"صرلنا سنين بلا زفت، ما لقوا إلا هلق يزفتوا"، هكذا عبَّر أحد السكان مستغرباً مباشرة الورشة بالتزامن مع بداية العام الدراسي و فصل الشتاء.
و يُذكر أيضاً أن سائقي الحافلات المدرسية يعانون يومياً للوصول إلى طلاب المدارس و نقلهم.
كل هذا يهون في سبيل "الزفت" المرتقَب. و لكن يبقى الإهمال و الفوضى السمة الأساسية للمنطقة. "المنطقة تابعة فعلياً لبلدية برج الشمالي، لكننا على خط التماس بين بلدية برج الشمالي و بلدية صور"، هكذا يفسر أحد المواطنين الإهمال السائد.
مواطن آخر تعطلت سيارته و علقت وسط الأمطار و الوحول. انتظر نصف ساعة و حاله "مكانك راوح"، إلى أن اتصل بصاحب رافعة لإنقاذه. و "يا فرحة ما تمّت" فقد علق المُنقذ أيضاً. و لم يفلحوا إلا عندما اتصلوا بصاحب جرافة لسحب آلياتهم.
توقف المطر، لتبدأ مراسم "الشطف" و التجفيف. و لم ينقذ الشارع إلا عمال الشركة الخاصة الملزمة بالورشة. فقد عملوا على طمر برك المياه، مستجيبين لأوامرالنخوة اللبنانية و جهودهم الشخصية.
ليس أمام السكان إلا الصبر، فالزفت آتٍ، لكنها مسألة وقت. و الخاسر الوحيد في حضور الزفت هم أولاد الجيران، الذين لن يتمكنوا من اللهو و العوم على متن زورقهم الصغير أمام مدخل البناية.
و يبقى السؤال هل لتأجيل الإنتخابات علاقة في تأجيل التزفيت إلى هذا الوقت؟
داليا بوصي - بنت جبيل.اورغ