أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

من يمتلك الاسلحة الكيميائية في سوريا ومن يريد أستخدامها ؟‏

الإثنين 10 كانون الأول , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,737 زائر

من يمتلك الاسلحة الكيميائية في سوريا ومن يريد أستخدامها ؟‏

, ومنهم من يدخل الاراضي السورية من دون خبرة قتالية حالمين بجنة عرضها السموات والارض لن ينالوها, لأن الجنة ليست مكانا لسافكي الدماء.

 الدولة السورية قد تمتلك تلك الاسلحة, وان وجدت لا يمكن استخدامها على أراضيها لأسباب عدة , أولها الرادع الوطني والقومي والاخلاقي, ثم الرادع الدولي الذي يحرم استخدام تلك الاسلحة الفتاكة المدمرة المحرمة دوليا, هذه الاسلحة هي لردع عدوان خارجي بحت, وفي حال استخدامها في الداخل تكون ذريعة للتدخل العسكري الدولي المباشر عبر غزو سوريا اوعلى غرار ما حصل في ليبيا.طبعا الدول العظمى تستطيع استخدامها للحفاظ على مصالحها الحيوية, وقد أستخدمتها خلال الحروب السابقة.

والذي يمتلك الاسلحة الكيميائية علنا في سوريا هي الجماعات التكفيرية المسلحة, وهذا هو الخطر الكبير الذي يهدد المنطقةوالمجتمع الدولي, لأنه ليس لديهم رادع, لا أخلاقي ولا ديني ولا وطني ولا دولي, هذه الجماعات التكفيرية المسلحة بثت شريط فيديو على موقع يو تشوب وهذا الرابط أدناه.

http://www.youtube.com/watch?v=hDtVigGU0U4

وفي حال تعذر مشاهدة الرابط , فهو بأختصار يظهر في الشريط المصور معمل صغير لأنتاج الاسلحة الكيميائية المحلية الصنع, كذلك يظهر عدد كبير من المواد التي تستخدم لأنتاج هذا السلاح الفتاك, هذه المواد الكيميائية تأتي عبر تركيا ودول اخرى بحجة مساعدات انسانية بتمويل قطري خليجي, ويصار تركيبها لتصبح اسلحة كيميائية سامة, ثم يقوم أحد المهندسين الذي يرتدي اللباس الواقي بتجربة على زوج من الارانب داخل صندوق زجاجي, فيضع السم في انبوب ويدخله في الصندوق, ثم ينتظر دقيقة واحدة, واذا بهذه الارانب تلقى حتفها بطريقة بشعة يرق لهم قلب كل من في جوفه رحمة وانسانية, وعندما يعلن عن نجاح التجربة يصيح " تكبير " فترتفع الاصوات بالتكبير والتهليل على نجاح الاختبار بقتل هؤلاء الارانب اللذين لا ذنب لهم سوى وقوعهم بيد من لا رحمة ولا شفقة في قلبه. ثم يقوم بالتهديد باستخدام هذا السلاح السام ضد الرئيس بشار الاسد وكل "نصيري كافر" ويردد " سوف تموتون مثل هؤلاء الارانب وخلال دقيقة واحدة " ويظهر خلف مكان التجربة يافطة مكتوب عليها بالخط العريض " كتيبة الريد الصرصر الكيميائية ", ثم يتوعد بأعلانه عن الكتيبة هذه التي سوف تقضي على النظام وأعوانه وكل كافر في سوريا.

هذه الجماعة الارهابية التكفيرية المسلحة التي لا تتورع عن قطع الرؤوس البشرية ورفعها في السماء وسط " التكبير والتهليل " والشعور باللذة المطلقة حين يفصلون الرؤوس عن الاجساد, والاسوء من ذلك يطلقون اسم الجلالة " بسم الله الرحمن الرحيم " حين قيامهم بذبح الضحايا. كنا نقرأ ونسمع رواية مصرع سيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) سبط رسول الله في كربلاء ونتفاعل معها ونعيش مأساتها الى يومنا هذا, ولكن اليوم بتنا نشاهد ذلك بالعين والصوت والصورة, لتكون الصورة امامنا اشد وقعا وألما وحزنا, فهل تلك الجريمة التاريخية النكراء باتت سنة يتبعها هؤلاء القتلة؟.

فهل يستيقظ العالم على مجزرة رهيبة تنفذها تلك الكتيبة التابعة " لجبهة النصرة " التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا ضد المدنيين البرياء لألصاق التهمة  في النظام السوري . فوسائل الاعلام العالمية الاجنبية والعربية المعادية لسوريا تنتظر تلك اللحظة, لتشن حملة اعلامية عالمية للتحريض على شن عدوان خارجي على الدولة السورية, وسيناريو الهجوم على سوريا قد كشفته صحيفة اسرائيلية. الهجوم قد اعد له أكثر من 80 الف جندي يشارك به كل من اسرائيل والاردن وتركيا وحلف الناتو, بحجة حماية المدنيين السوريين اللذين يتعرضون للقتل بألاسلحة الكيميائية السورية .

فهل التهديدات الامريكية لسوريا وتحذيرها من استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين هي الضوء الاخضر للجماعة المسلحة " كتيبة الريد الصرصر الكيميائية " بأرتكاب مجزرة بحق المدنيين السوريين ؟

هذا ما ستكشفه الايام القادمة , ولكن الخوف من هذا السيناريو المؤامرة بات يتصاعد بعد ان منيت الجماعات المسلحة بكل فصائلها وتسمياتها بهزائم متكررة وعلى مساحة الارض السورية, ومن عدم استطاعتها المحافظة على موقع جغرافي في سوريا يمكنها من فرض واقع يلقى دعم دولي مطلق رغم الدعم الهائل من دول العالم بالاخص دول الجوار لسوريا, ومن خلال تماسك القيادة والجيش السوري وصموده امام هذه الهجمة العالمية الشرسة لمدة أشرفت على السنتين .

على العالم ان يعي ان دعم الجماعات المسلحة التكفيرية وفسح المجال لهم لدخول الاراضي السورية لن يكون الا وبالا وكارثيا عليهم وعلى دول المنطقة بأكملها في الحاضر والمستقبل, ولا حل في سوريا سوى وقف الدعم للجماعات المسلحة واعادتها من حيث اتت, وجلوس المعارضة الوطنية الغير مسلحة في الداخل والخارج مع النظام السوري لايجاد حل سلمي, وهناك دول كبرى مستعدة للمساعدة للخروج من هذه الازمة التي تكاد تقضي على كل مكونات القوة في سوريا, وتكون راعية وضامنة لأي اتفاق يحصل ولا سيما روسيا والصين وايران.

وكفى هدرا لدم الشعب السوري الذي يدفع ضريبة وقوفه مع المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين, دما يسقط في غير مكانه, فبدل ان يكون دما لتحرير الارض, اصبح دما لخسارة كل الارض ودعوة لاستعمار جديد ابتكرته الادارة الامريكية بأسم الشرق الاوسط الجديد.

بقلم حسين الديراني


Script executed in 0.21065020561218