مدير العلاقات العامة في قناة "الجديد" الأستاذ إبراهيم الحلبي، الأستاذ حسين سعد على رأس وفد من الحزب الشيوعي اللبناني، الأستاذ معن حميّة على رأس وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي، رئيس جمعية أخضر بلا حدود زهير نحلة، مدير مديرية العمل البلدي في حزب الله في منطقة الجنوب الأولى فؤاد حنجول، نائب رئيس إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل المهندس عفيف بزي، رئيس بلدية عيترون حيدر مواسي، وفود أمنية وعسكرية، بالإضافة إلى حشد من الصحفيين والإعلاميين المعتمدين في مدن صيدا- النبطية، وصور ومرجعيون وبنت جبيل وعائلة الشهيد وعدد من الفعاليات والشخصيات.
وقد افتتح الحفل بكلمة ترحيبية لرئيس بلدية عيترون حيدر مواسي رحب فيها بالحضور الكريم، مشدداً على أهمية غرس الأشجار في القرى والبلدات مما يعطي رونقاً جميلاً للطبيعة ومظهراً خلّاباً لها، مثنياً على أهمية هذا المشروع التي تقيمه البلدية وهو إطلاق واحة بإسم الشهيد الإعلامي حسن عبد الله.
ومن ثم ألقى النائب فضل الله كلمة قال فيها: "إننا نكرّم اليوم الصوت والصورة معاً، ونكرّم الصورة المشرقة التي أراد الشهيد الإعلامي حسن عبد الله أن تبقى في رحاب بلدنا، وفي سمائنا وعلى أرضنا، وصورة الحقيقة والحق والعدالة والحرية من خلال كاميرته التي جالت حتى أطفأها بيده شهيداً ليولد حيث أراد عند ربه راضياً مرضياً.
وأشار النائب فضل الله إلى أننا نطلق معاً في هذا المشروع إسم هذا الشهيد الإعلامي على هذه الواحة لنؤكّد جميعاً أننا نريد لبلدنا الذي دفعت المقاومة لأجله دماءً غزيرة، وقدّم الجيش لأجله شهداء من خيرة ضباطه وجنوده، وقدّم الشعب له من خلال أبنائه الكثير من الشهداء، أن يبقى أخضراً وعامراً ومعمّراً ومستقراً ومستقلاً وسيداً وحراً، ولتبقى معادلة الجيش والشعب والمقاومة مظلّة الحماية لبلدنا.
ولفت النائب فضل الله إلى أن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد قدّم بالأمس خطاباً ووثيقة تاريخية سياسية وعسكرية ودينية وأخلاقية واجتماعية تصلح لتكون دستوراً لهذه الأمة جمعاء، مشيراً إلى أننا نطل من خلال هذا المناسبة وبين أيدي الإعلاميين على موضوع أساسي يتعلّق بحرية الإعلام في لبنان خاصة ونحن نزرع شجرة هنا لتورق خضراء في هذه السماء الصافية وفي هذا الطقس الربيعي.
ورأى النائب فضل الله أن مفهوم الحرية في لبنان هو جوهر وجود هذا البلد، ونلتقي من كل أولئك الذين يقولون أن جوهر لبنان قائم على الحريات العامة المُصانة وفق الدستور والقوانين، وليست أي حرية متفلّتة، مشيراً إلى أنه في لبنان لدينا دستور وقوانين ترعى هذه الحرية، ومن ضمن هذه الحريات العامة حرية الإعلام التي نريدها أن تبقى مشعلاً لبلدنا، لأنها تعتبر واحدة من ميزاته بمعزل عن الإنقسامات والخلافات السياسية، مضيفاً أننا نرى في الآونة الأخيرة أنه هناك استهدافات للإعلام اللبناني من قبل جهات ودول وسفراء يحاولون فرض منطقهم وسياستهم في كمّ الأفواه والتعمية على الحقائق وفي تلفيقها، ونرى أن هذا ممتد من لاهاي إلى بيروت لضرب حرية الإعلام حتى يصبح الإعلام اللبناني على صورة بعض الأنظمة والدول والجهات إعلاماً معلّباً، ولكن نحن سندافع عن هذه الحرية الإعلامية، وهناك في لبنان من يقف مدافعاً بجرأة وشجاعة عنها ليبقى لنا القدرة على أن نقول ما نريد، وأن نرفض التلفيقات التي تجري على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، مؤكداً أن لبنان سيبقى الرئة التي نتنفس فيها حرية، أياً تكن الضغوط والإغراءات والمحاولات الفرض من هنا وهناك.
وشدد النائب فضل الله على أننا معنيون جميعاً كإعلاميين وسياسيين ومواطنيين أن ندافع عن حريتنا لنقول ما هو الحق وما نعتقد أنه الحق، مشيراً إلى أنه هناك ضخ إعلامي هائل من تجاه واحد حيال محاولات طمس الحقائق عمّا يجري في محيطنا العربي والإسلامي وآخره ما يجري في اليمن، وهناك محاولة لكمّ الأفواه القليلة على المستوى الإعلامي التي تحاول أن تقول الحقيقة حيال ما يجري من مآس على الأطفال والنساء والشيوخ، وهناك محاولات لمنع الصورة والصوت، مؤكداً أننا في لبنان نتمسّك بهذا الحق في أن نعبّر بالصوت وبالصورة عن حرّيتنا وعن حقوق شعوبنا العربية والإسلامية، ولذلك من هذا المنبر وفي هذه المناسبة التي تجمع هذا الحشد من الإعلاميين نؤكد المؤكد على موقفنا بأن محاولات التلفيق والتزوير والتحريف للحقائق لن تمر عندنا في لبنان، وأولئك الذين يعترضون على أصوات الحقيقة التي تصدر بإسم عروبتنا وإسلامنا لن يستطيعوا أن يكمّوا الأفواه لا في لبنان ولا على إمتداد المنطقة، مشدداً على أن مسؤوليتنا ومسؤولية الجميع تكمن في العمل على أن يبقى لنا الإعلام الحر في لبنان لتبقى لنا سيادتنا الوطنية على أرضنا وشعبنا وعلى مؤسساتنا الإعلامية، فلا يتمكّن ولا يتجرّئ أحد من أن يمارس عليها تهويلاً وابتزازاً لإسكات صوتها.
وختم النائب فضل الله: "جئنا إلى هنا جميعاً لنزرع شجرة من أجل أن يبقى وطننا أخضر تعكس فيه صورة الشهيد الإعلامي حسن عبد الله الذي كان من المقاومين الذين عملوا في الإعلام الحربي للمقاومة كما عمل في المنار، وعمل من أجل ناسه وأهله وبلدته والجنوب والوطن، واستشهد حيث كان يحمل كامرته ليقول الحقيقة عن أولئك التكفيريين الذين أرادوا أن يزرعوا ظلام، فزرع النور الذي سيشع من هنا من هذه الواحة.
بدوره رئيس جمعية أخضر بلا حدود زهير نحلة ألقى كلمة تحدث خلالها عن أهم الإنجازات التي حققتها حملة غرس مليون شجرة في موسم 2014/2015: فعلى مستوى حماية الثروة الحرجية أُنشئت ثماني فرق فنية مهمتها حماية الثروة الحرجية من التعديات والحرائق، وذلك بالتعاون والتنسيق الكاملين مع وزارتي الزراعة والبيئة، وبمعدل 240 دورية شهرياً على مدار الساعة، كما جرت المساهمة بإطفاء 65 حريقاً من مجمل الحرائق التي تتعرض لها الأحراج بالتعاون مع البلديات والدفاع المدني، إضافة إلى تشحيل 1170 دونماً من المساحات الحرجية، للوقاية من هذه الحرائق ولمساعدة الأشجار على النمو.
وأضاف: على مستوى التشجير والرعاية فقد تم إنشاء عدد من المشاتل لإنتاج الغراس الحرجية، حيث تم إنتاج ما يقارب 250000 غرسة من الأحجام الكبيرة والصغيرة، كما وتم زراعة وتوزيع 275000 غرسة بمشاركة 133 بلدية وجمعية على مساحة الوطن، حيث زرع 175000 غرسة في المساحات الجرداء وعلى جوانب الطرقات، وتوزيع 10000 غرسة مثمرة وحرجية على المواطنين.
وقد ألقى الزميل سهيل دياب كلمة بإسم قناة المنار قال فيها: "عندما تغلب القطرة وسع البحر يكون الدم شاهداً وشهيدا، وعندما يكللنا المكان بنسيم الشموخ، تحضر أسماؤكم قناديل ليل وعرائش مواسم، مذ سرى خبر شهادتك تعاظم الحنين إلى صفاء روحك وقلبك، حسن وقد خبرتك عن قرب في أكثر من مكان وزمان وعمل، لم تكن تشبه حالنا وانغماسنا في التيه، وإن كنت بيننا وأنت الآتي من صنيع الرجال وكبرياء المواقف، وقد رصفت ما يقينا دهم الزمان وقلة الناصر، كنت دائماً في عجلة من أمرك تسابق للرحيل بل معانداً وكأنك على موعد مع حبيب أطال إنتظارك ورغم جرحك العميق في لحظة التحام، والذي زاد في نحالة جسدك بقيت معانداً على العود إلى جنب المجاهدين والمقاومين، حيث روحك تسمو وتعلو أبعد من طائر غريد.
وأضاف: حسن عبد الله (كربلاء) أيها المتنقل بكاميرتك، وقد أضحت لعبتك الصغيرة ومستودع أسرارك، من عطر البارود والأشواك إلى رائحة دماء الشهداء ومن مشهد وصايا الشهداء والعناق، مع صورة الأرواح المتنقلة من عالم البقاء إلى تسلق الجبال نحو ملاحم الميدان مع رجال المقاومة، كان لك بجسدك النحيل ما أردت في مواقع سجد وعرمتى والريحان وشبعا وغيرها إلى حيث يجب أن نكون، حسن (كربلاء) هذا زرعك هنا في بلدتك والتراب هنا أغلى من تبرٍ واكتناز، هنا في بلدتك يطلع بيننا بعض جهادك مزهراً مزداناً بشمائل خصال لا ينالها إلاّ الشهداء.
وقد أجريت سلسلة مقابلات على هامش الإحتفال، حيث أدلى عضو المجلس الوطني للإعلام الأستاذ غالب قنديل أكد خلاله أن الشهيد حسن عبد الله الذي تحيا ذكراه اليوم هو رمز لقوافل الشهداء الذين تعاقبوا في الدفاع عن هذه الأرض وبذلوا دماءهم وأرواحهم في وجه العدوانية الصهيونية، حاملين رسالة المقاومة ألا وهي الحياة والحرية، ولذلك فإننا نزرع الأشجار لنخلد ذكرى جميع الشهداء المقاومين، متوجهاً بالتحية لروح الشهيد حسن عبد الله ولجميع الشهداء الإعلاميين وخاصة شهداء قناة المنار المناضلة والمقاومة الذين كانوا شركاء في ملحمة التحرير والصمود التي قادتها المقاومة اللبنانية.
بدوره مدير مركز الإرتكاز الإعلامي الأستاذ سالم زهران رأى خلال تصريحه أن المقاوم الذي يستشهد على الجبهة في مقابل الوهابيين هو عينه الذي يستشهد وهو يقاتل الصهاينة، فلا فرق بين الإثنين سوى في القياس والشكل، أمّا في الجوهر فهما واحد، مؤكداً أن الوهابية استناداً لما يجري اليوم باتت تمثل مع الصهيونية وجهان لعملة واحدة هي عملة القتل والدمار وسفك دماء الناس، مشدداً على أن المشاركة في هذه اللحظة هي لتأكيد الوفاء للشهداء والشهادة التي هي عهد المقاومة ونهجها.
بدوره مدير العلاقات العامة في قناة "الجديد" الأستاذ إبراهيم الحلبي أكد خلال تصريحه أن مشاركتنا اليوم في هذا الإحتفال هي أمر ضروري وواجب، فالإعلاميين من خلال قيامهم بزرع شجرة باسم الشهيد الإعلامي حسن عبد الله فهم يحون ذكرى الأعمال المبهرة التي قام بها هذا الشهيد والتي أدت في نهاية المطاف إلى استشهاده، والتي كانت توحي دائماً بأن الشهيد يقوم بواجبه الإعلامي والنضالي لإيصال الحقيقة والكلمة الحرة لجميع الناس.
كما وأدلى الناشط في مقاطعة إسرائيل وداعميها عبد الملك سكرية بتصريح رأى فيه أن هذه الوقفة هي تحية للشهيد حسن عبد الله ولكل الشهداء، كما أنها تأتي ضمن مشروع غرس مليون شجرة التي هي فكرة إبداعية بامتياز لما للشجر من أهمية على مختلف الصعد الجمالية والبيئية والعمل المقاوم.
بدوره مدير قسم الإخراج في المنار رضا قشمر أكد خلال تصريحه أن الشهيد حسن عبد الله كان متميزاً بأعماله التي كانت ترتبط دائماً بالأرض خاصة تلك التي تحررت عام 2000 إضافة إلى ارتباطها بالشهداء الذين سقطوا عليها، فهو كان متعلقاً بها بشكل كبير، ليعطيه هذا التلعق روحاً ونفساً جديداً في أعماله إلى جانب الإحساس الخاص الذي كان يمتلكه، حيث كان يعالج الأمور بطريقة مبدعة استطاع من خلالها إيصال رسالة أعماله بكل سهولة للمتلقي، كما أنه كان مطلعاً على آخر التقنيات المتعلقة بمهنته وعمله.
بدوره رئيس بلدية عيترون السابق المهندس سليم مراد أدلى بتصريح أكد خلاله أن الشهيد حسن عبد الله كان مقاوماً رفع صورة المقاومة عالياً حتى أصبحت شامخة، وبمسيرته التي بدأت من عرمتى إلى أن انتهت باستشهاده على يد التكفيريين الذين لا يعرفون للحق مكان، مشدداً على أن بلدية عيترون كان لها الشرف والفخر بتسمية هذه الواحة المباركة بإسم الشهيد حسن عبد الله والشهداء الإعلاميين لتكون رمزاً خالداً ليس بأشجارها فحسب بل لأنها تحمل أسماء هؤلاء الشهداء جميعاً من أول شهيد إعلامي في المواجهة مع الإسرائيلي حتى آخر شهيد في المواجهة مع التكفيري.