من هو عقاب صقر، ومن نقله من موقع الصحافة إلى موقع النيابة، وبأي هدف؟ ولماذا خُدِع أهل زحلة والبقاع الأوسط، الذين انتخبوه عام 2009، بعدما غشَّهم بشعارات الحرية والسيادة والاستقلال المسروقة، وخطابات "لبنان أولاً" الكاذبة، ولوحات "السما الزرقا" البلهاء، التي ثبت بالجرم التركي المسجَّل أنها كلها كلام بكلام.
أين مصلحة الزحليين في أن يكون نائبهم تاجر سلاح؟ وأين تستفيد زحلة من تسليح المعارضة السورية، وهي المدينة المستقرة على حدود سوريا منذ الأزل وإلى الأبد، وجلّ ما تبتغيه أن تبقى حرة في قرارها، هادئة في أمنها، مزدهرة في اقتصادها...
وأصلاً... من هو سعد الدين الحريري؟ ومن اختاره بديلاً عن شقيقه بهاء الدين، حتى تزال من أمامه كل الحواجز وتفتح كل الطرق، وصولاً إلى رئاسة الحكومة؟
ومن هو سعد الدين الحريري حتى يخاصم سوريا بعد عام 2005، ثم يزورها وينام في بيت الأسد عام 2008، طبقاً لمصالح وطنه الأول، قبل أن يعود إلى الانقلاب فالتسليح، ولو ضدَّ مصلحة وطنه الثاني؟
ومن ثم، من هو تيار المستقبل؟ كيف نشأ؟ ومن صنعه؟ وبمال من؟ وكيف دخل اللعبة السياسية؟ ماذا فعل منذ عام 1992، وكيف تلاعب بالمصير المالي اللبناني حتى يخطف الرئاسة الثالثة؟ وأين المليارات المنهوبة عن طريقه منذ عام 1992؟ وبأي حق يبذِّرها عقاب صقر الآن على المعارضة السورية؟
كل هذه الأسئلة عادت إلى الأذهان أمس، تزامناً مع ما نشرته "الأخبار" وما بثته الـ OTV.
ليس عقاب صقر وحده من سقط، ولا حتى سعد الدين الدين الحريري أو تيار المستقبل.
إن من سقط أمس هو مشروع 14 آذار المسروق منذ عام 2005، علماً أن الكلمات والعبارات باتت تقرف من ذكره.
غير ان المسمار الأخير في نعش مشروع الدجل والرياء، مسؤولية زحلة قبل غيرها. وهي لن تقصِّر، بكل تأكيد. ولن ينفع في ثنيها عن ذلك صراخ إيلي ماروني، وعويل النواب الزحليين المستأجرين من تكتل القوات المزعوم.