أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لقاء ودي بين «التقدمي» و«حزب الله».. وتفاهم بشأن مبادرة جنبلاط

الخميس 29 تشرين الثاني , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,718 زائر

لقاء ودي بين «التقدمي» و«حزب الله».. وتفاهم بشأن مبادرة جنبلاط

تميز اللقاء، بالشكل، بانعقاده في مكتب «كتلة الوفاء للمقاومة» في حارة حريك، بحضور نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، وزير التنمية الادارية محمد فنيش والنائب حسن فضل الله. وحضر عن «التقدمي» الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء ترّو وسرحان سرحان. 

أما في المضمون، فتميز اللقاء، حسب مصادر المجتمعين، بـ«الايجابية والتفاهم والود». وقد شرح الوفد «التقدمي» الأسباب التي حدت بالحزب لاطلاق مبادرته، لاسيما في ظل تزايد المخاوف من انعكاس القطيعة السياسية على الوضع الاقتصادي ـ الاجتماعي «لأن الانعكاسات ستطال جميع اللبنانيين»، داعيا الى ان تكون مسؤولية الانقاذ مشتركة بين كل الاطراف، على أن يساهم كل من جانبه بجهد التوصل الى الحل وان يأخذ البلد الى اجواء ايجابية تخفف التشنج وتمنع شبح الاقتتال والفتنة.

ورد قاسم مرحبا بالمبادرة الجنبلاطية وبالحوار أيضا من دون أية شروط مسبقة من اي طرف، مشيراً إلى أن «حزب الله» يسعى الى التوصل الى «مشتركات مع الطرف الآخر عبر الحوار، خاصة أن ما من مشكلة إلا ولها حل عبر الحوار والتفاهم».

وجرى التطرق إلى قضايا محلية عامة بشكل عرضي من دون الغوص في تفاصيلها، لاسيما موضوعي التغيير الحكومي وقانون الانتخاب. ورد قاسم على ما يثار حول موضوع سلاح المقاومة بتأكيد التمسك بصيغة الجيش والشعب والمقاومة. كما اكد الطرفان استمرار العلاقة الوطيدة بينهما عبر آليات التواصل القائمة حالياً والتنسيق في كل المجالات والقضايا «برغم الاختلاف حول بعض المسائل القائمة ومنها الوضع السوري». 

وافاد بيان لـ«حزب الله» ان الشيخ نعيم قاسم اكد خلال اللقاء على أن «محور المبادرة الأساسي هو الحوار، و«حزب الله» مع الحوار من دون قيد أو شرط، ومن دون شروط مسبقة، حيث يمكن نقاش الموضوعات التي يتفق على طرحها، وتحدَّد نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف، بل يمكن التوصل الى تنظيم نقاط الخلاف بما يحفظ مصلحة البلد وتعاون جميع الأفرقاء مع بعضهم».

وأضاف: «موقفنا واضح، لا يمكن لأي جهة مهما بلغ حجمها وتمثيلها أن تختصر البلد بنفسها أو أن تحتكر التمثيل السياسي والشعبي، ولا يمكن أن يستقر البلد ويرتاح مع أي محاولة من محاولات العزل لجهات تمثيلية لطوائفها أو مذاهبها أو جمهورها، والحل الوحيد المتاح والفعال والمنتج هو البحث عن السبل التي تساعد على الحوار البناء، وهذا هو البديل من الفراغ أو وضع البلد على سكة المجهول، ومهما طال الزمن، سيكتشف المراهنون على التطورات الإقليمية والدولية أن الحوار هو الحل، ولكن بعد حدوث خسائر يمكن تفاديها الآن». 

بعد اللقاء قال العريضي إن «الاتفاق قائم على ضرورة الحوار حول كل القضايا من دون استثناء، والرغبة والعمل الجدي للوصول الى قواسم مشتركة انطلاقا من القناعة الثابتة، لأن الجميع سيعودون الى الحوار، لذلك لا بد من اختصار الوقت والمعاناة والعمل المشترك لإيجاد المخارج الكفيلة بإخراج البلد من المأزق الذي نعيش والأزمة الحالية».

ورداً على سؤال عن وجود إيعاز سعودي لفريق «14 آذار»، لمقاطعة الحوار، قال العريضي: «أولاً نحن لسنا في هذا الجو. ثانيا، في الفترة السابقة كانت رغبة من قبل المملكة معلنة أيضا بالذهاب الى الحوار، ما يعلنه السفير في لبنان هو دائما عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وبالتالي دعوة الجميع الى التفاهم بين بعضهم كلبنانيين». أضاف: «لسنا بحاجة جميعا إلا الى تحكيم العقل والمنطق وتقديم المصلحة الوطنية اللبنانية على أي أمر آخر».

ورداً على سؤال، قال العريضي «في رأينا، مقاطعة الحوار ليست في محلها وليست إيجابية، وليست الطريقة التي يمكن من خلالها معالجة الأمور، ونحن سنستفيد أيضا من هذا الوقت لتكثيف الجهد الى جانب رئيس الجمهورية».

وعما إذا كانت قيادة «الإشتراكي» ترى الحل داخلياً، أجاب العريضي: نحن لسنا رومانسيين في التعاطي السياسي، ونعرف تماما ان ثمة تشابكات كثيرة، وان الأمور مترابطة ببعضها البعض، وان المؤثرات الإقليمية والدولية كبيرة جدا على الساحة الوطنية اللبنانية، ولكن في الوقت ذاته ثمة الكثير من الأمور الجامدة، العالقة، المقلقة في البلد لا علاقة للخارج بها، نحن نتحدث عن أزمة سياسية يمكن أن نخفف الإحتقان بشأنها، بمبادرات ذاتية من قبلنا من دون أن ننتظر شيئا من الخارج، من هنا أو من هناك، من هذا المحور أو ذاك. 

وختم بالقول: علينا مسؤولية لبنانية يجب أن نتحملها نحن لمعرفة كيفية حماية بلدنا على المستويين السياسي والأمني، وامتدادا الاقتصادي والاجتماعي.


Script executed in 0.17029595375061