وفي جديد الخلافات بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ومفتي الجمهورية اللبنانية إستكمل الأخير مسلسل هجومه المضاد على تيار المستقبل، وقادته مستفيدا من الدعم الآتي من السرايا الحكومية، بحيث عمل على كف يد موظفي صندوق الزكاة في دارالإفتاء ممن يناصرون تيار المستقبل، مما يبشر بمعركة ضارية قادمة لا مفر منها.
فصول معركة عيد الأضحى بين الشيخ، والمفتي تجلت بقيام الأخير بتوكيل إحدى الشخصيات القريبة منه توزيع اضاحي العيد المقدمة من قبل صندوق الزكاة في دار الإفتاء، وجدير بالذكر ان الحريري الأب، والإبن تحكما لفترة طويلة بآلية توزيع اضاحي العيد لما لها من فائدة إنتخابية كبيرة على تيار المستقبل في بيروت، والمناطق اللبنانية.
المفتي لم يكتفي بإزاحة المستقبليين عن عملية توزيع الأضاحي بل عمد إلى منعهم من السفر لأداء فريضة الحج تحت طائلة الفصل من الوظيفة متذرعا بحجج واهية لا قيمة لها بحسب مصادر مقربة من تيار المستقبل، كما عمل على حسم الحوافز المالية التي كانت تعطى لهم في السابق، مما اوقعهم في ازمة مادية إنعكست سلبا عليهم.
وبخصوص عملية توزيع اضاحي العيد ذكرت المصادر "ان المشرفين على العملية قاموا بتوزيع اللحوم وفق المحسوبيات فأنصار المفتي، والرئيس ميقاتي، ومن معهم كان لهم حصة الأسد من الأضاحي، بينما لم ينل انصار المستقبل الحصة التي كانت تصلهم كما في العياد السابقة، ورغم ذلك عملوا على مراجعة دائرة القرار في دار الإفتاء فكان الرد ان اضاحي هذا العيد قليلة بالمقارنة مع السابق، كما ان حالات الفقر، والعوز إرتفعت نسبتها مما حتم على المفتي إعادة هيكلة آلية التوزيع لتتناسب مع الواقع الحالي".