على مقربة من أمتار قليلة من الحدود السورية – اللبنانية، في منطقة مجدل عنجر، التقى غوتييرس وجيورجيفا بعدد من العائلات السورية النازحة، انحصرت مطالبها بأدنى حقوق المعيشة اليومية. عائلات طالبت بالتدفئة إلى الاغذية والفرش، إلى المأوى الذي بات نادراً في البقاع، مع الشكوى من تأخير التسجيل لآلاف العائلات السورية، التي تتم في مركز تسجيل واحد على طول البقاع.
استهل الوفد الأممي والاوربي جولته البقاعية بلقاء في شتورا مع عدد من مسؤولي الجمعيات الخيرية المحلية في البقاع، إلى لقاءات وزيارات لبعض أماكن النازحين السوريين في سعدنايل وبر الياس ومجدل عنجر. وعاين الوفد بعض الغرف التي حشرت فيها عائلات يفوق عدد أفرادها العشرين، في غرفة لا تزيد مساحتها على 20 مترا مربعا، إلى مساكن مهجورة باتت ملاذا سكنيا إلزاميا لعائلات سورية نازحة، كما هي الحال في العمرية في سعدنايل، أو سهل سعدنايل والدلهمية. لم يتسع الوقت عند الوفد الأممي لمعاينة ومشاهدة عائلات سورية لم تجد سوى الحقول لتفترشها كمساكن لا غطاء لديها سوى خيم من النايلون والخيش، إلا أن اللقاء الأخير للوفد الدولي كان في منطقة معمل السكر في مجدل عنجر، حيث عقد لقاء مع عائلات سورية حظيت بمنازل أنشئت حديثا من الخشب وبعض المواد قدمها "المجلس الدانمركي"، وجهزت بالفرش والمحتويات المطلوبة، في ظل وجود مئات العائلات الأخرى التي لا تملك الفرش والحرامات وحتى مواد التدفئة التي يفتقدها النازحون في الأيام الباردة الحالية في البقاع.
وشاهد الوفد الأممي الذي رافقته إجراءات أمنية وحماية مشددة، الخوف عند النازحين السوريين الذين رفضوا أن يلتقط أحد لهم صورا تظهر وجوههم.
وفي السرايا الحكومية، عقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً تنسيقياً مع جيورجيفا وغوتييرس، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست، وممثلة "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان" نينت كيلي. وتلى الاجتماع مؤتمر صحافي مشترك تحدث فيه كُل من جيورجيفا وغوتييرس.
وقالت جيورجيفا: "مع تفاقم الأوضاع في سوريا يصبح من الصعب مساعدة الأشخاص حيث هم، بسبب تفاقم هذه الاشتباكات، والنقص في الدعم مما يدفع الناس الى عبور الحدود، وهذا يعني ازدياد عدد اللاجئين، ما يحتم ايضاً زيادة الدعم". ولفتت إلى تخصيص "الاتحاد الأوروبي، أي المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء مبلغ 400 مليون يورو لدعم السوريين المتضررين من النزاع، وفي خلال هذه الزيارة أعلن عن 30 مليون يورو إضافية لمساعدة ضحايا الأزمة السورية ما يرفع مساهمة المفوضية الأوروبية الى 126 مليون يورو، ونحن مستعدون لتقديم المزيد".
وقال غوتييرس: "من الأهمية بمكان أن نقر بأننا نعيش لحظات دقيقة في الأزمة السورية، ولسوء الحظ يجب أن نتحضر لمزيد من اللاجئين، وأعتقد أنه على الأسرة الدولية أن تقر بأن هذا النزاع ليس كغيره من النزاعات، فقد تحول الى نزاع عنيف في إطار مأساة إنسانية، ففي العام 2013 على الأسرة الدولية أن تزيد من دعمها للسوريين المتضررين من النزاع داخل سوريا وللاجئين السوريين على السواء وللجماعات المضيفة أيضاً في الأردن وتركيا ولبنان والعراق. أضاف: هذه الجماعات المضيفة تحتاج وتستحق دعماً مكثفاً من الأسرة الدولية كي تتمكن من مواجهة تحد كبير على اقتصادها ومجتمعها وحتى على أمنها، وذلك بسبب النزاع في الجوار، كذلك من الأهمية بمكان إيجاد الظروف المناسبة حتى يتمكن من يعانون اليوم من أن يبنوا حياتهم من جديد، لذلك يجب أن نرفق هذه المساعدة الإنسانية بضمانات لهؤلاء الاشخاص الذين يعيشون في المنفى بأن يكونوا قادرين على الحصول على التعليم وتأمين ظروف الحياة الطبيعية لهم". ولفت إلى إطلاق خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، في 19 من كانون الأول الجاري. وتوقع وصول عدد النازحين من سوريا، بشكل عام، "حتى حزيران 2013 إلى مليون ومئة ألف لاجئ، لذا يجب أن نستعد لذلك، وأن نرفع عدد العاملين لدينا".