أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«اليونيفيل»: طمأنينة وسط بيئة حزب الله !

الخميس 25 تموز , 2013 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,977 زائر

«اليونيفيل»: طمأنينة وسط بيئة حزب الله !

لا شيء يشي بإمكان حصول أعمال «إرهابية» ضد اليونيفيل في منطقة جنوبي نهر الليطاني. صدر القرار الأوروبي، وكأن «إرهاباً» لم يكن. هدوء أكثر من عادي، حركة الأهالي طبيعية، دوريات اليونيفيل تسير بطيئة، ربما لم يدرك سائقو آلياتها خطورة القرار، لكن رغم ذلك لم يحصل ما يعكر صفوء الهدوء.

يرفع جندي إسباني يديه، كالعادة، للمارّة الذين يتابعون كل يوم وسائل الإعلام، ولا سيّما تلفزيون «المنار»، لكن هذه الأخبار لم تهزّهم، يقول محمد سويدان (عدشيت القصير) لافتاً الى أن «من يبادر الى التحية سنردّ عليه بمثلها، واعتبارنا إرهابيين لن يغيّر من طبعنا المسالم، نحن لا نعتدي ولا نريد الاعتداء على أحد». يستدرك محمد متسائلاً: «ألا يسمع الأوروبيون لجنودهم الموجودين هنا، أليسوا هم أكثر خبرة بواقع الجنوب وأبنائه هنا؟ ألا يحسبون لهم أي حساب؟ ربما هؤلاء الجنود مثلنا لا تفكر دولهم بمصيرهم، فالمصالح الاستراتيجية أكثر أهمية منهم». تسانده زينب، وتضيف: «أنا طالبة جامعية ومزارعة أيضاً، أعبر طريق مرجعيون والخيام الحدوديتين كل يوم، أراقب دوريات اليونيفيل، لا يبدو الجنود خائفين من الأهالي، وهو أمر يجب أن يكون طبيعياً. كيف يخافون منا، ونحن لسنا إرهابيين، فهل القرار الأوروبي سيجعلنا كذلك؟». تثير زينب مسألة، تبدو أكثر واقعية، «لقد تلقى الجنود أوامر بتقليص عدد دورياتهم في المنطقة، وهذا ما لاحظه الأهالي هنا، لكن الجنود العابرين ليسوا خائفين، تناقض واضح، من يرسم سياسة اليونيفيل لا يبدو واقعياً أكثر من الجنود الذين باتوا يعرفون الأهالي والمدنيين والعسكريين من حزب الله، من دون أن يشاهدوا السلاح والزي العسكري، علماً بأنهم يلاحظون كل شيء، حتى إنهم يتابعون يومياً تشييع شهداء، ورغم ذلك يسيرون بيننا وهم متأكدون من أننا لسنا إرهابيين».

ملاحظة زينب تتوافق مع ما بيّنه مصدر أمني لـ«الأخبار» وهو أن «تراجع عدد دوريات اليونيفيل، وانخفاض وتيرة تحركات الجنود الدوليين، تمت ملاحظتهما قبل أيام على صدور القرار الأوروبي»، ما يشير، بحسب المصدر، الى «اتخاذ قيادة اليونيفيل تدابيرها الاحترازية قبل صدور القرار، بناءً على معلوماتها السياسية». أما حركة الجنود الدوليين بعد صدور القرار فلم تتغير. ويشير المصدر الى أن «أي اعتداء أو تهديد باعتداء على اليونيفيل لم يحصل قبل صدور القرار أو بعده، فلا يبدو أن الأهالي يتجهون إلى التصعيد». وتجدر الإشارة إلى أن قوات اليونيفيل اتخذت، أثناء مناقشة وزراء الاتحاد الأوروبي القرار وبعد صدوره، تدابير احترازية مشددة حول مواقعها ومراكزها في نطاق عملياتها جنوبي نهر الليطاني، وإضافة أعداد من المكعبات الاسمنتية المسلحة، وتسييج محيط مواقعها بالأسلاك المعدنية، ووضع كاميرات وأبراج للمراقبة تحسباً لأي طارئ.

يتذكر أبناء المنطقة الحدودية التغير اللافت الذي طرأ على كيفية تعاطي الجنود الدوليين، بعد عام على وجودهم بعد حرب تموز 2006. «بعد انتهاء الحرب، دخلت قوات اليونيفيل أراضي الجنوب، وبدا الخوف والقلق من الأهالي بارزاً في وجوههم، وكانوا يتصرّفون، وخاصة الفرنسيين والإسبان، بخشونة مع المواطنين. وجوه مكفهرّة وغاضبة، وعدم احتكاك مع الأهالي، ومن دون إلقاء التحية على العابرين بقربهم. لكن سرعان ما تبدّل ذلك. سلام عن بعد واقتراب من الأطفال والكبار، مبادرات ومساعدات مختلفة». يقول أحد المستشارين البلجيكيين حينها «بتنا لا نخاف من حزب الله، بل على العكس نثق كثيراً بالسيد حسن نصر الله». ولم ير قائد القوات البلجيكية مشكلة في زرع شجرة زيتون أمام منزل السيد محمد علي الأمين في بلدة شقرا، كرمز للمقاومة والصمود. واللافت أن ما حدث من اعتداء على القوات الإسبانية في الخيام (مرجعيون) عام 2007، لم يغيّر هذه المعادلة الجديدة، رغم الاحتياطات الأمنية المشددة. فالأهالي يبدون أكثر أمناً لهم من الأماكن النائية والبعيدة عن المساكن والأحياء. فجنود اليونيفيل يتفيّأون على جانب الطريق العام لبلدة برعشيت (بنت جبيل)، ويشربون القهوة كضيوف وأمام العابرين يميناً ويساراً.

من جهة أخرى، طالب عدد كبير من أهالي المنطقة البلديات والمراكز الاجتماعية والثقافية والمدارس بقطع علاقتها مع قوات اليونيفيل التي تنتمي الى الاتحاد الأوروبي، وذلك في مقابلات أجرتها وسائل إعلامية محلية ودولية. الى ذلك، علّق بعض الأهالي على قرار الاتحاد الأوروبي مردّدين كلمة السيد حسن نصر الله «خلّيهن يبلّوه ويشربو ميتو». وعبّر أحد المواطنين عن تخوّفه من دخول طرف ثالث على الخط والقيام بعمل تخريبي ضد اليونيفيل لإلصاق التهمة بحزب الله وأنصاره.


Script executed in 0.20528292655945