اصطفوا منذ بزوغ الفجر، شيباً وشباناً، صغاراً وكباراً في مدينة بعلبك لمواساة رسول الله (ص) بحفيده أبي عبد الله الحسين (ع)، ليسيروا بعد تلاوة المصرع الحسيني بمواكب لطم حضنت كل القلوب التي فطرها المصاب الجلل، دون ان يمنعها أي شيء، من التلبية لسيد الشهداء (ع). ولأن الذكرى عابرة للاجيال، ابت مدينة الشمس الا ان تجدد العهد كما في كل عام مع الحسين (ع) بالثبات على نهجه الذي لا يمحوه مر السنين. وحتى لا تضيع البوصلة، وتأكيداً على احياء الحق المهدور، فقد تقدمت مسيرة بعلبك رايات لبنان وفلسطين والمقاومة إلى جانب الرايات الحسينية.
المسيرة العاشورائية التي انطلقت بعد المصرع الحسيني من أمام مقام صاحبة العزاء خولة بنت الامام الحسين (ع )، شاركت فيها حشود غفيرة لا أول لها ولا آخر. فبعلبك كانت كلها مسيرات، وامتلات شوارعها حتى مكان المنصة في رأس العين.
عند العاشرة انطلقت المسيرة يتقدمها حملة الرايات الثلاث فلسطين، ولبنان، وحزب الله، ثم حملة صور القادة، تبعتها مجموعات كبيرة من كشافة الامام المهدي(عج) التي حملت مجسمات للقدس ولطائرة "أيوب" وغيرها ثم تبعتها موسيقى الكشاف لحقتها غابات من الرايات الحسينية الحمراء والسوداء والخضراء ثم فرق اللطيمة، وجموع غفيرة من الاهالي يتقدمهم شخصيات دينية ومثلي الاحزاب والفعاليات، وفي مقدمهم سماحة الشيخ محمد يزبك، الذي ألقى في ختام المسيرة، كلمة شدد فيها على ضرورة اليقظة لما يحاك ضد أمتنا، مشيدا بجهاد المقاومين في غزة وبانتصارهم، مؤكداً أن طريق المقاومة هو طريق العزة والكرامة التي رسمها الامام الحسين (ع) للاجيال حتى يعم السلام وتعم العدالة .