و توخياً للدقة سننقل تفاصيل ما خلصنا إليه.
بدايةً، حين سألنا الصبي الجالس على الطريق عن اسمه قال (حمّودي). لنتفاجأ بعد نشر المقال بعدة أسماء له! فقد أكّد شخصان أنه معروف في منطقتهم باسم سمير، و قال آخر أن اسمه هو ماهر إبراهيم، و قال شخص أن اسمه فاضل برماوي.
كذلك أكد غير شخص أنه ليس سوري الجنسية.
بالإضافة لذلك، ذكر شخصان أن عمره 17 عاماً. كما قالت ثالثة أنه منذ عشر سنوات كان يدّعي أنه في السابعه، فلربما أصبح عمره 17 أو أكثر، لكن إعاقته تخفي عمره الحقيقي. و للتذكير كتبنا في المقال السابق أنه يبدو أكبر مما ادعى.
كما قال لنا مصدر أن هذا الشخص يعيش في كنف أسرة ميسورة ماديّاً، و أن والده يمتلك أراضٍ في طرابلس. و أضاف أنه يحصي من التسول بمعدل 50 ألف ليرة لبنانية يوميّاً، له 10 و للأهل 40.
و أفاد الذين يعرفونه باسم سمير أنه يتسوّل في منطقة بحمدون، حيث يستعطف السيّاح ليجني المال. و بالمقابل أكد شهود عيّان أنه منذ زمن و هو يتسوّل في صور. و ذكر أحدهم أن أهله و عشيرته من سكّان صور.
إذاً، لم تتغير القضيّة الأساس حيث كنا نرمي إلى إلقاء الضوء على استغلال إعاقات الأطفال في التسوّل. و مع توسّع البوصلة صرنا أمام قضية إحتيال. فقد انعكس استغلال الأهل لإعاقات الإبن على حياته، حتى كبر و صار التسوّل مصلحته. كبر و امتهن استغلال مرضه لخداع الناس. و كما علّق أحدهم "إذا هالشخص ضحيّه بلا شك هو ضحية أهله" ...لا يزال يجول في مناطق مختلفة من لبنان، فمن المسؤول اليوم عن ردع أهله؟
داليا بوصي