أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«دار الحوراء»: الوصفة الطبيّة بخط جميل

الإثنين 10 كانون الأول , 2012 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 8,420 زائر

«دار الحوراء»: الوصفة الطبيّة بخط جميل

عندما نأخذ الوصفة الطبيّة عادة من عيادة الطبيب، ونحن غير قادرين على تفكيك رموزها، نطمئن ونراهن دوماً على الصيدلي لحلّ الموضوع. سيقرأها هو، ويعطينا الدواء اللازم. إلا أنّ الصيدلي لا يرى الوصفة بهذا الوضوح أيضاً. فالموضوع صعب عليه بقدر ما هو صعب علينا، وبالتالي يمكن أن ينتهي به الأمر إلى إعطاء المريض الدواء الخطأ.

حان الوقت ليأفل نجم أسطورة «خطّ الطبيب» السيئ. هذه نقطة واحدة على لائحة الأسباب ثم الحلول التي قدّمتها طبيبة الأطفال ومديرة الجسم الطبي في «دار الحوراء» التابعة للهيئة الصحية الإسلامية حنان المصري زعيتر، للأخطاء في الوصفة الطبيّة. قدّمت زعيتر الدراسة أول من أمس، خلال المؤتمر العلمي الذي تنظّمه «الهيئة» للسنة الثالثة على التوالي والذي يهدف إلى «تنشيط الأطباء وزيادة معارفهم الطبية، ومواكبة التطور العلمي الحاصل على كافة الصعد». من هنا كانت الندوات مختلفة. تراوحت فيها المواضيع، من التوحّد والـ«باركنسون» والـ«ألزهايمر» إلى نقص الفيتامين «د» ووهب الأعضاء، اللّقاح لدى المراهقين وأمراض المسالك البوليّة. طرح خلالها الأطباء المحاضرون أمام زملائهم حالات مرضى زاروهم في عياداتهم، وكانت معالجتهم بين الأصعب. فيما شرح طبيب الجراحة العامة علي الغول في مداخلته، عن اللقاحات الضرورية، وأنّها لا تُختتم عندما يصبح الطفل في سنّ الثانية أو الثالثة، بل يجب أن نتابعها حتى سن الشباب لأنها بأهميّة الغذاء والرياضة. وذكّر أنطوان اصطفان بقرارات نقابة الأطباء لزيادة عدد واهبي الأعضاء في لبنان.

لكن «دار الحوراء» اختارت أن يكون موضوع دراستها السنة عن الأخطاء في الوصفات الطبيّة بما أنّ «الأخطاء الطبيّة الشائعة تكمن أكثرها في الوصفة الطبيّة، ملحقة الضرر على الأقل بمليون ونصف المليون شخص سنوياً»، بحسب الدراسة التي قدّمتها حنان المصري زعيتر. أجريت الدراسة على 1066 وصفة طبيّة تبيّن فيها أنّ أسباب الأخطاء في الوصفات عديدة. منها ما له علاقة بالمريض نفسه أو بالكادر الطبي، أو بالأدوية، التقنيات والنظم المعقّدة المعتمدة في التواصل بين أفراد الكادر الطبي كما أنّ البيئة تلعب دوراً أساسياً في الموضوع إضافة إلى المعدات الطبيّة المتوفّرة وقلّة وعي المسؤول لمعرفة الأخطاء الطبيّة وتقديرها. تقدّم الدراسة شكل الوصفة الطبيّة التي من المفترض أن تحدّ من نسبة الأخطاء. فمثلاً يجب أن يمثل على الوصفة أولاً تاريخ تحريرها، جنس المريض وعمره إضافة إلى اسم الطبيب بشكل واضح مع ختمه وإمضائه. تضيف الدراسة أنّ جنس المريض وعمره يغيبان عن الوصفة الطبيّة بنسبة 90%. لكن معرفة العمر عند الأطفال مهم جداً نظراً لمنع استعمال بعض الأدوية دون السنتين من العمر مثلاً. فيما تكمن أهمية تدوين الجنس عند إجراء دراسات إحصائيّة، كنسبة انتشار مرض ما وتوزّعها بين الإناث والذكور. أما التاريخ الموجود في معظم الوصفات فهو ضروري لأنّ غيابه يسمح باستعمال الوصفة ذاتها مرّات عديدة. كما تلحظ الدراسة ازدياد نسبة الأخطاء في الوصفات الطبيّة الصادرة عن طبيب غير معروف (أي اسمه غائب عن الوصفة) فتغيب عن هذه الوصفات بنسبة 87% كمية الدواء المطلوبة، وفي 22% من هذه الوصفات اسم الدواء غير واضح، ولا تظهر على 54% منها طريقة استعمال الدواء. غياب هذه الأخيرة عن الوصفة قد يؤدّي أحياناً بحسب بعض الصيادلة إلى ابتلاع بعض المرضى للتحاميل مثلاً، أو في حالات أخرى إلى تناول الرجل حبوب منع الحمل بدل زوجته. ويصبح الشرح للمريض من قبل الطبيب أو الصيدلي، الذي يعيّن في بعض الأحيان مكانه من لا علاقة له بالمهنة، أكثر ضرورة عندما تحتوي الوصفة على أكثر من دواء.

أحد الحلول التي طرحتها الدراسة والتي يمكن أن تؤدي إلى تخفيف الأخطاء، هو مكننة الوصفة. إذ أظهرت دراسة في العام 2010 أنّ نسبة الأخطاء في الوصفات الممكننة هي أقلّ سبع مرّات من الوصفة المكتوبة بخط اليد. كما وضعت الدراسة ضمن توصياتها «وضع إطار للوصفة الطبيّة بحيث لا تسمح بكتابة أكثر من خمسة أدوية لتسهيل عملية التطبيق من قبل المريض».


Script executed in 0.19777488708496