بدأت مسيرة معاز بدينار أردني كان بحوزة عمه في العام 1989، إذ أثارت هذه العملة، بألوانها الزاهية وتصميمها المتضمن صورة لقبة الصخرة في فلسطين، انتباه ابن التسعة أعوام وأيقظت روح البحث والتنقيب لديه، فعرف أن لكل بلد عملته وتاريخه وتصاميمه، فانطلق للبحث عن أوراق نقدية مختلفة.
يقول معاز إن والده شجعه في بداية هوايته ونصحه، وبعد تخرجه من كلية الهندسة في «الجامعة اللبنانية» بدأت «عملية الاحتراف»، ومع الوقت تراكمت العملات «لتشكل مجموعة بديعة منتقاة من مشارق الأرض ومغاربها، وعملة البرازيل كانت المميزة في البدايات»، موضحاً أن «العملات لا تقاس بقيمتها الشرائية فقط، بل بأبعادها التاريخية والجغرافية والاجتماعية، باعتبارها تؤرخ لحضارات بأكملها، لذلك ازداد شغفي بهواية جمع العملات حتى أصبحت هدفاً لإتمام المجموعات لديّ. وبعد 8 أعوام على احترافي، أطمح للوصول الى موسوعة غينيس وتحطيم الرقم القياسي المسجل باسم هاو من الهند».
وعن أنواع الورق المستعمل في صناعة العملات وكيفية حمايتها، يقول معاز: «إنه مزيج من عدة مواد يدخل فيها القطن ليزيد من عمرها. المصارف المركزية تفتش عن أجود أنواع الورق، كما أن نوعية الحبر المستخدم تلعب دوراً في حفظ الورقة وعدم تزويرها، فمصرف لبنان استخدم ورق البوليمير البلاستيكي لإصدار عملة من فئة الخمسين ألف ليرة لبنانية كتذكار، من دون أن يتم تداولها في السوق اللبناني، إذ قام الهواة بشرائها».
يبلغ مجموع «ألبومات» معاز اثني عشر ألبوماً بحسب الأحرف الأبجدية لكل بلد، ويمكن أن يضم الألبوم الواحد عدة أحرف، وكل حرف يضم عدة بلدان. تضم الألبومات عملات نقدية من كل دول العالم، وتُعتبر مصر والبرازيل وألمانيا وروسيا ولبنان من أكثر الدول التي تحظى بأكبر كمية عملات لديه.
تنقص الألبومات الـ12 عملات 22 دولة فقط، وينوي معاز شد رحاله إلى تركيا ورومانيا، والتنقيب في محركات البحث الالكتروني لاستكمال مجموعته التي سيسميها «أطلس العالم». يصف رومانيا ببلد الهواة والمعارض، إذ تقام فيها مهرجانات لهواة جمع «الأنتيكا»، ويبقى الهدف الأكبر لمعاز جمع عملة واحدة على الأقل من كل دولة في العالم، مشيراً إلى أنه سيحضر معرضاً في هولندا خلال الشهر الحالي، آملا الحصول منه على قطع نقدية نادرة.
يحرص معاز على شراء عملات لدول اندثرت، لتغني مجموعته، خصوصاً التي شهدت مراحل غابرة، مثل جزيرة زنجبار التي كانت مستقلة وأصبحت تابعة لتنزانيا، ودول أفريقية مثل «كابونغا» التي لم تعد موجودة على الخريــــطة، وجزيرة «أوزورس» التي كانت تابعة للبرتغال، «وأندورا» البلد الصــــغير الذي يقع بين فرنسا وإسبانيا وكانت له عملة واحدة.
تكمن جمالية هواية جمع العملات، وفق معاز، عند إتمام عملة بلد حسب اختلاف تاريخه وتواقيع كل حاكم، فجمع ورقة بكل التواقيع «يعطيها غنى وقيمة إضافية، بالإضافة إلى لذة البحث عن تصاميم نادرة، حيث نجد لكل ورقة قصة مطلوبة للهواة، حتى تكتمل نهاية القصة باكتمال مجموعة الدولة المعنية».
زينب ضاهر - السفير