أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جوزيف ابو فاضل: أحمد الأسير لا يشكل خطرا وينتهي برفع الغطاء عنه

الإثنين 31 كانون الأول , 2012 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,695 زائر

جوزيف ابو فاضل: أحمد الأسير لا يشكل خطرا وينتهي برفع الغطاء عنه

أعلن الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل رفضه للكلام الصادر عن بعض المشايخ لجهة تحريم مشاركة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم، واصفا هذا الكلام بغير الموزون، معتبرا أنّ الشيخ عمر بكري فستق الذي تبناه لا يقدّم ولا يؤخّر في لبنان.

وفي حديث إلى برنامج "فكر مرتين" عبر قناة الـ"OTV" أدارته الإعلامية شيرلي المرّ وجمعه مع إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمّود، انتقد أبو فاضل الفتاوى التحريضية التي باتت تنتشر في مجتمعاتنا، لافتا إلى أنّ بعضها بات غبّ الطلب ولا يتقبلها عقل الإنسان، معتبرا أنّ الخطورة أنّ بعض هذه الفتاوى تذهب لحدّ إجازة قتل فلان علما أنّ التحريض على القتل جريمة يعاقب عليها القانون.

 

وإذ أكد أبو فاضل أنه يشفق على إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير، واعتبر أنّ الأخير ينتهي بمجرّد رفع الغطاء السياسي عنه، لفت إلى أنّ الإمارة تحصل عندما يحصل فرز كامل في طرابلس وهو ما لن يحصل بظل التطورات الدراماتيكية التي تحصل في المنطقة.

وفيما جدّد أبو فاضل القول أنّ تيار المستقبل لا يزال يتحكم بكل مفاصل الدولة ولو كان خارج الحكم، لفت إلى أنّ هذا التيار يفعل اليوم المستحيل للعودة للسلطة بأيّ وسيلة.

 

عمر بكري لا يقدّم ولا يؤخّر في لبنان

أبو فاضل رفض كلام بعض المشايخ عن عدم جواز مشاركة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم ومنها عيد الميلاد المجيد، لافتا إلى أنّ ردة الفعل الطبيعية ستكون رفضا لهذا الكلام في حال استخدم غريزته، مشددا على أنّ هذا الكلام غير موزون ويعود بالناس لقرون طويلة إلى الخلف.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الداعية الشيخ عمر بكري فستق لا يقدم ولا يؤخر في لبنان لا هو ولا الكثير من رجال الدين الآخرين على مختلف الأصعدة سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، لافتا إلى أنّ بكري كما غيره من الشخصيات المعروفة في الشمال وطرابلس تحديدا يتغذون مما يسمى السلفية، وقال: "إذا كانوا ينتمون إلى السلف الصالح، فإنّ الله هو الذي ينصفهم لا نحن".

وفيما رفض وضع اللوم على وسيلة إعلامية محددة في الترويج لهذا النوع من الأفكار والطروحات المتطرفة، لاحظ أنّ بكري يتكلم أينما كان وأنّ وسائل الاعلام على اختلافها تفتح له المنبر.

 

فتاوى غبّ الطلب!

وإذ أكد أبو فاضل وجود خلفيات سياسية وراء كل هذه المواضيع، انتقد الفتاوى التحريضية التي باتت تنتشر في مجتمعاتنا، مستهجنا بشكل خاص الفتاوى التي تصدر عن مفتي المملكة العربية السعودية والتي اعتبر أنها تخطر على بال إنسان، مستغربا كيف يتوجه في خطبة الجمعة للمسيحيين ككفار. ولكنه نفى أن تكون الحالة نفسها تنطبق على الشيعة، معتبرا أنّ التواصل الاجتماعي معهم كان دائما حاصلا، لافتا في الوقت نفسه إلى أنّ الحركات الجهادية عند الشيعة مدروسة ومحصورة.

وحذر أبو فاضل من أنّ خطورة هذا النوع من الفتاوى التحريضية هو في الشعبية التي تحصدها، منبها إلى أنّ هذا الهدف هو ما يتوخاه مطلقوها الذين يريدون أن تتوسّع أخبارهم خصوصا أنها جديدة على مجتمعاتنا، مستشهدا ببعض الفتاوى مثل تلك التي تبيح مضاجعة الزوجة لستّ ساعات بعد موتها أو ما يطلقه "الشيخ غب الطلب"، كما وصفه، في إشارة إلى الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يصدر فتاوى غب الطلب على حدّ تعبيره.

 

بعض الفتاوى لا يقبلها عقل الإنسان

وشدّد أبو فاضل على عدم جواز تحريم مفتي السعودية لبعض الأمور مثل الجزر والخيار باعتبار أنها يمكن أن تؤدي إلى هيجان، وقال: "إذا كان عالم دين يفكر بهذه الطريقة، فهناك مشكلة حقيقية خصوصا أننا نتحدث عن شخص يمثل شريحة كبيرة من المسلمين في السعودية". ولفت إلى أنّ لدى الأخير عددا من الفتاوى التي لا يقبلها الإنسان، وأشار إلى أنّ القصة تتعمم لأن هذه الفتاوى مستغرَبة.

وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ رسول الإسلام النبي محمد لو عاش في عصرنا لحمل الهاتف الخليوي بعكس بعض هؤلاء، اعتبر أنّ الشخص لا يمكنه العيش مع أمثال هؤلاء، لافتا إلى أنّ المشكلة أنّ بعضهم لا يتردّد في الذهاب لفتاوى القتل، "فتراهم يفتون بوجوب قتل فلان وهذا تحريض يحاسب عليه قانون العقوبات في كل بلدان العالم". وأضاف: "لا يجوز تحريض الناس على قتال بعضهم البعض وهذا أمر مرفوض تماما من أيّ رجل دين ومن أيّ سياسي أيا كان موقعه".

وأردف قائلا: "نحن نطالب الناس بعدم الاستماع لهذه الفتاوى فهذا مخزٍ وعار والدين الإسلامي يتكلم بغير ذلك تماما".

 

اقضوا على هذا التفكير "التعتير"!

وإذ لفت أبو فاضل إلى أنّ الاستماع لهذه الفتاوى غير محبذ وغير جيد، نفى أن يكون هذا النوع من الفتاوى موجودا عند المسيحيين في التاريخ، موضحا أنّ أقصى ما فعله المسيحيون كان الصليب المشطوب في زمن الحرب، وهو ما لم يُعتبَر جريمة.

وتعليقا على الموضوع، استشهد أبو فاضل بعبارة للمحامي طانيوس عيد قال فيها: "اقضوا على هذا التفكير التعتير". وأضاف: "لا يمكن لأمة عربية حيّة أن تعيش بين رجليها كما يفعل الإخوان المسلمون اليوم أو ما يسمى بالإسلام السياسي، ولا يمكن إصلاح الوطن العربي والإسلامي بهذه الطريقة". وشدّد على أنّ هذا الأمر لا يجوز، داعيا للحذر منه، وقال: "لا يمكننا أن نتعايش مع هؤلاء وهم يشكلون خطرا". وسأل: "ماذا نفعل في حال أصدر أحمد الأسير أو بلال دقماق أو عمر بكري فتاوى من هذا النوع؟".

ورأى أبو فاضل أنّ الإسلام السياسي الأميركي الإسرائيلي الذي بات منتشرا في المنطقة لا أهداف سياسية واقتصادية له بل إن لا برنامج عمل واضحا له وهذا ما يؤدي لسقوطه وهذا ما حصل اليوم في مصر وكذلك في ليبيا حيث لا يوجد رئيس عمليا.

 

الأسير وبكري ودقماق.. منتج لتيار المستقبل

وردا على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنه يشفق على إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير، معتبرا أنّ الأخير لا يزال ولدا في السياسة، لافتا إلى وجود معلومات عن اجتماعات سرية تجمعه مع الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري ومعلومات عن أن رخص السلاح التي كانت بحوزته كانت رخصه من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.

وتوقف عند ما أسماه "ظاهرة" أحمد الأسير وعمر بكري فستق وبلال دقماق، معربا عن اعتقاده بأنّ هؤلاء الثلاثة هم في الواقع منتج تيار "المستقبل".

 

الإمارة الإسلامية تحصل عندما يحصل فرز كامل

وردا على سؤال عن وجود تخوف من إقامة إمارات إسلامية في لبنان، لفت أبو فاضل إلى أنه كان أول من نبّه من هذا الموضوع، حيث قال منذ زمن أنّ الأمور في الشمال تتّجه لإقامة إمارة إسلامية، وذكّر بمخطط اجتياح جبل محسن الذي كان قائما على قدم وساق في إحدى الفترات وقد أثار هذا الموضوع يومها عبر الإعلام.

وأكد أبو فاضل أنّ التطرف موجود عمليا في طرابلس، لافتا إلى وجود أشخاص يخصّون كل الشخصيات السياسية وبينهم من يمون عليهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نفسه ولكنهم يدخلون في لعبة إطلاق النار في حال وقوع أي إشكال في المدينة. وقال: "هؤلاء هو يمون عليهم ولكنهم ليسوا سلفيين ولكن عندما يحصل إشكال يصبحون أكثر تطرفا".

وأوضح أبو فاضل أنّ الإمارة تحصل عندما يحصل فرز كامل في طرابلس وهو ما لن يحصل بظل التطورات الدراماتيكية التي تحصل في المنطقة، لافتا إلى أنّ حصول هذه الإمارة سواء في طرابلس أو في صيدا سيؤدي إلى إقفال جميع المحال أبوابها.

 

تيار المستقبل يريد العودة للسلطة بأيّ وسيلة

من جهة أخرى، لفت أبو فاضل إلى أنّ تيار المستقبل رفع الغطاء عن هؤلاء، لكنه أشار إلى أنّ هذا التيار يفعل اليوم المستحيل للعودة للسلطة، وقال: يريدون الوصول للسلطة زحفا بأي وسيلة وكل ما يريدونه هو مفتاح الخزنة".

وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نفسه تخوّف من هذا الطرح، لافتا إلى أنّ لا حق لرئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة ليستغرب، مشدّدا على أنّ نجيب ميقاتي هو في النتيجة ابن طرابلس ويدرك واقعها. وفيما اعتبر أنّ مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين ينأيان بنفسهما عن قوى "8 آذار" والنظام في سوريا تساهم في عدم توتير الوضع، أكد أنّ الذين يتخوفون من السلفيين هم كثر وأكثر بكثير من النصف في طرابلس، ولفت إلى أنّ هناك خوفا أيضا في صيدا، حيث بات يتمتع أحمد الأسير بشعبية إلى حدّ ما.

 

أي مسيحي يقول أنه مع الثورة السورية ناكر لدينه

أبو فاضل علق على انتشار هذا الفكر المتطرف في سوريا اليوم أيضا، مستغربا خروج البعض بتصريحات علنية من هذا النوع، مستشهدا بالتسريب الذي يُظهر أحد مقاتلي "الجيش السوري الحر" يقول فيه أنه سيضع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل شارون برموش عيونه في حال أتى ليقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، كما توقف عند قصة العقيد الشهيد فؤاد عبد الرحمن وقطع رأسه لأنه كان يدافع عن ثكنته. وقال: "هناك أمور غير معقولة تحصل على هذا الصعيد، ويجب ملاحقة هؤلاء".

ولفت أبو فاضل إلى وجود قرية اسمها "محردة" هي أكبر تجمّع مسيحي وقد باتت اليوم مطوّقة من "الجيش السوري الحر" لأن فيها أناسا من الجيش العربي السوري باعتبار أنها تضمّ ثكنة للجيش كونها بلدة كبيرة، وأشار إلى أنّ "الجيش الحر" يقوم بقصف هذه البلدة لتهجير أهلها. وقال: "هناك أمور غير مسموحة ولا يجوز أن تحصل في سوريا، خصوصا أنها بلد التعايش حيث السلطة المدنية". وأضاف: "أي مسيحي يقول انه مع الثورة السوري ناكر لدينه وواقعه".

وردا على سؤال عن الوضع في سوريا خصوصا أنه زارها خلال الأيام القليلة الماضية، قال أبو فاضل: "لا شيء في سوريا حاليا لدرجة أنك تسمع رنة الابرة حين ترميها".

 

الأسير ينتهي عندما يُرفع الغطاء السياسي عنه

وبالعودة إلى موضوع الشيخ أحمد الأسير، لفت أبو فاضل إلى اعتقاده بأنّ الأخير هو فصيل من فصائل تيار المستقبل باعتبار أنهم خلقوه وأوجدوه، مذكرة بجولة النائب بهية الحريري الشهيرة على الشخصيات في مدينة صيدا حيث عرفت بوجود قرار متخذ بإزالة اعتصامه، فكان الاجتماع السري الذي عقده نجلها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري مع الأسير وتمّ بموجبه فضّ الاعتصام. وشدّد على أن الأسير ظاهرة لكنه لا يشكل خطرا، باعتبار أنّ من يشكلون الخطر هم من الذين يجدون من يستمع إليهم، وأعرب عن اعتقاده بأن الأسير ينتهي عندما يُرفع الغطاء السياسي عنه.

وتطرق إلى ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، متحدثا عن دور أساسي لتركيا على هذا الصعيد باعتبارها دولة مسؤولة، معربا عن اعتقاده بأنّ لديها القدرة على إطلاق المخطوفين بإشارة واحدة منها، داعيا لعدم لوم أهالي المخطوفين على تحركاتهم على هذا الصعيد. وقال: "ما يحصل هو تجارة بالشيعة والأتراك لا يريدون أن يسلموا المخطوفين، وهذا الموضوع يجب إيجاد حلّ له".

 

من مجلس القضاء الأعلى.. إلى قضاء المجلس!

وفيما رأى أبو فاضل أن تيار المستقبل يسيطر منذ 20 سنة على البلد وهذا أمر لم يعد خافيا على أحد، تحدث عن أنظمة وضعية موجودة في البلد، مشددا على أن من يحرّض على القتل يجب أن يلاحَق. وردا على سؤال، نفى علمه بما يمنع الدولة اللبنانية من ملاحقة الأسير، وأشار إلى أنّ تيار المستقبل لا يزال يتحكم بكل مفاصل الدولة ولو كان خارج الحكم، مؤكدا أنّ المالية والعدلية بيد تيار المستقبل. وقال: "قبل الطائف، كان لدينا مجلس قضاء أعلى، أما اليوم فأصبح لدينا قضاء المجلس".

وتساءل أبو فاضل عن سبب سحب ملف الأحد عشر مليارا من التداول، وقال: "هناك شيء غير سليم في البلد، بحيث تتبخر المليارات وكأنها لم تكن، والـ11 مليار خير دليل على ذلك". وإذ اعتبر أنّ من يمونون على القضاء اليوم هم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والنائب ميشال المر، قال: "كل أملنا هو بشخص مثل جان فهد رئيس مجلس القضاء الأعلى والأمل الكبير بشخص مثل مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي وهو شخص عالم ويفترض أن يحرّك الملفات".

 

الخطر على الإسلاميين من أميركا وإسرائيل لا منّا

وإذ لفت إلى أنّ من حرّضوا على القتال في سوريا يجب أن يلاحَقوا ويحاسَبوا، دعا عرّابي الإسلام السياسي الأميركي للتنبّه والحذر وإدراك أنهم سيذهبون لغوانتانامو في حال واصلوا السير على الدرب نفسه، باعتبار أن أميركا ستتخلى عنهم ثم ستأخذهم وتحاكمهم كما فعلت مع غيرهم دون أي اعتبار لحقوق الإنسان. وقال: "المسلمون المؤمنون الذين يعتبرون أنفسهم سلفيين يجب أن يعرفوا أنّ الخطر عليهم من أميركا وأسرائيل لا منا نحن ولا من النظام السوري الذي يحملهم".

وختاما، نفى أبو فاضل أن يكون لديه أي حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك "و"تويتر".


Script executed in 0.18166089057922