أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

هل أصبح شمال لبنان خارج عن سيطرة الدولة اللبنانيّة؟

الإثنين 10 كانون الأول , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,208 زائر

هل أصبح شمال لبنان خارج عن سيطرة الدولة اللبنانيّة؟

ا بل أيضاً من قبل مرجعيات سياسية حزبية ونيابية لبنانية هذا بالإضافة إلى الوضع المعلوم في جبل محسن المرتبط عضويا بالدعم المالي واللوجستي والعسكري والأمني بالنظام السوري، وبحسب المعلومات والمعطيات نفسها فإن عاصمة الشمال مقبلة على موجة أكبر من العنف على جميع محاور القتال بين باب التبانة وجبل محسن فور الإنتهاء من عملية تسلم جميع جثامين المقاتلين الإسلاميين الأصوليين الذين سقطوا في كمين تلكلخ، وبعد الإنتهاء من مراسيم التشييع لهم.

 

وأشارت المعلومات الى أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية من اشتباكات ضارية غير مسبوقة على محاور القتال بين جبل محسن وباب التبانة ينذر بعواقب وخيمة ما لم تتحرك بسرعة وبصرامة وحزم الأجهزة الأمنية والقضائية لاستعادة الهيبة المفقودة للدولة اللبنانية في منطقة الشمال، ولوضع حد للفلتان الحاصل حيث إن كل المعطيات المحيطة بهذا الفلتان المتمادي وخلفياته وأبعاده باتت تدل بكل وضوح على أن هناك مناطق واسعة في شمال لبنان لا سيما في عاصمة الشمال طرابلس قد أصبحت فعلياً خارج نطاق سيطرة وسطوة الدولة اللبنانية وغير خاضعة للقرارات السياسية الصادرة عن المؤسسات الدستورية للدولة اللبنانية حيث إن جميع المعطيات الواقعة على الأرض تؤكد أن الحدود اللبنانية ـ السورية و مدينة طرابلس بالتحديد باتت أسيرة الأزمة السورية بكل فصولها الدموية وتداخلاتها وتعقيداتها السياسية الإقليمية والدولية.

 

المعلومات الخاصة بـ«الديار» اشارت الى أن السفارات الأجنبية تتابع بقلق كبير أحداث الشمال الأخيرة التي اندلعت شرارتها على أثر الحادث الذي أسفر عن مقتل وجرح عشرات اللبنانيين الذين ينتمون الى التيار الاسلامي ويتحدرون من عدة احياء في مدينة طرابلس في شمال لبنان في كمين للجيش السوري النظامي في منطقة تلكلخ السورية القريبة من الحدود اللبنانية خلال محاولتهم التسلل للقتال تحت راية الجهاد والنصرة في أرض سوريا، والتي كشفت عن تغلغل وانتشار المنظمات الأصولية والسلفية والتكفيرية على نطاق واسع في شمال لبنان والتي كشفت بالوقائع الدامغة عن مدى تورط لبنان بوجهه الجهادي المتطرف في الأحداث الدامية في سوريا والذي ينذر بعواقب وخيمة خصوصا أن هذا التدخل اللبناني لا يصب سوى في خانة استدراج الأزمة السورية بكل فصولها الدموية والعبثية إلى الساحة اللبنانية الهشة التي لا تحتمل التداعيات المدمرة والأعباء الثقيلة الكارثية للأزمة السورية مع ما تحمله من تعقيدات وصراعات إقليمية ودولية كبرى ليست خافية على أحد.

 

مصادر دبلوماسيّة : تنامي القوى الأصوليّة يستدعي دق ناقوس الخطر

وفي هذا الإطار أكدت مصادر دبلوماسية في بيروت أن سفارات الدول الأجنبية تابعت بدقة تفاصيل كمين تلكلخ وفي هذا الخصوص أجرى سفراء هذه الدول اتصالات بكبار المعنيين في الدولية اللبنانية لمعرفة حقيقة ما يجري ودور وقوة القوى الأصولية في هذه العملية الكبيرة لا سيما أن قوى سياسية محسوبة ضمن خانة أصدقاء تلك السفارات كانت ولغايات سياسية تناقض المعطيات وتقلل من قوة الحراك الأصولي المسلح في لبنان عموماً والشمال خصوصاً. بحيث إنه قد تبين لتلك السفارات ان انتشار وتنامي القوة الأصولية على الساحة اللبنانية بات يستدعي دق ناقوس الخطر بعد أن أظهرت الوقائع أن تحركات القوى الأصولية قد تضاعفت وأصبحت متغلغلة في معظم المناطق اللبنانية حيث تجد البيئة الحاضنة لها، وأن هذه القوى المتعددة الإتتماءات تضم في صفوفها مقاتلين من جنسيات مختلفة يغلب عليها في الآونة الأخيرة المقاتلين الإسلاميين من الجنسية السورية. و بعد أن أظهرت الوقائع أيضاً أن هذه المنظمات لديها ارتباطات وتعاون وتنسيق مع منظمات أصولية يمتد نشاطها وحراكها الجهادي إلى كل المنطقة لا سيما في سوريا والعراق وليبيا واليمن وهذا ما يجعل قرار التحكم والسيطرة على نشاط هذه المنظمات موجودا خارج لبنان وبالتالي يجعل من عناصرها المسلحة قنبلة موقوتة في الدخل اللبناني، خصوصاً أن هذه المنظمات لديها كل الجهوزية للتحرك بمجرد أن يصدر القرار لها بالنزول إلى الأرض في سبيل تحقيق الأهداف التي تصب في خانة خدمة الأجندات الأصولية والسلفية والتكفيرية الجهادية لهذه المنظمات والتي غالباً ما تكون مخترقة لتكون أداة في يد العديد من أجهزة المخابرات العربية والإقليمية والدولية التي لن تتوانى في أي لحظة عن تحريك تلك الأصوليات في لبنان إذا ما رأت في ذلك أمراً ضرورياً للفوز بالصراع الدائر في وعلى سوريا وإن كان هذا الأمر على حساب أمن لبنان واستقراره.


Script executed in 0.18232202529907