلة القويق بياناً أكدت فيه «استنكارها للجريمة التي طاولت عائلة كريمة من آل زعيتر»، مشددة على أنه «إذا ثبتت علاقة أحد أبنائها في جريمة حدث بعلبك، فدمه ملك لآل زعيتر وما يفرضه القانون والشرع الإسلامي».

من جهة ثانية، عثر عصر أمس في محلة سهل حوش باي بين بلدتي العقيدية وشمسطار على جثة الشاب حسن رمضان (20 عاماً) داخل حمام صغير في غرفة زراعية. وقد حضرت إلى المكان دورية من مخفر بيت شاما وأخرى من مفرزة اسقصاء البقاع واستخبارات الجيش، وفرضوا طوقاً أمنياً. وقد أكد الطبيب الشرعي علي سلمان أن سبب وفاة رمضان «جرعة زائدة من المخدرات». وكانت عائلة الشاب رمضان، قد فقدته منذ مساء يوم الجمعة الفائت ولم تعثر عليه إلا أمس جثة هامدة.


Script executed in 0.18210506439209