أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«حزب الله» و«أمل» لمن يهمهم الأمر: ممنـوع إقفـال طريـق الجنـوب

الإثنين 19 تشرين الثاني , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,347 زائر

«حزب الله» و«أمل» لمن يهمهم الأمر: ممنـوع إقفـال طريـق الجنـوب

 

في خضم التطورات السياسية والأمنية التي أعقبت التفجير الذي أودى بحياة اللواء الشهيد وسام الحسن وعدد من المواطنين، كانت قيادات «قوى 8 آذار» ولا سيما «حزب الله» و«امل» تعقد سلسلة مشاورات في سياق وضع خطة لمواجهة الشحن الطائفي والمذهبي، والاعتداءات التي طالت مواطنين وممتلكاتهم في وضح النهار إلى حد إقامة حواجز دققت في هويات المواطنين تحت عنوان مذهبي قبل أن يسارع الجيش اللبناني ويمنع تفاقم الأمور. 

هذه الحوادث كان سبقها تضخم «الحركة الأسيرية» في صيدا، نسبة إلى إمام «مسجد بلال بن رباح» الشيخ أحمد الاسير، فما كان من الأخير، اثر حادثة الأشرفية، الا أن دخل على خط الاتهامات والتهديد مجددا بقطع طريق صيدا ـ الجنوب، وصولاً إلى حادثة محلة التعمير في صيدا وما بينته «من تصميم على افتعال فتنة مذهبية» على حد تعبير مصدر قيادي في «8 آذار».

ويقول المصدر نفسه «ان المشاورات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ«حزب الله» السـيد حسن نــصر الله، خلصــت إلى الآتي:

1ـ إن ما تشهده الساحة اللبنانية منذ تشكيل الحكومة الحالية من تحريض طائفي ومذهبي، يندرج في سياق مشروع متكامل تشهده المنطقة برمتها ومدعوم من جهات إقليمية معروفة الهوية والأحقاد والنيات، وبالتالي فإن أي تحرك يجب ان ينظر إليه على انه حالة ليســت معــزولة عن هذه الفوضى المنظــمة التي تشــهدها المنطـقة العربية.

2ـ إن الرد على هذا التوجه الخطير، يكون بالتمسك بالثوابت الوطنية التي دفع اللبنانيون في الماضي القريب الدماء والدمار من أجل تكريسها وتثبيتها وفي صميمها الوحدة الوطنية التي هي السلاح الأقوى والأمضى في مواجهة كل المخططات المشبوهة التي تستهدف لبنان.

3ـ هذه الوقائع توجــب الاقدام بلا تردد على الانفتاح والحوار والاصــرار على اليــد الممدودة للآخر ليس من موقع الضعف، انما من موقع الحريص على لبنان وشعبه، ذلــك أن من لم يبخل بالدماء في سبيل تحرير بلــده من اعتــى محتل، لن يبخل بالغالي والرخيص صونا للوحــدة الوطنية.

4ـ أظهرت وقائع الأشهر الأخيرة، ان المعالجة الرسمية لبعض الحــالات لا سيما «الحالة الاسيرية» شابها ارتجال وعدم جدية من قبل الجهة الرسمية المعنية مباشرة بالمحافظــة على السلم الأهلي، حيث استنزف الجيش اللبناني في كل المواقع والساحات وبقي متأهبا للقيام بالواجب الوطني برغم ضخامة الأعباء ومحدودية الإمكانيات.

5ـ هذا الأمر يفترض مقاربة حازمة وحاسمة تضع كل معني امام مسؤولياته، انطلاقاً من سيادة القانون على الجميع، وما شهدته الضاحية الجنوبية كان خير دليل على ان لا غطاء فوق رأس أي مخل بالأمن او متعرض لهيبة الدولة الداخلية والخارجية».

ويوضح المصدر «ان الهجوم «الاسيري» على محلة التعمير الذي سبقته محاولات لقطع الطريق التي تربط بيروت بالجنوب بدءاً بمحلة الناعمة وصولاً إلى صيدا، والتي كادت تأتي بعظائم الأمور، أمور لم تعد مقبولة، الأمر الذي جعل قيادتي «أمل» و«حزب الله» أمام مسؤولية توجيه رسائل واضحة إلى من يعنيه الأمر بأن الأمور وصلت إلى نقطة لا يمكن السكوت عنها وان هناك محاولة لتجاوز الخطوط الوطنية الحمراء والتي تقتضي الحسم السريع في معالجتها».

ويشير المصدر «إلى أن هذا الأمر، كان محور اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة، حيث سمع الأخير عتباً واضحاً لطريقة معالجة مشروع الفتنة الذي يتم تسعيره في صيدا لا سيما الأسلوب المعتمد من مرجعية رسمية صارت تصرفاتها تستفز مشاعر جمهور واسع من اللبنانيين». ويقول المصدر ان وفودا من «حزب الله» جالت على القيادات الصيداوية وكان هناك إجماع على خطورة ما يحصل خاصة أنه يصيب صيدا بأفدح الأضرار ويمس تاريخها الوطني المقاوم ووحدتها ونسيجها المتنوع والمتآخي».

ما هي الرسالة التي أُسمعت إلى المعنيين من قبل «الثنائي الشيعي»؟ 

يكشف المصدر نفسه «أن الرسالة كانت صريحة وواضحة ومقتضبة مفادها أن أي تحرك جديد يهدف إلى تعريض أمن طريق الجنوب وبوابته صيدا للخطر تحت أي عنوان، يجب أن يعالج من قبل الدولة سريعا، وإلا فإن القوى المعنية بحماية وتأمين طرق إمداد المقاومة وتنقل أهلها وجمهورها ستتحرك فوراً وبمعزل عن أي اعتبار لأي جهة رسمية لوضع حد سريع ونهائي لاستباحة حرمة وقدسية طريق المقاومة، لأن صيدا لن تكون إلا عاصمة الجنوب والمقاومة».

ولفت المصدر الانتباه إلى أن «جدية هذا الموقف دفعت بقيادات عدة إلى إجراء اتصالات واسعة، لا سيما مع الذين يحركون الأسير من خلف الستارة في صيدا، والذين أطلقوا في أعقاب حادثة التعمير مواقف لا تمت بصلة الى تاريخ المدينة وحملوا الضحية المسؤولية وتســتروا على المعتدي. وهذه الاتصالات أدت إلى تراجــع في اندفــاعة المحرضين الذين كانوا يسعون إلى إقامــة «أجنحة عسكرية» من زاوية تعمــيم «نمــوذج باب التبانة ـ جبل محسن» على مناطــق أخرى لإرباك المقاومة».


 

Script executed in 0.18097805976868