وتصدت قوات الأمن لأهالي القرى الأخرى الذين أتوا لكسر الحصار المفروض على القرية، منذ أن أعلنت وزارة الداخلية البحرينية مقتل أحد عناصرها بانفجار عبوة، في هجوم من قبل «إرهابيين» في القرية، وعادت لتصرح بعد ثلاثة أيام أنه أصيب بسيخ حديدي تم قذفه بقاذف يدوي.
واستخدمت قوات الأمن، التي حضرت بكثــافة أمام مداخل القرية والقرى المجاورة لمنع أي شخص من خــارج القرية من الدخول إليها، الغــازات المسيــلة للدمــوع والقنــابل الصوتــية لتفريـق المحتجين.
وأصر وفد من الجمعيات المعارضة وشخصيات سياسية وحقوقية ومهنية على زيارة القرية للمطالبة بفك الحصار، واستنكار التعاطي اللاإنساني مع أهالي منطقة بأكملها، «ضمن سياسة العقاب الجماعي والإرهاب الرسمي الذي يفرضه النظام ضمن منهجيته الأمنية القمعية على المواطنين»، بحسب بيانها.
كما وجهت الجمعيات السياسية المعارضة الخمــس المتحالفة (الوفاق، وعد، الوحدوي، التجمع، الإخاء) أمس، تســـاؤلاً لوزير العدل والشؤون الإسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة، حول فحوى اللقــاءات التي وصفتها بـ«الضـــبابية» مع ممــثلين للجمعيات السياسية المعارضــة، وتساءلت عن صفــة الوزيـــر في اللقاءات.
وأكدت أن لا نجاح لأي حوار دون تنفيذ نتائجه، مشيرةً إلى «أننا نرى أنّ أيّ حوار جاد يتطلب التوافق على الأطراف التي ستحضر الحوار حتى يتكافأ التمثيل لوجهات النظر المختلفة، ويحتاج للتوافق على رئاسة الحوار وصلاحيتها».
وطالبت الجمعيات بتوضيح عبارة «تفاهمات»، التي يذكرها وزير العدل في تصريحاته.
وحكمت المحكمة الجنائية الكبرى ببراءة الضابطة المتهمة بتعذيب مراسلة «فرانس 24 ومونتي كارلو» الدولية في البحرين نزيهة سعيد، بعد محاكمة دامت ما يقارب العشرة أشهر.
وعبر محامي المجني عليها حمـيد الملا عن استيائه من الحكم الذي يعكس عدم استقلالية القــضاء البحريني، وعدم اعترافه بالأدلة والشهود الذين تم إبرازهم في القضية، مؤكـــداً أن المجني عليها ستمضي في القضــية عبر استئــناف الحكم حتى تحــقيق العــدالة.
من جهة أخرى، دانت رابطة الصحافة البحرينية، وهي رابطة تعنى بالدفاع عن الإعلاميين البحرينيين ومقرها لندن، الحكم الصادر أمس ببراءة الضابطة المتهمة بتعذيب المراسلة سعيد، معبرةً عن صدمتها واستيائها البالغ من «تكريس القضاء البحريني ثقافة الإفلات من العقاب».