قبل نحو ربع قرن، توجه غالب محمد شاهين ابن التاسعة عشرة ربيعًا، وابن بلدة البابلية في قضاء الزهراني – الجنوب، الى بلاد الاغتراب في ساحل العاج من اجل العمل وتأمين لقمة عيش حلال وحياة رغيدة له ولأهله، أسوة بمن سبقه وتبعه من المهاجرين الى اصقاع العالم من ابناء الجنوب ولبنان.
وبعد اربع سنوات من العمل المضني والشاق، استطاع فيها غالب التقدم في عمله وتطويره، في جمع محصول الكاكو وتصريفه، وبناء مخزن كبير في منطقة البار في غنوا، لحق به شقيقه ناصر لمساعدته في العمل.
وقبل نحو سنة تعرّض ناصر لاطلاق نار، من اسلحة رشاشة استهدفت سيارته خلال توجهه من منزله في البار، الى مكان عمله في المخزن بهدف السرقة.
ويقول شقيقه رامي، ان سائق السيارة الافريقي، قضى بعد اصابته بعدة رصاصات، فيما نجا ناصر باعجوبة، حيث كان نائمًا في المقعد الخلفي وظنّ السارقون انه فارق الحياة.
وأضاف، بعد هذه الحادثة قررت الجهات المسؤولة في ساحل العاج، فرز حارسَين مسلحين لغالب وناصر، لتأمين الحماية لهما من اللصوص وقطاع الطرق لكونهما من رجال الاعمال ومن أصحاب السمعة الطيبة والعلاقة الجيدة مع الجميع.
الحارس هو القاتل
يقول رامي، ان صدمة الاهل والعائلة كانت اولا بعد تبلغنا بوفاة غالب، بعد تعرضه لاطلاق نار بهدف السرقة. والصدمة الثانية كانت عندما تأكدنا ان قاتله هو سائقه وحارسه الشخصي، الذي كان يفترض به حمايته من اللصوص والقتلة.
واستناداً الى ما افدنا به ان غالب كان متوجها من منزله الى مخزن الكاكو، وبعد وقت وجد ميتا على حافة الطريق حيث تنبّه اليه احد المارة الافريقيين وأبلغ امين المخزن. وبنتيجة التحقيقات التي توفّرت، كما تنقل عائلة الفقيد، ان "الحارس اطلق رصاصة من سلاحه الرشاش على رأس الفقيد ثم رماه على الارض وفرّ بالسيارة، وتمكنت السلطات المحلية من ملاحقته وتوقيفه".
واتشحت البابلية ومنزل عائلة شاهين بالسواد حدادًا وحزنًا على وفاته وأمّت دارة والده في البلدة شخصيات ووفود معزّية. ومن المقرر ان يصل جثمانه الى مطار رفيق الحريري الدولي الساعة العاشرة من مساء الجمعة، وسيقام حفل تأبين ويُشيّع جثمانه ظهر يوم السبت.
والفقيد غالب متأهل من حنان خليفة من الغازية ولديهما ثلاثة اولاد مهى وغوى توأمان (10 سنوات )ومجد (6 سنوات).
هي ضريبة الاغتراب لم يعد صاحبها يدفع في سبيلها صعوبة الغربة عن الاهل والاولاد ولا السهر والتعب، بل بات الثمن غالبا حياة الانسان المغترب خاصة في معظم الدول الافريقية.