تراجعت حدة العاصفة "يوهان" في الساعات الأخيرة، وخصوصاً لجهة انحسار الرياح الشديدة، فيما تواصل هطول المطر وتساقط الثلوج على ارتفاعات مختلفة.
توقعت النشرة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن تخفّ حدّة الأمطار تدريجاً، بعد طقس غائم الى غائم جزئياً مع أمطار غزيرة أحياناً وعواصف رعديّة متفرقة ورياح قوية وثلوج على ارتفاع 800 متر وما فوق ومن دون تعديل يذكر في درجات الحرارة.
وأفادت النشرة الصادرة عن مرصد نقولا شاهين أن كمية المطر التي هطلت في رأس بيروت في الـ 24 الساعة المنتهية السادسة مساء أمس بلغت 22 ميلليمتراً، بحيث أصبح المجموع التصاعدي حتى تاريخه 548 ميلليمتراً، يقابله في مثل هذا التاريخ من العام الماضي147 ميلليمتراً. أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 532 ميلليمتراً.
في الشوف ("النهار") قطعت الثلوج الطرق الشوفية التي يزيد ارتفاعها عن الف متر وما فوق، بعدما شكلت سماكة قاربت 15 سنتيمتراً، في حين ان في البلدات الجبلية في الشوف الاعلى زادت السماكة عن 25 سنتيمتراً مما استدعى تحرك جرافات وزارة الاشغال والبلديات لفتح الطرق. وطريق الشوف – الارز – البقاع قطعت بالكامل. كما عطلت العاصفة المدارس والمؤسسات والقطاعات المختلفة لليوم التالي، مع اضرار كبيرة بالاشجار والمزروعات والتيار الكهربائي الذي غاب كليا.
وفي مخيم كترمايا للاجئين السوريين (إقليم الخروب)، اقتحمت المياه الخيم بعدما أطاحت الرياح الهوجاء أغطية النايلون. وكعادته في كل مرة، تدخل فريق من الصليب الاحمر وعمل على اصلاح الوضع واستبدال الاغطية الممزقة بأغطية جديدة.
وفي بعلبك ("النهار") لم تكن ثلوج "يوهان" على قدر توقعات الاهالي، إذ بدأت تتساقط ليلا وبلغت سماكتها 30 سنتيمترا، وازدادت سماكة في المرتفعات في وقت لامست فيه درجة الحرارة الصفر.
وأفاق قضاء جزين ("النهار") على عاصفة ثلجية قويّة غطّت معظم بلداته، بدءاً من الحمصية صعودا الى مدينة جزين التي لبست حلّة بيضاء كثيفة، وتعطلت فيها الحركة التجارية الصباحية والمدارس.
وعملت جرافات اتحاد بلديّات منطقة جزين على جرف الثلوج وفتح الطرق الرئيسية والداخلية في المدينة، فيما استمر الطقس مثلجاً والرؤية سيئة، وتدنت درجات الحرارة لتلامس الصفر.
وحل "يوهان" خفيفا على قرى قضاء مرجعيون ("النهار")، اذ غطى الثلج بسماكة 5 الى 10 سنتيمترات معظم القرى التي يزيد ارتفاعها على 600 متر.
واقفلت المدارس ابوابها، فيما استمرت الادارات الرسمية والمصارف في عملها المعتاد.
الكهرباء
وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان "أن العاصفة أدت إلى انخفاض الإنتاج بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى تقنين إضافي طاول جميع المناطق اللبنانية بما فيها بيروت الإدارية". وأوردت تفصيلاً ما لحق بمعامل الانتاج من أضرار، إضافة الى الأضرار العديدة والجسيمة التي تسببت بها العاصفة على شبكة التوزيع، مما زاد فترات انقطاع التيار، و"العمل جار لتصليح هذه الأعطال وإعادة الوضع الى طبيعته في أقرب وقت ممكن".