وقالت مصادر فلسطينية لـ«السفير»، أمس، إن ممثل المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في سوريا مختار لماني، ومكتب الإبراهيمي في القاهرة يبذلان جهودا في محاولة لمنع دمار المخيم في معركة ستحصل، وإن تأخرت.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن شخصيات فلسطينية بين الفصائل تحاول الوصول لصيغة مع المسلحين تمكن المخيم من تجنب تلك المعركة.
وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن «مفاوضات» تحصل بين الفصائل من جهة ومقاتلي المعارضة والجبهة الشعبية - القيادة العامة من جهة أخرى، لإخراج كل فئات المسلحين من المخيم تمهيدا لعودة السكان. لكن مصادر قيادية في الجبهة الشعبية - القيادة العامة، استبعدت حصول أي نجاح في هذا «النقاش»، وذلك لاعتبارات صاغتها كالتالي: أولا، لأن مقاتلي الجبهة قد انسحبوا تماما من المخيم، الذي بات تحت سيطرة المسلحين، ولا سيما بعد سيطرتهم على مقر القيادة العامة الرئيسي في الخالصة. وثانيا لأن المعارضة تنظر إلى المخيم «باعتباره جسراً في المعركة إلى دمشق» وذلك استنادا لما صرح به رئيس «المجلس الوطني» المعارض جورج صبرا لقناة «العربية» أمس، رافضا أية تسوية، باعتبار المخيم «أرضا سورية تخدم استراتيجيا معركة دمشق»، وثالثا لأنه لم يسبق لقوات المعارضة المسلحة، ولا سيما التكفيرية، أن غادرت أرضا احتلتها إلا تحت تأثير القوة النارية للجيش السوري.
وهي قوة تنتظر حاليا، وفق ما علمت «السفير»، قرار القيادة السياسية بالتحرك. «كل محيط المخيم محاصر. قد يبقى الحصار طويلا قبل أي تحرك عسكري» قالت مصادر ميدانية لـ«السفير»، وذلك «لاعتبارات سياسية، تأخذ بعين الاعتبار رمزية المكان بالنسبة للسوريين والفلسطينيين على حد سواء».
لكن العملية العسكرية مستمرة في مناطق محيطة بالمخيم، ولا سيما في الحجر الأسود حيث تطال أحياءه قذائف الراجمات والمدفعية. أما في المخيم فتجري المعركة عبر مسافات أمان، ويتقدم فيها القناصة على غيرهم، كما تستخدم قذائف الهاون بكثافة، فيما لم يبق من السكان سوى من تعذرت عليه المغادرة أم اتخذ قرارا حازما بالبقاء رغم الظروف القاسية.
وأعربت مصادر فلسطينية معنية بالمفاوضات عن أملها في أن «تتخذ المعارضة قرارا إنسانيا وحكيما بالخروج من المخيم، تجنيبا لما قد يحل به من دمار كبير»، مشيرة إلى أن «معظم العائلات التي قطنته وهجرته الآن قضت حياتها من أجل تأمين مسكنها الحالي، وسيكون مؤسفا جدا أن يذهب تعب عمرها هكذا».
وقالت (ا ف ب، ا ب، رويترز) مساعدة المسؤول عن العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) ليسا جيليان، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن حوالي 100 ألف فلسطيني فروا من مخيم اليرموك على اثر المواجهات بين فلسطينيين ومسلحين، مضيفة أن «الناس لا يزالون يفرون بكثافة».
وأوضحت جيليان أن مخيم اليرموك كان يؤوي 150 ألف فلسطيني، لكن مع «الأحداث في اليرموك، فإن ثلثي (اللاجئين) فروا»، مشيرة إلى أن رقم 100 ألف مجرد تقدير.
وأعلنت أن حوالي ثلاثة آلاف شخص عبروا أو هم في صدد عبور الحدود اللبنانية، وقد ينضم إليهم قرابة ألفي شخص إضافي، وقد لجأ آخرون إلى مدارس أو إلى مكاتب «الاونروا». ودعت أطراف النزاع في سوريا إلى احترام حيادية الفلسطينيين.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي، تمكين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من العودة إلى الأرض الفلسطينية بسبب الصراع الدائر هناك.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات السورية واصلت ملاحقة «الإرهابيين» في مناطق داريا وحرستا والحجر الأسود. وأضافت «لاحقت وحدة من قواتنا المسلحة مجموعة إرهابية في بلدة حيالين في الغاب بريف حماه وكبدتها خسائر في العدة والعتاد، كما قضت وحدة أخرى على عدد من الإرهابيين حاولوا الاعتداء على نقطة لقوات حفظ النظام في بلدة المجيمر في ريف درعا».