اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ان "إطلاق الطائرة من دون طيار من حزب الله وطيرانها داخل البحر لمدة طويلة ثم دخولها المجال الجوي للاراضي المحتلة من اسرائيل في منطقة الجنوب لتلك الاراضي هو انجاز على الصعيد التقني والعسكري، ومما لا شك فيه على الاطلاق ولا شك بان الايام سوف توضح اكثر فاكثر تفاصيل عن هذا الموضوع وايضا التفاصيل التقنية في هذا الشأن لتحديد هذا الانجاز وطبيعته وإمكانات تكراره".
وقال خلال ندوة صحافية على هامش استقباله في مكتبه في الهلالية - صيدا وفدا من منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب برئاسة المنسق العام للمنطقة الدكتور ناصر حمود وملتقى جمعيات الاسعاف في صيدا ووفودا صيداوية عرض معها شؤونا تهم المدينة: "لكن الموضوع هو اكثر من انجاز تقني وعسكري، هو في المبدأ خرق للقرار 1701 وكان محقا السيد حسن نصرالله عندما قال بان اسرائيل قد اخترقت المجال الجوي الللبناني على مدى السنوات الماضية بقرابة الـ21 الف خرق جوي، صحيح لكن هذا العمل باعتقادي انا انه يشكل استفزازا لاسرائيل لكونه قد حدث وايضا بالاشارات التي اشار اليها السيد حسن نصر الله بانها طارت فوق المياه وتعلمون ماذا هناك فوق المياه المطلة على سواحل الاراضي المحتلة وفوق الارض وتعلمون ماذا في جنوب الاراضي المحتلة من اسرائيل وبالتالي هناك من يؤشر الى مسألة تتعلق بالمنشآت الغازية والنفطية في سواحل الاراضي المحتلة وايضا المفاعل الذري الاسرائيلي في منطقة ديمونة وهذا بحد ذاته وكأنه إعلان حرب".
أضاف: "طبيعي نحن لدينا عدو اسرائيلي واحد و هذا هو العدو وبالتالي نحن نعتز بكل انجاز ضد العدو الاسرائيلي ولكن ان يتم ذلك من حزب الله وان يعلن ذلك السيد حسن نصر الله فهو توريط للبنان في عمليات عسكرية وربما ردود فعل اسرائيلية على لبنان لم يستشر بها لبنان ولم تستشر بها الحكومة اللبنانية وبالتالي تشكل تعريضا حقيقيا للأمن الوطني اللبناني وللمواطنين اللبنانيين. نحن نعلم ان هناك سابقة حدثت عام 2006 بالرغم من ان السيد حسن نصرالله انذاك تعهد امام الحضور في هيئة الحوار الوطني بانه لن يكون هناك اي عملية عسكرية وتحديدا عندما ذكر حتما ليس عبر الخط الازرق الذي رسم من قبل القوات الدولية والامم المتحدة بين لبنان والاراضي المحتلة من قبل اسرائيل وبالرغم من ذلك اقدم على خطوة قال هو بعدها انه لو كنت اعلم لما كنت فعلت ثم عاد عن ذلك وتحدث عن موضوع النصر الالهي ولا اريد ان ادخل بهذا الكلام حول الموضوع الذي جرى والانجاز الذي تحقق باننا منعنا اسرائيل من الانتصار ولم ننتصر لانه كانت النتيجة خسارات كبيرة على لبنان ليس فقط بالنسبة للدمار وللخسائر البشرية ولكن ما اصاب لبنان والمواطنين اللبنانيين من شرخ وطني ادى بنا الى ما وصلنا اليه حاليا من اشكالات لان السيد حسن نصر الله اتخذ لنفسه صفة انه من يعلن الحرب وانه من يستطيع ان يقوم بهذا الامر ولا يسال عن اي سلطة في لبنان ولا يسال ماذا يريد اللبنانيون وهل هم على استعداد لان يخوضوا مثل هذه المعركة وان يخوضوا حربا ضد اسرائيل هم على غير استعداد في ان يقوموا بهذا الشان".
وتابع: "هذا العمل يظهر ان هذا القرار قرار ايراني هل صحيح ان اطلاق مثل هذه الطائرة هو قرار لبناني او من خلال المقاومين اللبنانيين لا شك ان هذا العمل يحتاج الى تقنيات لا تتوفر الا من ايران، هو عمل ايراني وادخل لبنان في لجة الصراعات الاقليمية والدولية وبالتالي جعلنا نحن في لبنان منصة لتبادل الرسائل ولايجاد السبل التي قد تودي بالاوضاع والنتائج الى ما لا تحمد عقباه".
وقال السنيورة: "هذا الحدث على أهميته التقنية والعسكرية من ناحية القدرة على اختراق الرادارات وغيرها ولكنه قد يحمل معه مخاطر جديدة وكبيرة تضاف الى المخاطر التي ورط بها ويورط بها حزب الله لبنان واللبنانيين وطائفة من اللبنانيين في صراعات كبيرة عندما اعترف بان هناك عناصر مسلحة من حزب الله حاول ان يبرر ذلك بان هناك لبنانيون مقيمون داخل الاراضي السورية في قرى، وبالتالي هو احب وهم تسلحوا وهو ساعدهم، وبالتالي تورط في هذا الامر بشكل اصبح هناك دخول من عناصر من حزب الله والشخص الذي توفي هناك ابو العباس هذا دليل على هذا التورط الذي اقحم السيد حسن نصر الله لبنان واللبنانيين في اتون القتال الدائر في سوريا، وبالتالي فتح الباب لاشكالات ما بين اللبنانيين وما بين السوريين. حتى كل التبريرات التي اوردها لا تقنع احدا بل على العكس ان هذا الامر فتح بابا لا يمكن اقفاله اي انه اصبح بهذه الحجة يمكن ان يستعملها اي فريق اخر في طلب المعونة للتدخل في لبنان او اي طرف لبناني للتدخل بسوريا. ونحن ننادي وهذه الحكومة جاءت ولم تستطع ان تنجز شيئا سوى انها ترفع لواء ما يسمى النأي بالنفس، نجد ان هذه الحكومة التي يشكل حزب الله العنصر الاساسي فيها والفعليا يمون على كل قراراتها، نجد ان هذا الحزب هو الذي ينتهك هذه السياسة التي وضعتها هذه الحكومة بما يتعلق بالناي بالنفس، ونحن نعرف ان هذه الحكومة ايضا عندما تنأى بالنفس تنأى بطريقة انتقائية وهذه احد شواهد هذه الطريقة الانتقائية".
أضاف: "هناك مخاطر كبيرة ادخل حزب الله لبنان واللبنانيين بها وبالتالي على الرغم من ان اللبنانيين هم الآن في خضم هيئة الحوار الوطني ونحن نتباحث من اجل موضوع الاستراتيجية الدفاعية وبالتحديد حول سلاح حزب الله وبالتحديد حول القرار في لبنان، من يأخذ القرار في مواضيع الحرب والسلم وفي موضوع حمل السلاح والاحتفاظ بالسلاح نجد ان خلال هذه الفترة حصلت ثلاثة احداث موضوع الطائرة بدون طيار والانفجار الذي حصل في النبي شيت وايضا التدخل العسكري في داخل سوريا وكلها مؤشرات لما يسمى نقض كل فكرة البحث في الاستراتيجية الدفاعية ونقض ما تم التوافق عليه في جلسات هيئة الحوار السابقة والتي بحثت عن تاكيد موضوع النأي بالنفس من جهة وتحييد لبنان، نحن نجد انه في كل هذه الامور حزب الله يدخل لبنان ليس في اتون الصراع مع سوريا ولكن في اتون الصراعات الاقليمية والدولية فيما يتعلق بايران وفي برنامج ايران النووي وفي دورها فيما يجري في سوريا وفي عملية الضغط من هنا وهناك وهذا امر لا يطيقه اللبنانيون ولا يطيقه لبنان. نحن في اشد الحاجة الى العودة للابتعاد عن عملية توريط لبنان في ما يجري من احداث ولا سيما في الاقتتال الداخلي في سوريا".
وتابع: "من هنا قمت خلال الايام القليلة الماضية في اتصالات ادراكا مني وادراكا من قسم كبير من اللبنانيين بالمشاكل التي يمكن ان تتأتى ويصاب بها لبنان بسبب هذه السياسات وهذه التصرفات التي تدفع لبنان الى خضم اشكالات لا يستطيع تحملها وبالتالي كان من ذلك هذه الاتصالات التي قمت بها مع عدد من المسؤولين، بداية مع فخامة الرئيس وايضا مع دولة الرئيس بري ولكن ايضا مع عدد من رجالات الاخوة الشيعة في لبنان للتباحث وللتداول في ماهية المخاطر وكيفية ان يلعبوا دورا في التواصل مع حزب الله ومع السيد حسن نصرالله للتاكد اولا هل هذا القرار هو قرار لبناني ام ايراني وبالتالي لمحاولة نقل صورة له عن الهواجس والمخاوف التي تكتنف اللبنانيين في هذه المرحلة من هذه الخطوات البالغة الخطورة مما يجري وانا حتما ساتابع هذا التواصل والامر يحتاج الى نيات صافية والتعالي على المكاسب التي قد تبدو مكاسب في الظاهر ولكنها تحمل مخاطر شديدة اكبر بكثير مما يبدو من مكاسب في هذه المرحلة".
وختم السنيورة: "اعتقد ان هناك تجاوبا مع هذا المسعى وان شاء الله ستكون هناك نتيجة ايجابية على الاقل من خلال خلق الراي العام الذي ينبغي ان يطلع عليه السيد حسن نصر الله والمسؤولين في حزب الله لانهم لا يعملون او هكذا يظنون انهم لديهم القدرة والاستطاعة وبالتالي لا يكترثون برأي اللبنانيين، اللبنانيون لا يريدون امرا مثل هذا ونتمنى عليهم ان ينزلوا من عليائهم وينظروا ماذا يريد اللبنانيون. اعتقد ان اللبنانيين غير راغبين بان يصار الى توريطهم ولا سيما ايضا من هم معتبرون انهم يشكلون الراي العام المساند او الداعم لحزب الله لو نزلنا الى هؤلاء المواطنين لوجدنا ان الاكثرية الكبيرة منهم غير راغبة بما يقوم به حزب الله بهذا الشأن".