أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جولة داخل القرى اللبنانية في سورية: وصل السكين إلى رقابنا.. سندافع عن عرضنا

الإثنين 15 تشرين الأول , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 8,857 زائر

جولة داخل القرى اللبنانية في سورية: وصل السكين إلى رقابنا.. سندافع عن عرضنا

ولهم امتدادات وعلاقات قوية في لبنان من خلال عائلاتهم وعشائرهم وأقاربهم، ومن بينهم النائب اللبناني غازي زعيتر، الذي كان والده قبله وجيهاً في المنطقة وله منزل في قرية بلوزة لرئيس المجلس النيابي السابق صبري حمادة، ولآل حمادة داخل هذه المنطقة مساحات شاسعة من الأراضي، وللمفارقة، فإن أراضي قرية النهرية التي يحتشد فيها المسلحون اليوم، ملك للوزير السابق طراد حمادة، كما اشتهرت الفاضلية بإسمها لأن ملكيتها تعود لفضل الله حمادة. 

 وتقسم القرى السورية الحدودية إلى قسمين غربي وفيه بلدات وادي حنا، حاويك، جرماش، الصدور، بلوزة، السماقيات، مزرعة الوفاء، الفاضلية، وأبرز عائلات هذه القرى النمر، مدلج، زعيتر، الجمل، نون، جعفر، صقر، عبيد.... وغيرها من العائلات، أما القسم الشرقي فيضم: السكمانية، زيتا، السوادية، مطربا، المعيصرة، المصرية، الجنطلية، الصفصافة، الحمام، النهرية، عين الدمامل، بحوري، الجروسية، القصير، الديابية، كوكران، ربلة، وأبرز عائلات هذه القرى مدلج، غراب، ادريس، البدوي، وريدان، حمادة، صقر، صفوان، وثد تميزت هذه البلدات والقرى بالاستقرار والهدوء على مدى عقود، حيث كان أهلها يتشاركون الأفراح والأتراح مع جيرانهم في البلدات والقرى، على مختلف طوائفهم ومذاهبهم.  

 موقع "الانتقاد" الالكتروني زار المنطقة، في جولة شملت أغلب القرى والتقى أهلها الذين رووا شهادات مخيفة عن واقعهم الراهن، حيث أكد محمد غراب، من أبناء بلدة السكمانية، "تعرض منزله لغارة من المسلحين"، ويضيف قائلاً:  "كنا نعيش بأمان وسلام، لكننا تفاجأنا عند بدء الأزمة حيث هاجمنا المسلحون، واقتحموا منازلنا، مطلقين نيران رشاشاتهم وقذائفهم الصاروخية"، وأوضح غراب أن "منزله أصيب، كما استشهد ثلاثة من جيراني ومنهم طفل عمره سنتان، كما أن جارنا الآخر اختطف من منزله ولم يعد ومصيره ما زال مجهولاً"، واستطرد ولده حمزة، ذو السبعة أعوام، بالقول إن المسلحين "هجموا علينا وأطلقوا النار وأخافونا". 

 وروى أحد أبناء بلدة الغسانية، المحاصرة من المسلحين، رافضاً ذكر اسمه، بعضاً من وقائع الأحداث في المنطقة، فقال "كنا قرية مسالمة ولم نتدخل بالأزمة، إلا أن المسلحين لم يتركوا وسيلة للإجرام إلا وقاموا بها من قتل وذبح وخطف ومنع وصول الخبز والمواد الحياتية الأساسية إلى الأهالي". 

 وتوجهنا بعد ذلك، إلى بلدة زيتا التي تعرضت إلى سلسلة من الهجمات من المسلحين، كما يقول الأهالي، الذين يشددون على أن "الواقع المأساوي، وغياب الدولة اللبنانية عن مواطنيها المهددين، دفع الأهالي إلى شراء السلاح وحمله للدفاع عن قراهم وأرزاقهم، فباعوا بعض ما يملكون، وشكلوا لجاناً أهلية مهمتها الحراسة والمراقبة وصد أي اعتداء". 

 ويشرح عضو اللجنة الشعبية في زيتا "جعفر"، قائلاً: "كنا نعيش حياة طبيعية، حتى قرر الآخرون تهجيرنا، فقررنا أن ندافع عن أنفسنا، بعدما تخلت عنا دولتنا اللبنانية،  وبعنا بعض ما نملك لأننا لا نستطيع أن نترك أرزاقنا وأملاكنا". 

 بدوره، أوضح "أبو علي" أن أبناء القرى كانوا "ينأوون بأنفسهم عن الصراع الحاصل بين المسلحين والسلطة هنا إلى أن وصل السكين إلى رقابنا، حيث لا بد من الدفاع عن كرامتنا وعرضنا"، وطالب "أبو علي" الدولة اللبنانية "كأقل الواجب بمنع تهريب السلاح بأي وسيلة من الداخل اللبناني إلى المسلحين، لأننا نقتل  ونجرح به". 

  ومع بداية غروب الشمس ، كانت رحلتنا إلى داخل البلدات قد انتهت، فعدنا أدراجنا إلى الهرمل بعد يوم طويل من عمل يتطلب حيطة وحذر إضافيين، على أمل معاودة الكرة مرة أخرى لنقل صورة واقعية عما يجرى من أحداث في هذه المنطقة.

Script executed in 0.17824101448059