أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحريري من المنفى إلى.. «السرايا» في حافلة «الستين»!

السبت 13 تشرين الأول , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,161 زائر

الحريري من المنفى إلى.. «السرايا» في حافلة «الستين»!

«الحريريون» مقتنعون، وبرغم طفرة السيناريوهات التي تتحدث عن تأجيل محتمل للاستحقاق النيابي، بأن الانتخابات ستجري في موعدها المقرّر. لا يرى هؤلاء سبيلا منطقيا لانقطاع اوكسيجين «الربيع العربي» عند العتبة اللبنانية. في مجالسهم، يتحدثون باللغة نفسها «كيف يمكن تبرير إجراء انتخابات في عواصم عربية لم تعرف الديموقراطية لعقود طويلة وتأجيلها في بلد عرِف بديموقراطيته الاستثنائية في المنطقة والعالم العربي منذ نشأته حتى يومنا هذا»؟. 

في هذا التأكيد ما يتيح الاستنتاج بأن «القنبلة السورية»، برأي الفريق الحريري، «لن تنفجر بوجه اللبنانيين الى حد إطاحة موعد الانتخابات». هناك مسلّمات ينطلقون منها: نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل، «ستشكّل مؤشرا لمسار الازمة في سوريا». ومهما تنوّعت المقاربات الدولية للملف السوري الساخن «فلا عودة ممكنة لنظام بشار الاسد». تحت هذا العنوان، يعيد «الحريريون» بناء مستقبلهم السياسي. 

وبرأي عاملين أساسيين في «المطبخ الحريري»، فإن عودة «الشيخ» إلى بيروت «لن تكون من أجل خوض انتخابات تبقيه أسير بيت الوسط». عوامل كثيرة يستند إليها فريق رئيس الحكومة السابق ليعزّز فرص إمساكه مجددا بعصا الحكم، ويأتي على رأس «المكتسبات» قانون الانتخاب. 

وبرغم كل الضجيج الانتخابي، ونقل مناقشات اللجان المشتركة، إلى اللجنة المصغرة لفك ألغاز النظام الانتخابي وتقسيمات الدوائر، وبرغم نبش «وَصفة» قانون «هيئة فؤاد بطرس» الكفيلة بتهدئة الخواطر... برغم كل ذلك، يأمل «أهل المستقبل» بصعود «بوسطة الستين» مجددا تأمينا أولا لمصلحة آل الحريري ثم وليد جنبلاط، على أن يتمّ إدخال تعديلات على «نسخة 2008» بما يتيح موافقة مسيحيّي «8 و14 آذار» عليها.

هي «تسوية ربع الساعة الأخير» التي ستتيح إجراء انتخابات نيابية في ظل «سوريا جديدة»، كما يجزم أحد المقرّبين من الحريري. «وما دام هناك قانون.. فلماذا نفتّش عن آخر»؟. 

تحت هذا السقف، تندرج سلسلة تطمينات ومؤشرات على الأرض تجعل من عودة الحريري القريبة «مشروع استثمار» في أرض خصبة. إذ ينام فريق الحريري، وفق أوساطه، على سلسلة استطلاعات رأي أجريت مؤخرا في طرابلس والشمال «وأظهرت تقهقرا في شعبية رئيس الحكومة وتقدّما كبيرا لمصلحة سعد الحريري بالرغم من الأزمة المالية التي مرّ بها «الشيخ» والتي دفعته إلى قطع الإمدادات عن قواعده وجمهوره».

منبع «الشعبية الزائدة»، برغم الجيوب الفارغة، يتأتى أولا وآخرا من تأييد الحريري الكامل لـ«الثورة السورية»، في مقابل «نأي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بنفسه عنها»، حسب تأكيدات الأوساط الحريرية. 

وشكلت الحوادث الحدودية الأخيرة التي أدت الى سقوط قتلى من عناصر «حزب الله»، «شحمة على فطيرة الشعبية». فانغماس «المقاومة»، يقول المقربون جدا من الحريري، «في القتال الى جانب النظام السوري يشكّل خدمة مجانية لتيار المستقبل».

وفي مقابل تأكيدات قاطعة وردت الى مرجعيات رئاسية لبنانية بعدم تورّط «حزب الله» في أي نوع من العمليات العسكرية في العمق السوري، تصرّ أوساط الحريري على تأكيد العكس، مستندة الى سلسلة معطيات ووقائع. لكن اللافت للانتباه انه في مقابل هذا الإصرار على تأكيد دخول «حزب الله» طرفا مباشرا في الأزمة السورية، وفي وقت يعمل فيه «فريق 14 آذار» على استثمار الوثائق السرّية التي تبثّها تباعا قناة «العربية» وآخرها تلك المتعلقة بمسؤولية «حزب الله» المحتملة في اغتيال الشهيد جبران تويني، فإن «فرع المعلومات»، وفق معلومات مؤكدة لـ«السفير»، «لم يقبض تلك الوثائق».

وفيما يتابع «الفرع» تقصّي الحقائق حول هوية الآمر بتسريب تلك الوثائق وتوقيتها، فإنه لا يتعاطى معها بالجدّية نفسها التي يبديها «فريق 14 آذار» حيال مترتباتها «الاتهامية» ان في ما يتعلق بالجيش اللبناني أو بـ«حزب الله». 

وبـ«براغماتية» سياسية عالية، يتحدثّ «أهل المستقبل» عن «ميشال سليمان آخر»، غير ذاك الذي تركه «الشيخ» يوم مشى برجليه صوب المنفى الباريسي ـ الخليجي. يذهب هؤلاء الى حدّ الايحاء بأن «خطاب القسم» لرئيس الجمهورية تترجمه بعبدا الآن. «في لحظة الانتخاب لم يكن متاحا لقائد الجيش السابق ان ينفّذ ما يقوله. أما اليوم، فمع قلب صفحة النظام السوري تدريجا، ومع مواظبة عواصم العالم المعنية بالازمة السورية، على إرسال إشارات الى بعبدا عن قرب نهاية بشار الاسد، بات لخطاب القسم فعالية أكبر وستبين الأيام الآتية ذلك». 

«مَونة» الحريريين على سليمان المواظب على «استفزاز» المقاومة، تدفعهم الى حدّ مطالبته بموقف واضح من تورّط «حزب الله» في العمل العسكري في سوريا. هم يتحدثون ايضا عن «حزب الله» آخر، «ذاك الذي لم يعد بمقدوره ان يرتكب «7 ايار» جديدا بمجرد ان قانون الانتخاب قد يبقيه على مقاعد الاقلية النيابية ويسحب منه «امرة» تحديد هوية رئيس الحكومة المقبل». 

من دون تقديم «الاسباب الموجبة» لمشروع عودة «الحريرية السياسية» المحتملة الى السلطة، يلخّص أحد المقرّبين من سعد الحريري واقع انقلاب الادوار بطرحه السؤال التالي «رياح التغيير في سوريا لفحت لبنان، وهل كان بإمكان «فرع المعلومات» قبل نحو عام ونصف ان يتجرأ على المسّ بميشال سماحة حتى لو كان يعلم آنذاك بحجم ارتكاباته»؟.


Script executed in 0.18545317649841