وأثار الصاروخ الكوري الشمالي ردود فعل مندّدة، في وقت دعا المجتمع الدولي إلى انعقاد طارئ لمجلس الأمن والتعهد باللجوء إلى «ردّ فعل قوي».
وكانت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أوردت، أمس الأول، معلومات عن صعوبات تواجهها بيونغ يانغ بشأن مشروع الصاروخ، مثل إشعال فتيل الإطلاق، وذلك بالاستناد إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية وعُرضت على محللين عسكريين وديبلوماسيين. وأكثر من ذلك، فقد تحدثت المصادر عن تفكيك الصاروخ وإعادته إلى مركز التجميع، وفي أسوأ الأحوال عن إطلاقه بعد عشرة أيام كحدّ أدنى.
وعرض تلفزيون «فوجي تي في» الياباني لقطات قال إنها للصاروخ وهو في منتصف رحلته من موقع لم تذكر الشبكة سوى أنه الجانب الصيني من الحدود مع كوريا الشمالية.
وأعلنت مذيعة من التلفزيون الرسمي أن «إطلاق النسخة الثانية من قمرنا الاصطناعي كوانغ ميونغ سون 3 من مركز سوهاي الفضائي ... قد تمت بنجاح، ووضع القمر الاصطناعي في المدار كما كان مقرراً».
وأشارت اليابان وكوريا الجنوبية إلى أن الطبقتين الأوليين من صاروخ الإطلاق «أونها-3» سقطتا في البحر، قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية، بينما سقطت الثالثة قبالة سواحل الفلبين.
وعلى الرغم من إعلان بيونغ يانغ أن الهدف من إطلاق الصاروخ هو إيصال قمر اصطناعي للفضاء وظيفته قياس الأرصاد الجوية، تعتبر كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان الصاروخ اختباراً لتكنولوجيا من شأنها أن تطلق يوماً ما رأساً نووياً قادراً على إصابة أهداف يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة. مع العلم أن كوريا الشمالية ممنوعة من إجراء تجارب صاروخية ونووية بموجب عقوبات فرضتها الأمم المتحدة بعد تجاربها النووية في عامي 2006 و2009.
وفي الواقع، لا يُعرف الكثير حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، إذ يعتبر الخبراء أن البلاد تملك ما يكفي من البلوتونيوم لصناعة بين ست وثماني قنابل ذرية.
وعلى صعيد السياسة الداخلية الكورية الشمالية، فإن إطلاق الصاروخ يشكل نجاحاً للزعيم الجديد كيم جونغ أون، بعد حوالي عام على وفاة والده الزعيم السابق كيم جونغ إيل.
وفي وجه سيل من الاتهام الدولي والتهديد بالتحرك ضدها، أصرّت كوريا الشمالية على «حقها الشرعي» في إطلاق صواريخ «ذات طابع سلمي»، مشدّدة على أنها ستواصل برنامجها الفضائي على الرغم من عقوبات مجلس الأمن الدولي، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية.
أما بالعودة إلى التنديد الدولي، فقد أدانت أميركا الفعل معتبرة إياه «استفزازاً شديداً». وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور في بيان أن «ما حصل يهدد الأمن الإقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الأمن الدولي 1718 و1874 .. ويقوض نظام منع انتشار الأسلحة النووية».
يُضاف إلى ذلك استنكارالأمين العام للأمم المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وروسيا والنروج والاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي والهند لما يعدّ انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة، فيما أعرب الجميع عن «الأسف» و«القلق» لما حصل.
في المقابل، تكاد إيران تكون الوحيدة التي هنأت كوريا الشمالية علناً بـ«نجاح إطلاق الصاروخ»، حيث خرج مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال مسعود جزائري ليقول إن «إيران تهنئ شعب وحكومة كوريا الشمالية على عملية إطلاق ناجحة لصاروخ ينقل قمراً اصطناعياً».
ولفتت طهران، التي تخضع ككوريا الشمالية للعقوبات الدولية بسبب اتهامهما بتطوير براممج نووية، إلى أن «الخبرة تظهر أنه من خلال المقاومة يمكن للدول المستقلة أن تتجه بسرعة إلى الاستقلال التكنولوجي. والدول المهيمنة مثل الولايات المتحدة عاجزة عن وقف تقدم هذه البلدان».
ونفت إيران ما كان أُشيع عن وجود خبراء إيرانيين في كوريا الشمالية لمساعدتها على تسوية «مشاكل تقنية» قبل إطلاق الصاروخ، مؤكدة أن التعاون العسكري بين البلدين توقف منذ نهاية الثمانينيات.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)