كانت فاسو، زوجة الراحل، تتنقل بين ضيف وآخر، تحادثهم، وتذرف دمعة على الحبيب الراحل. الدمعة والغصة نفساهما جمعتاها بصديق الراحل، المعماري الكبير رفعة الجادرجي، عندما صعد على المنبر ليقول كلمة في صديق عرفه لنحو خمسين عاماً.
في قاعة المعرض حضرت كنبة فارغة من تصميم الراحل وإلى جانبها طاولة خشبية للقهوة تخبران عن الفراغ الذي خلّفه سلام الذي ارتفعت صورة عملاقة له بسيكاره الإيطالي الطويل. صورة بدت حقيقية لدرجة أنه يكاد أن يخرج منها. وعلقت على الجدران بعض من سيرة ومحاضرات وكتب الراحل، وتصاميمه الهندسية والأبنية التي وضع لمسته عليها في لبنان والخارج ومن بينها: «سنتر المقاصد» في شارع مار الياس(1980)، مسجد الخاشقجي (1974)، «مدرسة المقاصد للتمريض» في الطريق الجديدة (1973)، مبنى بلدية الشياح (1972)، مبنى وزارة الداخلية في الصنائع (1970)، سرايا صيدا (1964)، مبنى وزارة السياحة في الحمراء (1963)، «بنك انترا» في وسط بيروت (1958)، «المدرسة اللبنانية للضرير والأصم» في بعبدا (1956)، منزل الرئيس كميل شمعون في السعديات (1955)، وقصر المختارة (1990).
عُرِض فيلم وثائقي يتضمن مقتطفات من كلام الراحل. قال عاصم سلام في ما قاله ذات يوم في حياته: «علينا نحن المعماريين الرجوع إلى ضميرنا المهني وإيجاد التلاقي بين الحداثة والتاريخ». وقال: «العمارة معنا في كل مكان وزمان، في القلب والفكر والإبداع، وفي التصميم والتنفيذ، والتعاطي مع حاجات الإنسان مهما تواضع شأنه». وقال أيضا: «كما المقاومة للاحتلال إنجاز وطني فإعادة إعمار الضاحية - مشروع وعد إنجاز وطني أيضا».
وقد عبّر عن الخسارة الكبيرة في رحيل عاصم سلام رئيس «اتحاد المهندسين اللبنانيين» إيلي بصيبص، رئيس «هيئة المعماريين العرب» إميل العكرا، الأمين العام لـ«اتحاد المهندسين العرب» د. عادل الحديثي الذي تعذر حضوره فألقى كلمته المعمار رهيف فياض، والجادرجي. وألقى كلـــمة العائلة نجل الراحل علي سلام. وقد وزع عدد خاص من مجلة «المهندس» عن الراحل.
(«السفير»)