بداية الموسم يكون اواسط شهر تشرين الاول حتى آخر تشرين الثاني، وتشهد منطقة بنت جبيل الغنية احياناً بطيور المطوق " زحفاً لعدد كبير من الصيادين الى الحقول فالعديد من هؤلاء الوافدين يقصدون مناطق سهلية وزراعية في مناطق متعددة من منطقة بنت جبيل لصيد هذا النوع من الطيور.
مناطق الصيد تعيش يومياً "معركة" بكل تفاصيلها.... كمائن وبنادق بعيارات مختلفة وطرائد مضطرة للعبور مثل طيور الزارزير و المطوق التي لا يسلم منها إلا من كتبت له الحياة. عشرات من الصيادين أعدوا العدة من بنادق وصناديق من الخرطوش حرصوا على أن يكون من النوعية الجيدة، والسيارات في الغالب رباعية الدفع، ومقاعد ونراجيل فعملية صيد المطوق لا تحتاج إلى كثير من الحرفية، إذ أن هذا الطائر يعتبر طائراً غبيا ويقع في الكمين بسهولة ويطير ببطء ولا يناور، هو طريدة سهلة لذلك يندر أن لا يحمل الصياد المبتدئ معه المئات قبل أن تنفد ذخيرته.
يعتير الصياد ابو احمد 40 عاما وهو من المهتمين الاساسيين في مواسم الطيور في بنت جبيل و منطقتها "هذه الهواية مهمة لكنها اليوم تطورت مع التكنولوجيا حيث لم يعد الصياد يتحرك من أرضه، بل يشغل مسجل الصوت بأصوات عديدة لطيور المطوق المستهدفة التي تأتي إليه طائعة فيرديها. كان الصيد رياضة وحركة وتعلم على الرماية، وكان للطعام والعيش، أما اليوم فليس لذلك حاجة، حيث ان كلفة المطوقة الواحدة اكثر من ألف ليرة بدون حساب التعطيل والبنزين والطلقات التي لا تصيب." ويوافق ابراهيم اغلب زملائه في ان هذه الهواية فشة خلق!.
و يبرر "ابو احمد" ان المطوق وخصوصاً ان كان كثيفاً و بأعداد كبيرة قد يؤدي الى الضرر الكبير ببذور المزروعات لأن هذا النوع من الطير على حد تعبيره يشكل اسراب كبيرة وكثيفة و غذاؤها يكون من الحقول التي يبذرها الفلاحون ، وبرأيه ان هذه الانواع من الطيور تعتبر موسمية و مؤقتة و ليست لها اي ايجابية من ناحية انها لا تعشش في بلادنا و لا بين منازلنا " و يحاول ابو احمد اليوم واصدقاؤه من محبّي الصيد، اللحاق بطيور المطوق و رصدهم على طريقتهم الخاصة حتى لا " يعتب عليهم " اي رف مطوق الا واصطادوا منه .
اما الصياد "ابو وسام " يرى انه لا بد من قانون يريح الصيادين لأنه من المستحيل لأي صياد انتظر الموسم " بشغف كبير " و لن يلتزم في اي قانون يمنعه عن ممارسة هواية الصيد ، لأن هذه الهواية تكون " مغلغلة بالدم " على حد تعبيره ، ويرى في قانون فتح الموسم الذي من المفترض ان يتم اتخاذه العام المقبل بالخطوة المهمة ، و دعا الدولة الى تنظيم الموسم و تحديد انواع الطيور وتخفيض سعر "الخرطوش " ..
بدوره الصياد العتيق "ابو علي"، الذي طبق الستين من عمره "يرى أن موسم الصيد لا يحدده قرار بل "وقت اللي بيجي المطوق بيبلش الموسم"، ولفت إلى أنه مدمن صيد منذ صغره " الصيد بالنسبة إليه الوسيلة الوحيدة للترفيه، التي أتقنها ويعلق على قانون منع الصيد و يقول " امنعوا التمدد العمراني ، ومقالع الصخر ، قبل أن يجري التفكير في منع الصيد لطيور مهاجرة و مؤقتة في بلادنا ويرى ان التمدد العمراني و كثرة الآليات من الاسباب الاساسية لانقراض بعض انواع الطيور من بلادنا وليس الصيد ".
اذاً هي حركة نشطة لا تهدأ، تحضيرات تبدأ بعد ظهر كل يوم، ومخططات ترسم ليلاً لأماكن توزّع الصيادين، منعاً للاحتكاك أو التصادم الذي لا بد من حدوثه احياناً لأن بقع الصيد باتت مقصداً للعديد من الصيادين الوافدين من مناطق مختلفة.
في قرى منطقة بنت جبيل ، تحتل هذه الهواية مركز الصدارة لدى شريحة واسعة من الشبان و الكبار المحترفين الذين يتداولون ما يشبه "نشرة يومية" شفوية بأعداد الطرائد التي جرى اصطيادها، و منهم من يزايد على الآخر بعدد طرائده .
من جهة ثانية، يؤكد اصحاب محالّ بيع الخرطوش في بنت جبيل بمعظمهم ان ثمة إقبالاً هذا العام على شراء الخرطوش، والنسبة تقريباً مشابهة بالعام الماضي في نفس الشهر، ولفت احد اصحاب هذه المحال إلى أنه يبيع أسبوعياً ما يقارب الـ 50 صندوقاً من الخرطوش و صندوق الخرطوش يبلغ سعره ما بين ال 10000 ليرة و 13000 ليرة ، ويعزو سبب الإقبال الكثيف على الصيد إلى وفرة المطوق هذا العام ، وأضاف إن الصيادين يخلقون حركة شراء تحرك الركود الذي نشهده في الصيف، بالاضافة الى شراء البنادق الاوتوماتيكية.