وأذاعت محطة «روسيا اليوم» خبر اقتحام الأجهزة الأمنية السورية لمكاتب حماس في سوريا وإقفالها بالشمع الأحمر، من دون الإشارة إلى مصدر واضح. كما تناقلت وسائل إعلام أخرى ونشطاء على موقع «فايسبوك» خبر الاقتحام، ومصادرة محتويات المكاتب، إضافة لاعتقال أشخاص على علاقة بالحركة.
ورفض مسؤول سوري بارز، في اتصال مع «السفير»، التعليق على الخبر، نفيا أو تأكيدا. إلا أن المعروف أن عناصر الحركة أخلت مكاتبها في سوريا منذ أشهر، بعد انقلاب العلاقة من حالة احتضان رسمي إلى حالة شكوك وريبة متبادلة.
ووفقا لمعلومات «السفير» فإن إشارات عديدة تجمعت لدى الأجهزة الأمنية عن مشاركة عناصر مقربة من حماس في الصراع المسلح الدائر على الأرض السورية، خصوصا أن الحركة هي أحد أجنحة تنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي الذي تعتبره دمشق عدوا لدودا لها.
كما أن مراقبين عسكريين كثرا أشاروا سابقا إلى طريقة عمل المجموعات المسلحة المتفرقة في سوريا، بتكتيك مشابه لطريقة عمل حماس في غزة، سواء من حيث الاستخدام المكثف للأنفاق، أم طرق تصنيع العبوات والصواريخ المحلية، وصولا إلى فتح فجوات بين المنازل في الأحياء السكنية والتخفي بين السكان.
وبدأ التوتر بين الحركة ودمشق مع بداية الأزمة حين رفض رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إعلان موقف واضح إلى جانب السلطة السورية. بدورها رفضت القيادة السورية استقبال مشعل على انفراد، خصوصا بعد أن عبر عن قناعته بضرورة التفاوض مع جماعة «الإخوان المسلمين» السورية المقيمة في الخارج. ولاحقا ساءت العلاقة أكثر مع الانعطاف السياسي لحماس باتجاه دول الخليج ومصر عوضا عن إيران وسوريا، وزاد حالة البرود لاحقا مقتل قيادي من حماس هو كمال غناجة في منزله في دمشق في ظروف غامضة.
من جهتها، لم تنف الحركة أو تؤكد خبر إغلاق المكاتب. وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إن «إغلاق السلطات السورية لمكاتبنا أو عدمه لا يهمنا، وإنما يهمنا عدم الزج بالفلسطينيين في أتون المعارك».
وأضاف، ردا على سؤال حول إغلاق المكاتب: «ليست لدينا معلومات دقيقة، ولكن نطالب ألا يزج بالفلسطينيين في أتون المعارك في سوريا»، معتبرا أن «الفلسطينيين في المخيمات أو غيرها لا ذنب لهم في المعركة». وتابع: «المطلوب عدم إدخالهم في المعارك لأنه يكفيهم التشريد، وهدفهم تحرير بلدهم ولا دخل لهم بما يجري هناك»، مضيفا: «نحن في سبيل أن نجنب شعبنا أتون المعارك مستعدون ألا نعلق على هذا الموضوع». وكانت حماس دانت بشدة «ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سوريا من استهداف مستمر، لا سيما القصف الذي تعرض له مخيم اليرموك في دمشق الأحد الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى». وشددت على موقفها «بضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية وتجنيب إقحام أبناء الشعب الفلسطيني في الأزمة السورية».
وقالت مصادر فلسطينية من سوريا، لوكالة «معا» الفلسطينية، إن الأمن السوري قام بجرد محتويات مكتب مشعل في المزة ومكتب العلاقات الخارجية في مشروع دمر بحضور عناصر محليين من حماس.