كانت الساعة تشير الى الواحدة والنصف بعد الظهر وكانت القلوب السوداء تنتظر، وكانت ايادي الغدر تحضّر، فالمطلوب قتل العميد الشهيد وسام الحسن، والعميد الشهيد وسام الحسن ليس قتيلاً بل شهيد، وضعوا له سيارة فيها 50 كيلواغراماً من المواد الشديدة الانفجار، وواقع الحال ان العميد الشهيد وسام الحسن لا ينتقل الى الاشرفية لعقد اجتماعات، الا ان اجتماعا مع مسؤولين امنيين تم عقده في الاشرفية، ولا شك ان هنالك خيانة كبرى، واختراقاً للفريق الذي اجتمع به العميد الشهيد وسام الحسن، فأعطى العلم بالموعد وبالمكان وبالطريق، فتم التحضير لوضع السيارة الملغومة عند عودة العميد الشهيد وسام الحسن الى فرع المعلومات، حيث لن يعود ابدا اليه، وهو الذي بنى فرعاً قوياً متيناً لبنانياً، خاصمته او صادقته، حاربته او حالفته، فلا شك انك تحترم الرجل العميد الشهيد وسام الحسن.
انفجرت السيارة قرب ساحة ساسين، وكانت مجهزة تماما على طريق وسام الحسن، ولا شك ان هنالك خروقات كبيرة في الاجهزة الامنية وفي من اجتمع بهم وسام الحسن. وتقول المعلومات ان من اجتمع بهم العميد الشهيد وسام الحسن معروفون، وقليل ان يعقد اجتماعات معهم، ولكن جهة منهم ابلغت الجهة الغادرة ان العميد الشهيد وسام الحسن آتٍ غداً الى اجتماع، وسيكون في الاشرفية، وعند الظهر. فانعقد الاجتماع عند الحادية عشرة في أحد الأمكنة في الاشرفية، وعند الواحدة والنصف انتهى الاجتماع ولدى عودة العميد الشهيد وسام الحسن انفجرت السيارة قبالة سيارته تماماً بشكل اصابتها ورمتها ثلاثين متراً وقتل على الفور العميد الشهيد وسام الحسن.
اهتزّت الدولة اللبنانية كلها، بدأوا يفتشون عن العميد الشهيد وسام الحسن فاتصلوا به على الهاتف، هاتفه لا يعمل، فتشوا عنه بين السيارات فلم يجدوه، اتصلوا برئيس الجمهورية وابلغوه ان العميد الشهيد وسام الحسن قد استشهد، فعرف مدى الخسارة، وأصابت الصعقة الكبرى الرئيس سعد الحريري عندما رنّ الهاتف وتم ابلاغه ان العميد الشهيد وسام الحسن استشهد. يأتي استشهاد العميد الشهيد وسام الحسن أقلّ بقليل من حجم استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والصعقة والصدمة الكبيرة كانتا للرئيس ميقاتي. اما الرئيس بري فاستنكر، كل الفئات استنكرت، 14 اذار اعلنت الاستنفار في الحزن، و8 اذار دانت الجريمة الشنعاء، وطوّقت قوة من الامن مكان الانفجار، من قوى جيش وامن داخلي، وبدأت بفحص كل الآثار، الانفجار وكل اشلاء الجثث، وتم التأكد من ان الشهيد العميد وسام الحسن استشهد، لكن التحقيق الجدّي الذي بدأه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر يركّز على من كان في الاجتماع، ومن كان على علم بموعد الاجتماع وطريق وسام الحسن.
على كل حال، من الاشرفية نحو مديرية قوى الامن الداخلي لا طريق يسلكها العميد الشهيد وسام الحسن الا هذه الطريق، وهو عادة لا يسلك طريق الاشرفية، لكن هذه المرة غدرت به جهة معينة، الدكتور سمير جعجع قال ان في الاجهزة الامنية خيانات، ووليد جنبلاط قال ان لبنان خسر ضمانة كبرى، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حزنوا الى اقصى الحدود واعلنوا ان اعمال القتل هي جرائم كبرى تضرب الوطن، واعلن ميقاتي الحداد الوطني العام اليوم على ضحايا حادثة الاشرفية ومن بينهم الشهيد وسام الحسن.
اثر الحادث وبعد الاعلان الرسمي عند الخامسة مساء، ان العميد الشهيد وسام الحسن قد استشهد بالانفجار بدأ قطع طرقات في بيروت والبربير والكولا والطريق الجديدة وفي طرابلس وفي سعدنايل وفي صيدا، وفي عكار، حيث انتشر المتظاهرون كلهم في غضب عارم بشأن جريمة اغتيال العميد الشهيد وسام الحسن. ويبدو ان اليوم سيكون يوم غضب كبير، يوما ليس كبقية الايام، وستكون جنازة العميد الشهيد وسام الحسن، يوماً غاضباً رهيباً لا أحد يعرف كيف تفلت زمام الأمور، وأول طلب تم تقديمه هو استقالة الحكومة كما استقالت حكومة الرئيس عمر كرامي اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
الطلب الاول الآن، هو سياسي، استقالة الحكومة، والطلب الثاني كشف الجناة، اما جو البلاد فهو ان 14 آذار اتهمت مباشرة الرئيس بشار الاسد والنظام السوري وحلفائها في لبنان بقتل العميد الشهيد وسام الحسن. وربطت بين مقتل العميد الشهيد وسام الحسن وكشف شبكة ميشال سماحة مع العميل ميلاد الكفوري في نقل قنابل من سوريا الى لبنان، معتبرة ان دمشق انتقمت من العميد الشهيد وسام الحسن لانه اجتاز الخطوط الحمراء مع دمشق، عبر قيامه بضرب المخابرات السورية واتهام اللواء علي المملوك، واتهام الوزيرة بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد، وحتى توزيع تسجيلات على لسان ميشال سماحة تتهم الرئيس الاسد شخصيا بأنه يعلم، عندما ذكر التسجيل على لسان ميشال سماحة قوله جوابا عن سؤال في تحقيق فرع المعلومات «كنا ثلاثة نعرف بقضية القنابل، الرئيس الاسد واللواء علي المملوك وانا وحدي».
الآن دخل لبنان فوضى جديدة، والرئيس نجيب ميقاتي سيكون وضعه صعباً ولن تقبل معه طرابلس كما يبدو ان يستمر في رئاسة الحكومة بل تريد منه الاستقالة، وليس طرابلس فقط فعكار انتشر فيها المسلحون في كل المناطق، ولا وجود امني في وجههم، وفي المنية وصيدا وسعدنايل وبيروت انتشرت جماهير كثيرة، واليوم يوم الغضب الكبير ستطالب الجماهير باستقالة الرئيس نجيب ميقاتي وسيكون على ميقاتي مقاومة شعور الطائفة السنية لان العميد الشهيد وسام الحسن اصبح في الفترة الاخيرة رمزا سنياً كبيرا في غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان وفي غياب نواب 14 آذار فأصبح في الواجهة العميد الشهيد وسام الحسن رمزا للطائفة السنية، وداعماً لها في مطالبها، ولذلك فان الطائفة السنية ستضغط على الرئيس ميقاتي للاستقالة وسيكون على رئيس الحكومة مواجهة اما الاستقالة او الاصطدام بالشارع السني والشعور السني واما البقاء في رئاسة الحكومة مع كل ما سيحصل من ردّات فعل.
على كل حال، تم دعوة مجلس الوزراء لاجتماع اليوم من اجل بحث موضوع استشهاد العميد الشهيد وسام الحسن، وفي الوقت ذاته لن يجد اللواء اشرف ريفي ضابطا يستطيع الحلول محل العميد الشهيد وسام الحسن، الا ان المرشح الاول لاستلام هذا المركز هو العميد خالد حمود مساعد العميد الشهيد وسام الحسن.