أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بري يزف «بشرى بترولية» للبنانيين: حقولنا الأغنى في المنطقة

السبت 03 تشرين الثاني , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,706 زائر

بري يزف «بشرى بترولية» للبنانيين: حقولنا الأغنى في المنطقة

وما رفع منسوب القلق لدى بري هو التأثر الحاد للاقتصاد اللبناني بالمآزق السياسية التي بلغت ذروتها بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، مع قرار المعارضة بمقاطعة مؤسسات الدولة، متسائلا: كيف يمكن ان نجد حلولا إذا لم نتحاور، والحوار هو اضعف الإيمان في زمن الأزمات؟

كان بري ينوي في اليوم الذي اغتيل فيه الحسن ان يزف «بشرى بترولية» الى اللبنانيين، مذيلة بتوقيع شركة «سبكتروم» العالمية. ولكن جريمة الاغتيال جعلته يرجئ الأمر، الى ان ظهرت في الايام الماضية مؤشرات اقتصادية سلبية، بينها ما اشيع عن عزم أحد الفنادق الكبرى على إقفال ابوابه في بيروت. عندها، وجد بري ان الوقت قد حان لضخ جرعة من الأمل في العروق المتيبسة، وقرر الإفصاح في دردشة إعلامية ضيقة عن المعطيات الإيجابية التي بلغته حول ما يختزنه قعر البحر اللبناني، من ثروة تؤهل لبنان، ليس فقط لدخول نادي الدول النفطية، وإنما لحجز مقعد أمامي في صفوفه، شرط ان يكف عن هدر الوقت الثمين.

ويصف بري الوضع الاقتصادي بأنه «خطير ويدق ناقوس الخطر كل يوم، فيما نحن ننام على ثروة بترولية لا تقدر، ونتباطأ في السعي الى استخراجها والاستفادة منها».

ويلفت بري الانتباه الى انه ومنذ عشر سنوات وهو يثير مسألة وجود الغاز والنفط في البر أولا، ثم «وسعت بيكار التوقعات ليشمل البحر، وكان البعض يعتبر انني أبالغ في توقعاتي، وحين وزعت تقديرات معينة على أعضاء هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا، قيل لي ايضا إنني أبالغ».

ويتابع: الآن، اريد ان أضع بتصرف هؤلاء، وكل اللبنانيين، البشرى التي زفّها لنا مؤتمر متخصص نظمته شركة «سبكتروم»، في 17 تشرين الاول الماضي، بعنوان: «الاكتشافات الجديدة للنفط في العالم»، واستضافه «معهد الفيزياء البريطاني» العريق في وسط لندن، بحضور 50 شركة نفطية كبرى، أميركية وأوروبية وآسيوية. كما ان مجلس النواب اللبناني ووزارة الطاقة كانا ممثلين فيه.

ويتوسع بري في مضمون الخلاصات التي انتهى إليها المؤتمر قائلا: لقد تبين ان الاكتشافات النفطية الكبرى في العالم موجودة في كل من: ناميبيا، البحر المتوسط، البرازيل وجنوب شرق آسيا. وقد خُصصت للبنان ساعتان كاملتان عند الغوص في البحر المتوسط، حيث أفادت شركة «سبكتروم» انها توصلت بفعل المسوحات التي قامت بها في البحر قبالة الجنوب اللبناني الى النتائج الآتية:

- ان المياه الإقليمية الجنوبية هي من الأماكن الأفضل للمسح.

- ان بحر جنوب لبنان هو الاكثر غنى بالمخزون البترولي، وهناك توقعات بانه الأفضل في المنطقة.

- ان التوقعات الكبرى لا تتعلق بالغاز فقط بل تشمل النفط ايضا.

- أظهرت المعطيات ان الكميات الموجودة في البحر، قبالة الجنوب، هي أكثر ثلاثة اضعاف من أي مكان آخر، لا سيما بالمقارنة مع الاكتشافات الاسرائيلية.

- ان المياه الاقليمية الجنوبية ستكون من ضمن أكبر ولايات الغاز والنفط في العالم.

- ان احتمالات وجود النفط في البر اللبناني قائمة والمسح البري سيبدأ قريبا.

لكن بري يوضح ان تقرير «سبكتروم» يستدرك بالتنبيه الى ان استمرار لبنان في التأخر بإنجاز الإجراءات المطلوبة للمباشرة في التنقيب، سيؤدي الى ضرب مصداقيته وهز الثقة فيه.

وإذ يلفت بري الانتباه في هذا السياق الى ان الإمعان في تضييع الوقت سيدفع الشركات الى الاستثمار في أماكن أخرى، يقول: لمرة، آمل في ان تكون الأخيرة، أناشد الحكومة وكل المسؤولين في لبنان دعم السير بسرعة نحو استثمار هذه الطاقة، ففي ذلك سداد ديننا وفيه ما نختلف عليه بين حق العامل ورب العمل، ولنوقف هذه الخسارة المتمادية، حتى لا أقول الجريمة المتمادية بحق اقتصادنا. فحذار الندم... بعد فوات الأوان. 

وفي السياسة، يقول الرئيس بري ان التاريخ يستنسخ نفسه على طريقة «الفوتوكوبي» في لبنان، حتى أصبح وضع اللبنانيين كحال من يستمع مرارا وتكرارا الى إسطوانة مشروخة او شريط تسجيل ممجوج، لا يتضمن جديدا.

ويلفت الانتباه الى ان الوضع الاقتصادي المترنح والواقع السياسي المفتوح على مخاطر أمنية بلغا مستوى مرتفعا من السوء، وما يزيدهما حراجة انه لا توجد تقوى او مخافة من الله والوطن في مقاربة هذين الملفين اللذين يحتاجان الى معالجة سريعة قبل فوات الأوان وقبل ان نقول: «لات ساعة مندم»، لافتا الانتباه الى ان هناك من هو مستعد لهتك كل شيء في سبيل الوصول الى غاياته.

وإذ يلاحظ بري ان دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى معاودة الحوار مرفوضة، وكذلك الاجتماعات النيابية بحكومة ومن دونها، يتساءل: كيف يمكن الوصول الى تفاهم في ظل مقاطعة كل مؤسسات الدولة؟ ويضيف: مرة أخرى، أللهم اشهد إني بلغت.


Script executed in 0.18087291717529