أكد الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة أنّ «الحزب هو إلى جانب الثورات العربية كلها، في البحرين وتونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا»، معتبراً أنّ «الوضع في سوريا يحمل بعدين، الأول خارجي يتعلق بعملية الاستهداف المنظم التي تحاك ضد سوريا من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية، نظراً إلى دورها في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، أما البعد الثاني فهو داخلي».
كلام حدادة جاء خلال مهرجان أقامه الحزب، بدعوة من منظمته في المتن الشمالي، في انطلياس أمس لمناسبة ذكرى تأسيسه الـ88، إذ أعلن «رفض الحزب لممارسات النظام والمعارضة على السواء»، مشدداً على أن «الحزب ليس إلى جانب نظام استبدادي يقمع شعبه ويحرمه من حقه في التعبير وممارسة الديموقراطية والحرية ويستشري فيه الفساد الإداري، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية سببها سياسة النظام السوري التي مهدت لنشوء التحركات المشروعة المطالبة بالحرية والتغيير، وهو ليس أيضاً إلى جانب المعارضة التي تقتل وتستبيح وتستجدي الخارج لتدمير بلدها». وميّز «بين هؤلاء والمعارضة الوطنية الديموقراطية البناءة».
وما إن دخل الفنان زياد الرحباني القاعة البيضاء في انطلياس حتى اشتعلت القاعة تصفيقاً وهتافاً، ورفرفت الرايات الحمر ترحيباً بالرحباني الذي جلس بين رفاقه في المقاعد الخلفية. وحضر الاحتفال ممثلون للسلك الديبلوماسي الروسي والصيني والاوكراني والفنزويلي، والأمين العام لـ«الحزب الديمقراطي الشعبي» نزيه حمزة، وممثلون عن حزبي «الكتائب اللبنانية» و«السوري القومي الاجتماعي» و«التيار الوطني الحر»، إضافة الى نقابيين من اتحادات عمالية و«هيئة التنسيق النقابية».
استهلّ الاحتفال بتكريم 14 شيوعياً من قدامى محازبي منطقة جبل لبنان، فقدم حدادة لهم دروعاً تكريمية، بعدها ألقى مسؤول الحزب في المتن الشمالي ريمون كلاس كلمة استعرض فيها المهمات الملقاة على عاتق الشيوعيين في «الظروف الراهنة عالمياً وإقليمياً».
ثمّ تحدّث حدادة عن «أهمية المناسبة ودلالاتها في هذه المنطقة حيث للشيوعي امتداده التاريخي والنضالي الطويل»، مستعرضاً «محطات بارزة من مسيرة الحزب ونضالاته»، قبل أن يذكر «الدور المستقبلي للشيوعيين وسط قائمة من المهمات، تبدأ من القضية الاقتصادية والاجتماعية والتصدي للسياسات الضريبية، وصولاً إلى اقرار المطالب النقابية والعمالية، وفي مقدمتها قانون سلسلة الرتب والرواتب المقدم من هيئة التنسيق النقابية».
وإذ حذّر من «الاستمرار في سياسة المماطلة والتسويف في إقرار السلسلة»، تطرق إلى «القانون الانتخابي، إذ سيكون للشيوعي موقفه مشاركة أو مقاطعة إذا كان القانون المنوي تقديمه لا يراعي صحة التمثيل وكفاءة المشاركة وتأمين اجواء ديموقراطية حقيقية».
وأكد «ضرورة قيام جبهة يسارية عربية من داخل الثورات العربية»، مقترحاً «البدء من سوريا»، ومتعهداً أن يكون «المؤتمر الحادي عشر للحزب جامعاً يحاول معالجة الاشكالات المطروحة كمقدمة لخروج الحزب من أزمته المستمرة منذ سنوات». وهاجم رئيس «السلطة الفلسطينية» محمود عباس لجهة موقفه من حق العودة، فاعتبر أن «التخلّي عن حق العودة للشعب الفلسطيني ليس من حق عباس ولا من حق حركة حماس»، منتقداً زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان، وتوجّه إليه قائلاً: «إن كنت آتياً إلى لبنان لتعطينا دروساً في الديموقراطية الفرنسية، فقد خبرناها استبداداً وقمعاً في الشعوب التي استعمرتها فرنسا»، مطالباً بـ«الإفراج فوراً عن المناضل اللبناني جورج عبدالله المسجون ظلماً في فرنسا منذ 27 عاماً».
مر نحو عشرين عاماً على مهرجان انطلياس الذي أقامه الحزب غداة انتهاء الحرب الاهلية، إذ مثل ذلك الاحتفال دلالة على تجذر النشاط الشيوعي في المنطقة بالرغم ممّا عاناه الشيوعيون هناك إبان الحرب وقبلها. العودة الثانية، أمس، اضافت جديداً قديماً إلى المشهد المتني، فهل الحزب الشيوعي قادر على تفعيل نفسه في المنطقة، في وقت غابت عن احتفاله ولو بالشكل صورة شهيده وأمينه العام ابن بتغرين المتنية جورج حاوي؟ الاجابة برسم مؤتمره المقبل والمرحلة المقبلة، وإلا يصبح همس البعض داخل القاعة عن الحاجة إلى قيام القيادة بتكريم نفسها، أمراً مشروعاً.