أعلن الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل أن "العملية في غزة تنذر بسقوط المزيد من الأبرياء ولا يمكن لأحد من الفريقين إن يتراجع"، معربا عن اعتقاده بأنّ العرب، أو "العربان" كما أسماهم، كانوا على علم مسبق بنية إسرائيل اغتيال القائد العام لـ"كتائب القسام" أحمد الجعبري، متحدثا عن عملية "تقطيش رؤوس" للقيادات في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" من قبل إسرائيل و"العربان" تمهيدا لأمر ما.
وفي حديث إلى برنامج "الحدث" عبر تلفزيون "الجديد" أدارته الإعلامية سمر أبو خليل، أشار أبو فاضل إلى أن "المطلوب تفتيت سوريا وتهديمها"، لافتا إلى أنّ "العملية الأساسية في المنطقة ان اسرائيل مرتاحة الآن سيما وأن هذه هي المؤامرة ان يحولوا الجيش السوري الى الداخل للدفاع على نفسه".
ورأى أن "من يذهب الى القاهرة لم يحرص يوما على حقن الدماء الفلسطينية وانما حرص دوما على الدماء الإسرائيلي"، مشيرا الى أنه "لا تنسيق بين الداخل والخارج من الجانب الفلسطيني"، متسائلا "لماذا لا يفتح معبر رفح في هذه الظروف بالذات".
في سياق آخر، إعتبر أبو فاضل أن "الشيخ أحمد الأسير هو "جحا" صيدا، وهو ليس سوى منتج من آل الحريري في صيدا"، داعيا لاحالته لقاضي التحقيق مثله مثل أي شخص آخر، معتبرا أنّ دم الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا في صيدا هو في رقبته.
ولم يتوقع أن تحدث مشاكل في لبنان موضحا ان "لبنان كله تحت السيطرة وستبقى الأمور كما هي طالما في سوريا لم تحل الأزمة"، محذرا من أن "لبنان يتجه الى مزيد من الإحتقان".
"العربان" كانوا على علم مسبق باغتيال الجعبري
أبو فاضل تطرق في مستهل حديثه لـ"الجديد" إلى الملف الفلسطيني انطلاقا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فلفت إلى أنّ المنطقة تشهد تحوّلات تشمل بشكل أو بآخر فلسطين والشعب الفلسطيني، هذا الشعب الجبّار الذي لم يهدأ وصاحب الثورة المستمرة والمتجددة دائما، معتبرا أنّ الهدف مما يحصل هو عملية تفتيت المطالب الفلسطينية على الارض جغرافيا وهنا الخطورة لأن غزة بالنتيجة تمثل المقاومة الفلسطينية وكذلك رام الله والضفة الغربية وكل المنطقة ولكن غزة لها رمزيتها.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ العرب، أو "العربان" كما أسماهم، كانوا على علم مسبق بنية إسرائيل اغتيال القائد العام لـ"كتائب القسام" أحمد الجعبري، متحدثا عن عملية "تقطيش رؤوس" للقيادات في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" من قبل إسرائيل و"العربان" تمهيدا لأمر ما، مشيرا إلى أنّ كل المتحالفين مع الولايات المتحدة الأميركية والحائزين على رضاها متورطون بهذا المخطط. ولفت إلى أنّ كل القيادات تلاحق في بيوتها وذلك بهدف إفراغ غزة من القيادات وصولا حتى تكريس الفوضى التي يسعى إليها البعض.
وفيما أشار أبو فاضل إلى أنّ غزة كانت قد بقيت لمدة 8 سنوات تحت الحكم المصري، اعتبر أنّ هناك نظاما "إخوانيا" في المنطقة هو الذي سيدير العملية مع إسرائيل، مشيرا إلى أنّ هذا النظام ينطلق من مصر مرورا بتركيا عبر رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وصولا حتى قطر عبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأقرّ بأنّ "حماس" تأتي من رحم "الاخوان"، ولكنه لفت إلى أنّ هناك قيادات من "حماس" و"الجهاد" غير راضية عن مرجعياتها.
تمثيلية يندى لها الجبين
وتوقف المحامي أبو فاضل عند موقف جامعة الدول العربية واجتماع وزراء الخارجية العرب، فوصف ما حصل على هذا الصعيد بأنه كان "تمثيلية يندى لها الجبين"، مستهجنا المقرّرات الهزيلة التي اتخذها العرب في وقت كان العدوان الإسرائيلي على غزة متواصلا وكانت المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين العزل تزداد وحشية أكثر فأكثر. وانتقد بشدة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، واصفا إياه بأنه "الممثل الكبير"، ناصحا إياه بالذهاب لهوليوود، ساخرا من تهديده بتجميد ما يسمى مبادرة السلام العربية وسحبها من الطاولة، متسائلا كيف يمكن للعربي أن يهدّد بقتل مبادرة هي أصلا ميتة.
وفيما شدّد على أنّ الجامعة العربية أصبحت في الواقع جامعة عبرية لا تمثل طموحات الشعوب العربية ولا تستطيع أن تتحرك، استغرب كيف يمكن للفلسطينيين أن يعوّلوا عليها، علما أنّ أمينها العام نبيل العربي كان رئيس الدائرة القانونية بالمفاوضات مع الاسرائيليين بقضية كامب دايفيد ولديه علاقات قديمة مع الإسرائيليين. وشدّد على أنه لا يمكن الرهان على قرار سياسي عن هذه الجامعة، لافتا إلى أنّ أركانها يهددون بلزوم ما لا يلزم عبر التلويح بإعادة النظر بالاتفاقيات.
المؤامرة تبدأ من مصر
وانتقد أبو فاضل الموقف الفلسطيني، مقللا من شأن خطوة إرسال وفد حكومي إلى قطاع غزة، موضحا أنّ الرئيس محمد مرسي أرسل رئيس حكومته ساعة من الوقت ولم يقدّم ولم يؤخر، في وقت كانت المفاوضات مع الإسرائيليين تسير على قدم وساق. وأوضح أنّ من يريد النظر بالمعاهدات لا يكتفي بالكلام والشعارات بل يطرح الاتفاقية على الطاولة عمليا.
واعتبر أنّ سحب السفير المصري من إسرائيل تمثيلية وكذلك عملية إرسال السفير الإسرائيلي من مصر لا تتعدى كونها تمثيلية لا تقدم ولا تؤخر خصوصا أنّ الحرب مستمرّة والشعب الفلسطيني يقاتل بضراوة. وإذ تساءل عن سبب التركيز الإسرائيلي الدائم على غزة، في حين أنّ مناطق فلسطينية أخرى كرام الله والضفة الغربية لا تشهد حروبا فعلية، ألمح إلى أنّ السبب في ذلك هو أن قطاع غزة يقع على حدود مصر، مشددا على أنّ "المؤامرة تبدأ من هناك".
ورفض أبو فاضل الاستمرار بسياسة الضحك على الذقون، لافتا إلى أنّ هناك مكتبا تمثيليا إسرائيليا في قطر كما أنّ هناك سفارة إسرائيلية في تركيا وهناك اتفاقية سلام في مصر، وبالتالي فإنّ هذه الدول لا تستطيع الحديث باسم المقاومة، مذكرا كيف أنّ الجيشين التركي والإسرائيلي كانا يقوموا بمناورات في عزّ أحداث سفينة مرمرة الشهيرة، وهي مناورات لم تتأثر بما حدث بأيّ شكل من الأشكال.
الترسانة موجودة منذ زمن بفضل سوريا وإيران
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ "الإخوان المسلمين" يصبون في أميركا وكذلك جيوش هذه الدول، لاحظ أنّ السفارات لا تزال قائمة وأنّ وزير الاستخبارات المصري لا يزال يتفاوض مع الإسرائيلي، معتبرا في هذا الإطار أنّ مخطط تقسيم الدول العربية وتفتيتها لا يزال قائما، معربا عن أسفه لكون بعض الدول العربية تبنت مخطط "الشرق الأوسط الجديد" الذي استثمِر بقوة لتفتيت المنطقة. وقال: "هؤلاء يحرصون على الدم الإسرائيلي ويؤسفهم سقوطه، وهم يركضون ليقفوا على خطر فلان وعلان".
وردا على سؤال، أشار إلى أنّ ترسانة الأسلحة والصواريخ التي تملكها حركة "حماس" موجودة منذ زمن وذلك بفضل سوريا وإيران لا دول الإخوان المسلمين، وحذر من أنّ العملية بغزة تنذر بسقوط المزيد من الابرياء وسط عدم الرؤية، مشدّدا على أنّ هذه العملية لن تنتهي قريبا، مقرا بأنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على أتمّ الاستعداد لتوسيع العملية أكثر وأكثر كما أنّ "حماس" جاهزة إذ لا يمكن لأحد من الفريقين التراجع بعد الآن. وأضاف: "كل واحد يرفع سقفه في هذه المرحلة ولكن هناك مفاوضات بين المصريين والاسرائيليين والعمليات الاستخباراتية بين مصر واسرائيل لم تتوقف بل زادت في عهد الرئيس محمد مرسي، والكلّ يتذكر كيف أنّ الأخير أرسل كتابا لـ"صديقه وعزيزه" الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز". وتابع قائلا: "لا يمكن لنبيل العربي أن يقول أنه يريد أن يعيد النظر باتفاقية كامب دايفييد، لا يمكنه الضحك علينا بعد اليوم".
يشربون الدم الفلسطيني ويحرصون على الدم الإسرائيلي
أبو فاضل جدّد القول أنّ العملية الأساسية في المنطقة هي أنّ إسرائيل مرتاحة الآن من ناحية الجولان ولبنان، وذلك باعتبار أنّ "لا حزب الله سيفتح حربا ولا سوريا ستستطيع الآن فتح حرب نظرا للأوضاع المتدهورة على أراضيها"، وقال: "هذه هي المؤامرة العربية على سوريا، هؤلاء يشربون الدم الفلسطيني ويحرصون على الدم الإسرائيلي". وشدّد على أنّ الذين يذهبون الى القاهرة لم يكونوا يوما حريصين على الدم الفلسطيني وهم يذهبون إرضاء لأسيادهم في أميركا.
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوضع الميداني منفصل عن الوضع السياسي، مؤكدا أنه لا يرى تنسيقا بين الداخل والخارج بالشكل الذي يريدونه، متسائلا "لماذا لا يُفتح معبر رفح؟". وتحدث عن وجود "أولويات" بالنسبة لهؤلاء في مقدّمها إسقاط سوريا، مستبعدا انطلاقا من ذلك أن يوقف رئيس الحكومة الإسرائيلية الحرب الآن، لافتا إلى أنّ لديه حسابات انتخابية. وأشار إلى أنّ شيئا لم يتغير بالنسبة للعرب الذين أثبتوا على مرّ التاريخ أنهم يتفرّجون فقط ولا يفعلون شيئا غير ذلك، وقال: "هؤلاء العرب هكذا يتصرفون، والغريب أنّ الإخوة الفلسطينيين لا يزالون يراهنون على العربان، وهذه هي الكذبة الكبيرة على فلسطين".
هل هذا هو ردّ الجميل؟
وقلّل أبو فاضل من شأن الزيارات التي يقوم بها عدد من الوفود العربية إلى غزة، متسائلا عما سيحصده الغزاويون من هذه الزيارات، مشدّدا على أنّ هدف الإسرائيليين هو الحصول على سيناء، وأشار إلى أنّ أحدا لم يعد يجتمع اليوم برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقال: "عباس لا وجود له كرئيس دولة فلسطينية بهذه الصيغة". وتساءل ألا يحق لعباس أن يشارك بالاجتماعات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وغيرهم، وسأل: "أين المصالحة بهذا الظرف؟ ومن يدير العملية؟". وأردف قائلا: "مصلحة أميركا هي المصلحة الأولى ولا تسأل عن مليون و700 ألف".
وفيما أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الصورة قاتمة، تمنى أن يحقق الفلسطينون الانتصار على إسرائيل التي وصفها بالكيان الغاصب الذي أتى إلى المنطقة وسعى للاستيلاء عليها، ولكنه انتقد المواقف الفلسطينية، ولا سيما مواقف حركة "حماس"، من الملف السوري، موضحا أنّ الفلسطيني عاش في سوريا في المخيمات ولكنه عاش مثله مثل السوري منذ أيام الرئيس حافظ الاسد على صعيد الطبابة والعلم والمدارس وكل شيء. وقال: "لا يستطيع خالد مشعل كلما ذهب الى بيت أن يقول أنه يريد أن يصلح الوضع الداخلي في سوريا"، وتوجه إليه بالقول: "اصلح وضعك أولا واترك سوريا جانبا". وسأل: "هل هذا هو ردّ الجميل؟ أين الوفاء؟".
135 دولة ستعترف بالائتلاف السوري المعارض
بالانتقال إلى الموضوع السوري، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ هناك 135 دولة ستعترف بالائتلاف السوري المعارض، متوقعا أن يصبح للأخير سفراء في هذه الدول، لكنه تحدث عن شبه استحالة لسيطرة هؤلاء على السفارات السورية في هذه الدول. وأوضح، ردا على سؤال، أن دخول أي دولة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يتطلب أن يكون لديها حكومة ولها منطقة". وقال: "يجب ان يأتوا إلى الداخل السوري ويحصلوا على منطقة عازلة ويعلنوا حكومة من الداخل، وبالتالي فإنّ السيناريو المطروح هو أن يرسلوا كتابا إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطلبون فيه منه عدم إرسال الطيران حتى يعلنوا حكومة من الداخل". وأضاف: "الرئيس الأسد سيكون أمام خيارين اما يوافق على ذلك ويعترف بهم ويعطيهم جغرافية معينة أو يضربهم وعندها يمكن أن يحصل التدخل الأجنبي الذي يسعى البعض إليه". وتابع قائلا: "لنقل أنهم وصلوا إلى الداخل واستطاعوا منع الرئيس الأسد من ضربهم، عندها يبدأون يطالبون باعتراف من الامم المتحدة لكن ذلك يتطلب قانونيا حصولهم على منطقة عازلة".
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ القضية طويلة وخطيرة جدا لكن يمكن أن تحصل، مشيرا إلى إمكانية أن يأتيالروس ويقولوا لا نستطيع ان نفعل شيئا وان المطلوب تقسيم سوريا. وشدّد أبو فاضل على صلابة الموقف الروسي المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، موضحا أن لا خيار آخر أمام الروسي خصوصا أنّ النظام الى جانبه وهو الى جانب النظام ولا مصلحة له بالتخلي عنه.
الأسد إما شهيدا لكل سوريا أو رئيسا لكل سوريا
وفيما جدّد أبو فاضل رفضه لما يسمى الإسلام السياسي، واعتبر أنّ هذا "الإسلام السياسي" بات موظفا لدى الأميركيين والإسرائيليين من حيث يدري أو لا يدري، اعتبر أن عملية سحب السفير المصري من إسرائيل فيها تسرّع وهي ضرب من ضروب الإعلام وليست ذكاء، موضحا أنّهم خافوا على السفير ان يحصل معه كما حصل بالسفير الأميركي في بنغازي، وشدّد على أنه لم يعد لديه ثقة بهذه الأنظمة "وقد رأيناها في الصيف والشتاء".
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اقتناعه بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيكون إما شهيدا لكل سوريا أو رئيسا لكل سوريا، وقال: "هذه هي أهدافه وهذا هو توجهه".
من جهة أخرى، انتقد أبو فاضل ما أسماه الخلط بين السياسة والدين، مشيرا إلى أنّ رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب هو إمام مسجد الأمويين في سوريا كما أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، أو "الشيخ خالد مشعل" كما أسماه، كان هو الآخر إمام مسجد، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس المصري محمد مرسي. وفيما أكد أنه مثلا لا يتحمّل حكما إسلاميا عليه ولا حكما مسيحيا متطرفا، قال: "انا اريد نظاما علمانيا كلبنان وكما كانت سوريا". وردا على سؤال، نفى أن يكون الأمر ينطبق على "حزب الله" باعتبار أن الأخير لم يأت ليحكم وليس هذا مخططه.
"شو جاب طرزان ع تكساس؟"
واستغرب أبو فاضل التركيبة "الغريبة العجيبة" التي يمثلها "المجلس الوطني السوري" الذي يترأسه جورج صبرا "الشيوعي" في حين أنّ نائبه فاروق طيفور محسوب على "الإخوان المسلمين". وقال: "هم مرغمون على أن يركبوا مع بعضهم البعض". وسأل ساخرا: "ما الذي أتى بطرزان إلى تكساس؟". وشدّد أبو فاضل على أنه لن يبقى هناك علماني في سوريا، مجددا التأكيد على أنّ المؤامرة هي على الأقليات في سوريا من دروز وعلويين ومسيحيين.
وتعليقا على وصول جورج صبرا المسيحي لرئاسة "المجلس الوطني السوري"، قال أبو فاضل: "يروق ع صبرنا شوي". وإذ أكد أن جورج صبرا لا يمكنه أن يتكلم باسم المسيحيين، شبّهه بالنائب السابق الياس عطالله في لبنان الذي أكد أن المجلس الدستوري أخطأ معه إذ لا حق له بالترشح في مكانين، مشدّدا على أنّ نيابته ساقطة من حيث الشكل قبل أي شيء آخر. وجزم أنّ جورج صبرا لا يمثل المسيحيين في سوريا، موضحا أنّ البطاركة والكنائس هم من يمثلون المسيحيين الذين يهجرون جراء التكفيريين والإسلاميين، معتبرا أنّ هؤلاء يخربون سوريا بشكل رئيسي ولبنان لا يمكن ان لا يتاثر بذلك.
فرنسا تبحث عن دور بعد خسارتها للبنان وسوريا
أبو فاضل أشار إلى أنّ الريف تحول إلى أرض خصبة للتكفيريين الذين ينتقمون من حلب وحمص وحماه والشام، وجدّد القول أنّ هناك أخطاء ارتكبها النظام لكن الرئيس السوري بشار الأسد اعترف بها وقام بالإصلاحات لكنهم لا يريدون الإصلاح بل تخريب سوريا. وقال: "حتى لو وافق الرئيس السوري على الرحيل، سيطلبون منه البقاء قليلا حتى يستكملوا مسلسل التخريب والتدمير، فالمؤامرة كبيرة حتى أنهم باتوا يقتلون على الهوية". وسأل: "أي بلد يقبل بذلك؟ هل تقبل تركيا أو قطر أو السعودية أو إسرائيل أو أميركا أن يكون هناك مسلحون بهذا الشكل على أراضيها".
وإذ نبّه إلى أنّ المطلوب تهديم المجتمع المدني السوري المثقف، أكد أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يعترف بحكومة منفى ولن يقوم بدعم حكومة منفى، معتبرا أنه لا يستطيع أن يخالف القانون، لافتا في الوقت عينه إلى أنّ أوباما يترك الكثير من الامور للقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولاحظ أنهم يضعون اليوم فرنسا في الواجهة، مشيرا إلى أنّ صحيفة "Le Dimanche" كتبت منذ نحو شهر أنّ شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هبطت إلى أدنى مستوياتها. واعتبر أنّ فرنسا خسرت لبنان والآن خسرت سوريا، وبالتالي فإنّ فرنسا تبحث اليوم عن دور، متوقعا أن يبيع أوباما وبوتين الفرنسيين والأوروبيين باتفاق واحد.
أحمد الأسير.. "جحا" صيدا
وبالانتقال إلى الملف اللبناني، علق أبو فاضل على موقف للنائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت اعتبر فيه أنّ رئيس حركة "فلسطين حرّة" ياسر قشلق أنه مع النظام في سوريا، لافتا إلى أن الحوت لم يجد شيئا آخر يعلق فيه على قشلق المعروف بمواقفه الوطنية والسيادية، مستغربا في المقابل ما قاله ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة عن أنّ مشكلته مع الاسد سورية داخلية. وقال: "آل الأسد أحرقوا أوراقهم بخدمة القضية الفلسطينية، وكان كل العالم يلومهم على دعمهم للقضية".
من جهة أخرى، تطرق أبو فاضل إلى ملف إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير، فوصفه بأنه "جحا" صيدا، وقال: "لقد صدّق الأسير نفسه، ومن غير الممكن أن يكون هناك أحد مثل أحمد الأسير". وأضاف: "الآن صدّق أحمد الأسير أن مزحته تحوّلت إلى جد". وإذ أكد أنه منتج بيت الحريري، لفت إلى أنّ الحكومة الحالية هي حكومة ائتلاف وليست حكومة وحدة وطنية، معتبرا أنّ القول أنّ هذه الحكومة تستطيع أن تحافظ على الأمن في لبنان بالشكل الذي نطلبه غير ممكن خصوصا أنها تحتاج لغطاء.
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ وضع حد للأسير يحتاج لغطاء من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ملاحظا أن الأسير يشيد برئيس الجمهورية دائما ويبدو أنّ هناك تواصلا بينهما بواسطة احد ما. وقال: "هو تسبّب بقتل 3 أشخاص ويفترض أن تجلبه القوى الامنية وتحيله لقاضي التحقيق مثله مثل غيره". ورفض أن يكتفي رئيس الجمهورية بالاستنكار كما فعل بقضية اعتداء "الجيش السوري الحر" على فرقة "الفهود"، مشدّدا على أنّ رئيس الجمهورية لا يستنكر بل يصدر أوامر، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ فخامة الرئيس لا يريد إزعاج آل الحريري.
أحمد الأسير منتج لآل الحريري
وجدّد أبو فاضل القول أن أحمد الأسير ليس الا منتجا من بيت الحريري بصيدا بالذات من الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري لوالدته النائبة بهية الحريري، مذكرا بأنّ الأخيرة عندما قامت قبل أشهر بجولة على كل الشخصيات وخلصت إلى أن الحمل كبير أرسلت ابنها الذي اجتمع سرا بالأسير، وكان أن فكّ الأخير اعتصامه في اليوم التالي.
وكشف أبو فاضل عن معلومات لديه بأنّ بلاغا أرسل خلال الأيام القليلة الماضية إلى الأسير أفهِم من خلاله أنه إذا أقفل الطريق أكثر من 24 ساعة سيرفَع الغطاء عنه، داعيا للاعتصام أمام مسجده قدر ما يشار، مشددا على أنّ "المزحة أصبحت جدا وبيت الأسير لا يستطيع أن يحجز صيدا". وفيما سأل "من اين ياتي برخص السلاح؟"، حذر من أنه ينشئ حالة سلفية بالبلد، متسائلا عما يمكن أن يحصل في حال نشأت في المقابل حالة سلفية مسيحية بجونية، ونبّه إلى أن هناك منطقة مسيحية تبدأ ولا تنتهي.
وفيما استغرب مواقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل من ملف الأسير، تحدث عن "عاصفة كبيرة" تضرب المنطقة ستطيح بالمسيحيين اذا لم يكونوا في نفس الضفة، ولفت إلى أنّ الأسير يهدد من هم ضد التطرف بـ14 آذار ويقول لهم ان المنطقة كلها ستصبح احمد الاسير. وقال: "هو يهدّد أشخاصا يسيرون معه في الخط نفسه، فهل سيرحمنا نحن؟".
سيجن جنونهم إذا لم يعودوا إلى السلطة
وإذ أكد أبو فاضل أن على الدولة أن تقوم بواجبها، جزم أنّ الشيخ أحمد الأسير لا يستطيع أن يعلن جناحا مسلحا. وقال: "لو أن الأسير بقي على بواريد البلاستيك لكان ذلك أفضل له من أن يحمل سلاحا حقيقيا، ودم القتلى الثلاثة الذين سقطوا في صيدا هو برقبته".
وشدّد على أنّ المطلوب أن ياخذ الجيش قرارا بجلب أحمد الأسير للتحقيق، معربا عن اعتقاده بأنّ وصول آل الحريري إلى السلطة سيكون كفيلا بإسكات الأسير "لكن طالما هم خارج السلطة سيستمرون بالحرتقة على الاقتصاد وعلى الجيش". وقال: "رغم هذه الأزمة المؤتمر الاقتصادي عقد ورأينا كيف أنّ هناك أشخاصا لا يزالون يعوّلون على البلد".
وإذ أكد أن تيار "المستقبل" هو الذي يخلق المجموعات المسلحة في بيروت وطرابلس وعكار، قال: "طالما هم خارج الحكم يريدون أن يخربوا الارض واذا لم يعودوا الى السلطة سيجن جنونهم".
وأعرب عن اعتقاده بأنّ الانتخابات لن تحصل إذا بقيت الظروف على حالها، مشيرا إلى أنّ الدولة لا تسيطر على الأرض الآن، لافتا إلى أنّ جماعة تيار المستقبل كل يوم يعتدون اما على الجيش او على قوى الامن.
الأمور باقية على حالها..
وتعليقا على ما يُحكى عن نوع من التسوية للوضع في البلد يقوم على عملية تمديد شاملة من مجلس النواب والرئيس نبيه بري وبالتالي يمدد لهذه الحكومة نظريا وقد يشمل التمديد ايضا رئاسة الجمهورية وقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية حتى جلاء الصورة في المنطقة مع حكومة انتقالية تعمل انتخابات تشكل على أساسها حكومة جديدة، قال أبو فاضل: "هناك تمنيات لدى البعض في هذا الإطار ولكن يجب أن نرى إذا كانت حسابات الخارج تنطبق على الداخل". واعتبر أنّ هذه الأمور تحتاج لرعاية و7 ايار ودوحة جديدة وهذا يتطلب "قتلة جديدة"، لكنه أكد أنه لا يتوقع حصول مشاكل في هذه المرحلة، موضحا أن لبنان كله تحت السيطرة ولا مشاكل، وقال: "لا حلول للازمات كلها ولا حرب شاملة والأمور ستبقى كما هي طالما أن لا حل سريع في سوريا والحرب مستمرة والى مزيد من التوتر والدهورة ولبنان الى مزيد من الاحتقان".
وأشار أبو فاضل إلى أنّ فريق "14 آذار" لن يقبل إطلاقا بحصول تمديد على هذا النوع، معربا عن اعتقاده بأنّ التمديد للعماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية سيحصل، ولكنه دعا لرفع سن التقاعد بدل التمديد، مشيرا إلى أنّ ذلك يحتاج لتعديل قانون لا لثلثي المجلس، وهذه أسهل من التمديد لمجلس النواب.
وعن التمديد للمجلس النيابي، قال: "عندما تحصل استحالة يحصل التمديد وحتى الآن لا استحالة".