ووقّع، أمس، مرسوماً يلغي فيه حظر تسليم إيران منظومة صواريخ «أس 300 في 4» المضادة للطائرات والصواريخ، وهو ما برّره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقوله إن المنظومة دفاعية ولن تؤدي إلى زعزعة استقرار أي دولة، خصوصاً إسرائيل، وأن المنظومة مهمة لطهران بسبب التصعيد في المنطقة.
وسارعت واشنطن وتل أبيب إلى انتقاد الخطوة الروسية، لكن وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان قال إن «هذا القرار يترجم الإرادة السياسية لدى قادة البلدين لرفع مستوى التعاون في جميع المجالات»، مشيراً إلى «التوقيع على الاتفاقية الأخيرة بين وزارتي الدفاع الإيرانية والروسية والمفاوضات التي جرت مؤخراً في طهران بشأن تسوية قضية منظومة أس 300».
وأضاف دهقان، الذي سيشارك في أعمال مؤتمر موسكو للأمن الدولي في 16 و17 نيسان الحالي، أن «من شأن تطوير التعاون الثنائي وتنمية التعاون مع سائر الدول المجاورة في مختلف المجالات أن يكون مؤثراً جداً في إرساء الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة». وتابع ان «التهديدات من خارج المنطقة، وانتشار النشاطات الإرهابية للجماعات التكفيرية، ضاعفت من ضرورة تطوير هذا التعاون وترسيخه، وقد كان هذا الموضوع دوماً محل اهتمام كأحد المحاور الرئيسية للمشاورات والتعاون بين إيران وروسيا».
وكانت موسكو وطهران وقّعتا في العام 2007 اتفاقاً، بقيمة 800 مليون دولار، لتسليم إيران منظومة «أس 300» القادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ، لكن الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف اصدر قراراً في العام 2010 حظّر فيه تسليم طهران «أس 300». وردّت إيران باللجوء إلى محكمة التحكيم الدولية في جنيف مطالبة موسكو بتعويضات تبلغ أربعة مليارات دولار.
لكن في بداية السنة، وقّع البلدان بروتوكول اتفاق لتعزيز «التعاون العسكري الثنائي بسبب المصالح المشتركة»، لمناسبة زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى طهران.
إسرائيل وأميركا
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلية يوفال شتاينتس، في بيان، «هذه نتيجة مباشرة للشرعية التي منحت لإيران عبر الاتفاق الجاري إعداده، والدليل على أن النمو الاقتصادي، الذي سيلي رفع العقوبات، ستستغله إيران في مجال التسلح، وليس لما فيه خير الشعب الإيراني». وأضاف «مع تنصّل إيران مادة بعد مادة من اتفاق الإطار (النووي) بدأ المجتمع الدولي بالفعل في تخفيف العقوبات.. وبدلاً من مطالبة إيران بوقف نشاطها الإرهابي في الشرق الأوسط والعالم، يتم السماح لها بتسليح نفسها بأسلحة متقدمة ستزيد من عدوانها».
وانتقد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفع الحظر الروسي عن بيع منظومة «أس 300» إلى إيران.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبّر للافروف عن القلق إزاء قرار بوتين، مضيفاً أن قرار روسيا بدء مقايضة النفط بالسلع قد يثير القلق أيضا بشأن العقوبات المفروضة على طهران، معتبراً أن مقايضة النفط بالسلع يمكن أن تتعارض مع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من جانب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف أشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون أن قرار روسيا سيؤثر على وحدة القوى الكبرى في المحادثات النووية الجارية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون العقيد ستيف وارن إن «معارضتنا لبيع هذه الصواريخ قديمة وعلنية، ونحن نعتقد أن (بيع الصواريخ) لا يساعد». وأضاف «نحن نناقش هذه المسألة من خلال القنوات الديبلوماسية المناسبة».
بوتين ولافروف
وأعلن الكرملين، في بيان، أن بوتين وقّع مرسوماً يلغي حظر تسليم إيران منظومة صواريخ «أس 300» كان ميدفيديف أصدره في العام 2010. وأوضح أن المرسوم ينص على إلغاء حظر التوريد، سواء عبر الأراضي الروسية، أو وسائل النقل الجوية.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية قوله إن الوزارة ستكون مستعدة لتسليم «أس 300» إلى إيران سريعاً إذا حصلت على الضوء الأخضر للقيام بذلك.
ودافع لافروف، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بكيري تم خلاله بحث ملفات إيران واليمن وسوريا، عن رفع الحظر وذلك بعد الاتفاق الأولي بين طهران ومجموعة «5+1» في لوزان.
وقال «لم يعد هناك حاجة لفرض حظر على توريد أنظمة أس 300 إلى إيران، وهذه المنظومات هي ذات طابع دفاعي بحت». وأضاف «أشير إلى أن أس 300 هو نظام صواريخ مضاد للطائرات، وذو طابع دفاعي بحت، ولا يمثل أي خطر على أي دولة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل بطبيعة الحال».
وتابع «في حصيلة الجولة الأخرى من المحادثات مع إيران في لوزان في نيسان، سُجِّل تقدم كبير في حل (موضوع) البرنامج النووي الإيراني. وتم الاتفاق على الأطر السياسة العامة للاتفاق النهائي، والتي كانت محل تقدير كبير على الساحة الدولية. ونحن مقتنعون بأنه في هذه المرحلة لم يعد هناك ضرورة لهذا النوع من الحظر».
وأكد أن «روسيا ترفع الحظر عن توريد أس 300 إلى إيران لدفع المباحثات بين طهران والدول الكبرى». وتابع «خسرت روسيا، بسبب تعليق العقد، موارد مالية مهمة. لا نرى حاجة لمواصلة هذا الأمر». وقال إن «نظام الدفاع الجوي الحديث مهم الآن جدا لإيران في ضوء التصعيد الحاد في الفضاء المحيط بها، وخاصة، ما يتضح من التطور السريع، في الأسابيع الأخيرة، للنشاط العسكري في جميع أنحاء اليمن».
(«فارس»، «سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
السفير 2015-04-14 – الصفحة الأولى