تقدمتها فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي(عج) وحملة الرايات والصور والمجسمات، وقد شقت طريقها عبر جادة الرئيس نبيه بري لتختتم أمام مبنى الجامعة الإسلامية في صور، بمشاركة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، مسؤول منطقة الجنوب الاولى في حزب الله السيد أحمد صفي الدين، رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي الشيخ عادل التركي، ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات ولفيف من العلماء ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، وحشد من المواطنين.
وقد ألقى السيد صفي الدين في ختام المسيرة، كلمة شدد فيها على "أننا بقينا وسنبقى مع المقاومة التي هي تضحية وعطاء وشهادة واستشهاد لأننا مع الحسين، وأننا كما في كل عام جئنا لنجدد العهد والوفاء للنهج الحسيني، ولنؤكد أننا مستمرون بهذا النهج المقاوم الذي منه وعليه كانت وتأسست المقاومة، والذي أورثنا هذه القوة وهذا العز والكبرياء وأعطانا هذا العنفوان في شهدائنا الأعزاء وفي عوائل شهدائنا ومجاهدينا الابطال".
وجدد السيد صفي الدين العهد مع الحسين وكربلاء "بأننا سنبقى أوفياء على نهج المقاومة الذي هو نهج البقاء والتواجد في ساحة كربلاء التي عشناها وضحينا بأغلى ما عندنا في طريقها"، مشيراً إلى أن "الوفاء لسيد الشهداء يعني اننا سنبقى مع كربلائنا ومع النهج الحسيني لنبذل في سبيله كل غالٍ ونعطي كل شيء من الأبناء والأحبة والأهل وكل ما نملك ليبقى النهج الكربلائي وتبقى المقاومة حتى تحقيق كل الاهداف المقدسة، وأن هذا هو عهد الوفاء الذي سنصنع به الإنتصارات والإنجازات كما صنعناها في السابق في حين أنه لا تراجع أو يأس أو اضطراب أو تردد أو انكفاء بل استمرار وتقدم الى الامام لمواجهة كل التحديات بنفس القوة والعزم الذي واجهنا به التحديات السابقة وانتصرنا عليها بالقبضات الحسينية وبنداء يا لثارات الحسين".
وأكد السيد صفي الدين أنه لا حياد عن نهج المقاومة في لبنان الذي أعطانا كلبنانيين معنى العز والاستقلال والحرية الحقيقية وعليه فإنه لا يمكن ان يفكر أحد منا في يوم من الايام بالتخلي عن هذا النهج، وأن لبنان الحاضر والمستقبل لا معنى له بلا مقاومة وبلا سلاح، معتبراً أنه لا حياد عن هذا النهج المقاوم أبدا،ً وأن كل من فكر أو يفكر في يوم من الأيام ببناء طموحاته وأحلامه في التخلي عن المقاومة وسلاحها فإننا نؤكد لهم أنهم يبنون احلامهم على سراب ومشاريعهم في الهواء وإنهم لن يصلوا الى أي نتيجة، مشيراً إلى ما قاله الامام السيد موسى الصدر في أحد الأيام عن أن السلاح زينة الرجال، قائلاً :"ومن مدينة صور نقول ان سلاح المقاومة ليس فقط زينة الرجال بل إنه زينة لبنان كله".
وأضاف السيد صفي الدين، إن "المعادلة التي تأسست بالدم والعطاء والوعي والصبر والتحمل هي معادلة المقاومة والشعب والجيش التي اثبتت قوتها وجدواها وانتصارها وهي ليست موجودة فقط في الحكومات وبياناتها الوزارية بل كانت وستبقى معادلة الوطن ولبنان وبقائه، فهذه هي التجربة والانجازات والانتصارات والنهج وإن من لديه كلام آخر فليتفضل ويقوله".
وأشار السيد صفي الدين إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يقنعنا بواقع غير الواقع الذي عرفناه مهما علا صراخ البعض والذين راهنوا في السابق على الخارج وفشلوا وهم يراهنون اليوم وسيفشلون"، اضاف :"الا أننا وعلى وقع نهج المقاومة المنتصر في لبنان عام 2006 حققنا انتصارا تاريخيا للبنان وللأمة ولكل الاحرار والمستضعفين في المنطقة والعالم، وحققت المقاومة في غزة انتصاراً كبيراً وعظيماً بمعادلتها وسلاحها وصواريخها، وبتنا نرى ان تحرير كل فلسطين والقدس يقترب إلى التحقق اكثر من اي وقت مضى".
وتابع السيد صفي الدين، إن "هذا ليس شعراً أو شعارات أو كلام للمنابر والإستهلاك، بل هذه هي الوقائع التي اثبتتها المقاومة ونهجها المستمر والمتصاعد على مدى العقود الثلاثة الماضية والذي ينمو ويكبر ويتعاظم على وقع الإنتصارات". ولفت السيد صفي الدين إلى "أننا نقترب من اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين والقدس بالمقاومة وسلاحها ومعادلتها وصواريخها وليس بشيء آخر، وأننا كمقاومة ملتزمون إلتزاماً تاماً بالدفاع عن كل الشرفاء والمستضعفين في أمتنا لنبقى كما كنا الى جانب فلسطين ومقاومتها الشريفة والأبية وكل شرفائها وشرفاء أمتنا الإسلامية والعربية".
وإذ أشار إلى أن "الوحدة الوطنية في لبنان هي أصلٌ تمسكنا به في السابق وتحملنا لأجله الكثير وضحينا من أجل بقاءه"، رأى السيد صفي الدين ان "العمل والسعي الدائم للحفاظ على هذه الوحدة هو أمر جيد ومشكور يجب أن يسعى اليه الجميع، وأن من يظن أن هناك سبيلاً آخر يمكن أن يراهن عليه عن سبيل الإستفراد والاسقواء بالخارج والاقصاء وكل السبل الواهية والفاشلة هو مخطئ"، مؤكداً "أننا قبلنا بالحوار ودعونا اليه لانه الطريق والسبيل الوحيد للوصول لبناء وحدة وطنية وتماسك حقيقي كنا دائما نطالب به وندافع عنه في حين أن أي مطلب آخر هو مطلب غير محق ويريد ان يأخذ لبنان نحو التفتت والشرذمة والتفرقة".
وأكد السيد صفي الدين على "الوحدة الاسلامية في نهجنا المقاوم وفي يوم عاشوراء ويوم الدم الزاكي الحسيني الذي كان من أجل كل الأمة من السنة والشيعة وكل المضحين منها، وأن الوحدة الإسلامية التي كانت أصلا نتمسك به ونبذل في سبيله كل شيء وهو الاصل الذي يدفع غائلة الفتن عن امتنا ويواجه كل تحديات التحريض المذهبي الذي يضخه البعض في بلدنا وعلى امتداد كل امتنا الاسلامية والعربية"، معتبراً أن "هذه الفتنة المذهبية التي تصرف في سبيلها عشرات المليارات من الدولارات ويصدّرُ من أجلها السلاح الى بعض الدول العربية قد أصبحت مشروعاً كبيراً يراهن عليه بعض الملوك والحكام البائسين والضعفاء في أمتنا"، مشدداً على "أننا سنحبط هذه الفتنة ونجهضها بأيدينا وأخلاقنا وإرادتنا وعزمنا ووحدتنا وبالتأكيد على أولوية المقاومة من اجل تحرير فلسطين والقدس".