ففي يوم من ايام غزة المؤلمة والدامية وعلى حدودها مع مصر سنة 2008 ازداد الحراك وكأن العالم ينتظر امرا ما من مصر لانقاذ شعبا تدمر منازله ويقتّل اطفاله على مرأى ومسمع العالم والجيش المصري العربي الذي اشتهر باحتضانه للقضايا المصيرية للعرب..لكن هذا البلد تحول من بلد اللآت الثلاثة للزعيم جمال عبد الناصر "لا صلح لا تفاوض لا اعتراف" فحولها خلفه انور السادات الى صلح وتفاوض واعتراف..ومضى الى حيث اراد الله ان يمضي ليخلفه بعد ذلك محمد حسني مبارك الذي حكم مصر بقبضة امنية مخابراتية ومن نتائج هذة القبضة الامنية المخابراتية "إنجاز" بمستوى عمالة مبارك وأعداء مصر والامة العربية..وهو:" قضت محكمة أمن الدولة العليا بإدانة جميع المتهمين الستة والعشرين في القضية المعروفة باسم خلية حزب الله" الإرهابية"التي تضم لبنانيين بقيادة سامي شهاب، وخمسة فلسطينيين، وسودانيا، بالإضافة إلي 18 مصريا ، وقررت المحكمة معاقبة المتهمين بأحكام تراوحت ما بين السجن المؤبد لأربعة متهمين، والسجن المشدد لمدة 15 عاما لثلاثة، و10 سنوات لـ 16 متهما كما قضت المحكمة علي أربعة متهمين بالسجن 7 و5 و3 سنوات وستة أشهر علي التوالي." "فكان هذا إنجازهم"!!!! ..لكن انجاز المقاومة انها اختارت من بين صفوفها شاب اربعيني اسمه محمد يوسف احمد منصور " سامي شهاب " ترك اهلة وعائلته واولاده في لبنان حين اعطته المقاومة الاشارة لإنجاز مهمة امنية انسانية من اهدافها نقل اسلحة وذخائر من منطقة ما…ومنها الى مصر الى داخل اراضي غزة عبر الانفاق..وبدل ان يقلّد هذا المجاهد ويزيّن صدره بنياشين الشرف والتضحية والوفاء زج به في السجن كاللصوص والمجرمين بتهمة نشر التشيع في مصر..!!فأما اللصوصية والاجرام فهذة تهمة ثبتت بالدليل القاطع على حسني مبارك وكل حاشيته ولم تثبت على المجاهد سامي شهاب إلا "تهمة" الشرف والوفاء والتضحية والبذل والعزة والكرامة من اجل فلسطين وقضيتها التي آمن بها كما آمن بها كل مواطن عربي ومسلم شريف ..لقد نشأ شهاب في قريته حداثا القرية الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة على هذة المبادئ..هذة القرية التي بذلت الغالي والنفيس كغيرها من قرى الجنوب من اجل الوطن والانسان والحرية والكرامة والتي يشرفني انني احد ابناءها ايضاً..ونحن الذين لا نعلم عن المجاهد سامي شهاب إلا حسن الخلق والوفاء لكل من عرفه وصادقه..لذلك حين سمعنا خبر القاء القبض عليه ادركنا ان هذا الشاب هو محمد منصور الذي لم يتخرج إلا من مدرسة المقاومة.. ومن يتخرج من تلك المدرسة لا يمكن إلا ان يكون خلقه كخلق اساتذته وما ادراكم من هم اساتذته.. انهم حسينيون عاشورائيون يبذلون كل غالي ونفيس من اجل مساعدة المظلوم والمظلوم حينها كانت غزة سنة 2008..واهل غزة واطفال غزة.. فهل نصدق حسني مبارك ونكذب مدرسة حسن نصر الله.هذا السيد المجاهد الذي قدم ولده شهيدا كما كل الشهداء؟شتان ما بين النفاق والصدق..وها نحن بعد سنوات من القاء القبض على محمد منصور ـ سامي شهاب ـ وبعد ان نجح من الافلات من قتلة الاوطان وقتلة معنويات ابناء الاوطان المغتصبة وعاد الى اهله واحبائه ووطنه ومقاومته سالما بعد ان سقطت جدران سجانية الذين فروا بجرائمهم بعد ان كانوا قد تخرجوا من مدرسة حسني مبارك للعمالة العابرة للأوطان..نستذكره اليوم مجدداً المجاهدين ومنهم سامي شهاب لان غزة في هذة الايام من 2012 تسطر البطولات وتصنع "المعجزات"بفضل مجموعة سامي شهاب وغيرها من التي كانت جزء من مجموعات المقاومة التي غيرت المعادلات الحربية للمقاومة على الارض..فها نحن نرى وجهك يا سامي في كل برقة شهاب تشق فضاء فلسطين لهدف سامي..نطق بها صاروخ فجر 5 إيراني الصنع..وما الصنع الجميل إلا من عند الله..وهو يتفجّر غضباً على ارض فلسطين التي باعها العرب بابخس الاثمان..فها نحن نرى وجهك ونسمع صوتك يا شهاب كلما صدح المجاهدون في فلسطين لشهب عابر الى حيث يجب ان يعبر بـ الله اكبر..فهنيئا لك ولمن كلفك بأسمى وأرقى المهام والاعمال التى تشرف كل صادق وامين..والله لا يضيع اجر العاملين في سبيله..فالتحية لك يا ابن قريتنا وبلدنا ووطننا الذين يفخرون بك وبأمثالك..فحماك الله..ولك منا الف سلام وسلام..وللمجاهدين الذين سطروا ..ويسطرون اليوم الملاحم البطولية..والسلام السلام الاول لقادتنا العظام ..من ارتقى منهم شهيداً ..
ومن بهم اليوم يعلو المقام..