اعتبر إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ المتطرف أحمد الأسير أن تسطير مذكرات قضائية بحق 33 من أنصاره "مشهد من مشاهد الهيمنة على لبنان بكل مؤسساته"، موضحاً أن "الحادثة التي وقعت في منطقة التعمير بصيدا جنوب لبنان الشهر الماضي وقتل فيها اثنان من أنصاره في اشتباكات مع "حزب الله"،كانت محاولة "واضحة" لاغتياله، إلا أنه بدل إحقاق الحق والعدالة، أصدر القضاء 33 مذكرة توقيف بحق أنصاره من بينهم نجله وأشقاء الفنان فضل شاكر الذين لم يشاركوا في الحادثة".
الأسير، وفي حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية، قال ان "الجلاد بات ضحية والضحية باتت جلاداً"، مستغرباً كيف أن "حزب الله" لم يتعلم من الدروس بأن مؤامرته أصبحت مكشوفة وتزويره للحقائق لم يعد ينطلي على أحد. وعن الأسباب التي دفعته لعدم الادعاء على الحزب، فمردها إلى "قلة ثقته بالقضاء"، ولذلك فهو لم يسلم أحداً من المطلوبين. وسأل: "كيف نسلم المطلوبين وقد سقط لنا شهيدان وتسعة جرحى ولم تكلف الأجهزة القضائية نفسها بالتحقيق الجدي لمعرفة ما جرى؟"، كاشفاً أن "الشاب المصري وهو الضحية الثالثة كان واقفاً من جهتهم فأطلقت عليه رصاصة من الخلف، ما أدى إلى استشهاده على الفور فيما أوقف شقيقه، فعرض "حزب الله" على الوالد أن يرفع شكوى ضد الشيخ أحمد ويتكفلون بالإفراج عن ولده، وهذا ما فعله، ولقد أبلغني بما حصل معه وقال لي: "أنا رجل مصري فقير اضطررت للتعاون معهم كي أخرج ابني من السجن".
وبشأن إنشائه تنظيماً مسلحاً باسم المقاومة الصيداوية، أكد الأسير أن "الموضوع ما زال قائماً، لكنه لن يتحدث عنه للإعلام بانتظار استكمال المشاورات بشأنه". وعن تصوره لما قد يحصل مستقبلاً في صيدا، قال الأسير: "إذا لم يقتنع حسن نصر الله وجماعته بأنهم يجب أن يعيشوا مع سائر اللبنانيين، فلا أتصور أن الأمور ذاهبة إلى التهدئة وإلى نتائج حميدة". وبشأن ما قيل عن استعداد مسلحين من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين للدفاع عنه في حال وقعت مواجهة بينه وبين "حزب الله"، أكد الأسير أن لديه أنصاراً كثراً في المخيم ولن يتخلوا عنه إذا شعروا أنه بحاجة لمساعدتهم.
وكرر موقفه المعارض للتدخل الميداني العسكري في سورية، واضاف: "أما وقد حصل ما حصل في تلكلخ, فشتان بين ما قام به أخوتنا المجاهدون وما يقوم به نصر الله بمشاركة نظام الأسد بقتل الشعب السوري، وما فعله أخواننا يشرف كل إنسان مسلم أينما وجد في لبنان وفي سائر الدول العربية والإسلامية".