فوجئ المهندس فداء صادق بعش دوري يحتوي على أربعة فراخ، في قعر قذيفة فارغة غير منفجرة من عيار 155 ميللمترا، بينما كان يحاول إزاحتها من حديقة بيته في بلدة الكفور في قضاء النبطية. فسارع إلى إعادتها إلى مكانها، حفاظاً على حياة الفراخ، في غياب أمها التي غادرت لتبحث لها عن طعام.
وتعتبر هذه القذيفة واحدة من آلاف القذائف التي أطلقها جيش العدو الإسرائيلي على النبطية ومنطقتها منذ العام 1975، وأدى معظمها إلى قتل العديد من أبناء المنطقة وتدمير منازلهم وتشريدهم.
وكانت هذه القذيفة أصابت منزل عمّه القاضي محمد علي صادق في عدوان تموز العام 2006 ولم تنفجر، بعدما فرغت من حشوتها، فأحضرها إلى حديقة منزله في الكفور، ولم تجد أنثى الدوري أفضل منها كعشّ زوجي ومكان آمن لبيضها، ثم لفراخها الأربعة وبيضة خامسة لم تفقس.
ولا تتجاوز فوهة القذيفة (مكان الصاعق) سبعة سنتيمترات، وهي لا تسمح للهررة بالدخول إليها، فيما يقع العش في قعر القذيفة على عمق 60 سنتيمتراً (إرتفاع القذيفة أو طولها). وقد بدت الفراخ بحالة جيدة في جوّ دافئ تؤمنه المعادن التي تتكون منها القذيفة.
لقد حولت أنثى الدوري قذيفة القتل إلى «عشّ» للحياة، فيما لم يزل جيش العدو الإسرائيلي يمعن في قتل الفلسطينيين بمئات القذائف التي يطلقها على أحيائهم السكنية، تماماً مثلما كان يفعل في مناطق جنوب لبنان.