وعلى عكس ما تناولته وسائل الإعلام اللبنانية عن مضمون زيارة الرئيس الفرنسي ومغزاها والذي حصرته بالشأن الحكومي اللبناني، حيث فسر كل طرف كلام الرئيس الفرنسي ومواقفه حسب مصلحته ووصلت الأمور ببعض مؤيدي قوى المعارضة الى تحليل حركات يدي فرانسوا هولند وتقاطيع وجهه على انها إشارة إلى ضرورة تغيير الحكومة اللبنانية الحالية، على العكس من كل ما تم تناوله فإن الرئيس الفرنسي قرر المرور سريعا على بيروت حاملا رسالة تهديد مباشرة من بنيامين نتنياهو كان الأخير أسمعه إياها وارتأى الرئيس الفرنسي إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بها وليس من المعلوم إن كان قرار إبلاغ الجانب اللبناني تم بالاتفاق بين الرجلين الفرنسي والإسرائيلي أم أن الجانب الفرنسي قرر التصرف من تلقاء نفسه.
مصادر في العاصمة الفرنسية باريس قالت لموقع "الانتقاد" إن "إسرائيل" تقترب أكثر من دخول حرب ضد إيران في المدى القريب جداً وأن الكيان العبري يريد من الجيش اللبناني ان يمنع حزب الله من مساندة إيران عبر قصف "إسرائيل"، وتضيف المصادر أن نتنياهو قال لهولاند إن "إسرائيل" لا يمكن لها ان تنتظر بينما الولايات المتحدة عاجزة عن إيقاف إيران عند حدها والغرب مهتم بأوضاعه الاقتصادية. وتضيف المصادر أن نتنياهو ركز على هذه القضية بمنطق حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل.
ويتخوف الإسرائيليون من خطرين مصدرها لبنان يتعلقان برد محتمل من حزب الله في حال وقعت الحرب بينهم وبين إيران وهذان الأمران حسب ما تنقل المصادر:
أ - قصف صاروخي شامل ومركز على مناطق حساسة في "إسرائيل" من صواريخ حزب الله المنصوبة في جبال لبنان.
ب – دخول وحدات كوماندوس تابعة لحزب الله من لبنان الى شمال فلسطين المحتلة وسيطرتهم على بعض المستوطنات هناك ما يجعل آلاف الإسرائيليين رهائن في يد "أعداء إسرائيل".
وتشير المصادر الى أن الرئيس الفرنسي استشعر جدية الكلام الإسرائيلي وأراد إبلاغ الجانب اللبناني وربما حضه على العمل في هذا الاتجاه.
في نفس السياق، تقول المصادر في باريس أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى السعودية تأتي في محاولة فرنسية قديمة جديدة لفتح باب السوق السعودي أمام منتجات فرنسية لاسيما سوق السلاح الذي تقف الولايات المتحدة وبريطانيا عقبة عصية فيه في وجه أي دخول فرنسي على خط بيع أسلحة لمشيخات وممالك وإمارات الخليج الغنية بالنفط والتي تشتري السلاح الأمريكي بالمليارات وتكدسه دون أية إمكانيات بشرية واستراتيجية وتقنية لاستخدامه وهذا ما حصل في حرب صعدة التي خاضتها السعودية، حيث بان حجم الفقر الخليجي للعنصر البشري المدرب والكفؤ لخوض أية حرب ضد أية قوة مسلحة منظمة أو غير منظمة.